الزمنُ اللقيط
مَاْ الْعَدْلُ إِنْ كَاْنَتْ حُظُوْظُكَ مَائِلَة
مَا الْخَيْرُ إنْ كَانَتْ دِيارُكَ قَاْحِلَة
مَا الْحُبًّ إنْ نَبَتَتْ كَرَاْهِيَةٌ هُنَا
تَسطُو على أحلامِنا المُتَثَاقِلَة
أَوْقَفْتَ رُوْحَكَ فِي السَّبِيْلِ مَنَارَةً
تُهدَىْ بِهَا في اللّيلِ كُلُّ السّابِلَة
كُلُّ النُّفُوْسِ قَضَى القَضَاءُ رحيلَها
إلّا التّي احتَضَنَتْكَ لَيسَتْ رَاحِلَة
عِشْنا ولم يُسمَعْ نَحِيْبُ صراخِنَا
لبّيتَهُ يَا رُوْحَ صِدْقٍ بَاسِلَة
نَسقِي زُهُوْرَ حَيَاتِنَا حسراتِنَا
فَيَشيبُ مِنْها العِطْرُ تَغْدُوْ ذَابِلَة
كَسَرُوا قَنَاْدِيْلَ الْمُنَىْ يَاْ عِشْقَنَاْ
لَكِنَّ ضُوْءَكَ هدْيُ هَذِي الْقَاْفِلَة
لم تَشْتَكِ الزّمنَ اللقيطَ كَــ بَعْضِنَا
مَا لِنْتَ يَوْمًا للرِّيَاحِ الخاتِلَة
قَتَلُوْكَ يَا ذَا العِزِّ وابنُكَ فَاعِلٌ
هَلْ يَجْهَلُ المَقْتُوْلُ ظُلمًا قَاتِلَهْ ؟
قَالُوْا لَنَا : الاسْمُ الكَبِيرُ نَصِيْبُكُمْ
وتَقاسَمُوْا ثَرَوَاتِ دَارٍ طَائِلَة
قَالُوا: افْرَحُوا ذِي قِسْمَةٌ مشهودةٌ
كَلّا ورَبِّ العَدْلِ لَيسَتْ عَادِلَة
الْجُوْعُ يَأكُلُنَا ونأكُلُ بَعْضَهُ
والْبَعْضُ جَهْلًا لَا يُكَذّبُ آكِلَهْ
وبَقِيّةُ مِمَّا تَخلَّصَ ضُيِّعَتْ
أُمَنَاءُ هُمْ – كَلّا – دعاوىً جَاْهِلَة
قِفْ يَا زَمَانُ كَفَى أعِدْ أيّامَنا
فَحَيَاتُنَا الـْـ عِشْنا بِأَمْرِكَ باطِلة
طَوَّقْتَنَا أَحْرَقْتَنَاْ وَسَرَقْتَنَاْ
وَشَنَقْتَنَاْ مَنْ لِلْخُطُوْبِ الْهَاْئِلَة ؟
عُنْوَانُ قصَّتِنا الحزينةِ نَكْبَةٌ
بِكِتَابِنَا الْمَذْبُوحِ يَنْدُبُ حَامِلَهْ
سوقٌ بِربِّكَ ذاك أم وطنٌ هُنَا
يَشْتَاقُ مِيْلادًا وَصَدْقَ مُحَاْوَلَة
فصلاحُ هذا العهدِ رهنُ صلاحِنا
كَالشّمْسِ جِئْتُ لِكَيْ أُذِيْعَ دَلَائِلَهْ
لَن يَرجِعَ المَجْدُ القديمُ بأمّةٍ
تَهْوَىْ الضَّيَاعَ وتَسْتَحِبُّ سَلَاسِلَهْ
________
مصطفى.