كنت ياصديقي رائعا كما كنت دائما ،في يقظتك ،كما في منامك، فلا أدري أقاصر هو عمق تعبيري الذي يبقى بشريا في حد ذاته، فلا يحدو حدو ذوي الاجنحة من الملائكة؟ إن الانسان بطبيعته لايسمو في السماوات العلى بجسمه وقد يسمو بعقله وقلبه فيكون إلى جانب ملك طاهر، لايرى منه إلا كل معاني الجمال والعزة والبراءة، لكني أرى أن لابد من تضحية من بني البشر حتى يتحمل مشقة العروج في السماوات، فيبقى بذلك وفيا ومصاحبا لذوي الاجنحة ،أعجب منك مستعدا للتضحية بدون تردد ،ولا معتبرا لأي قيد ولا حكم ،بدا لك كل شئ جميل ،أعرف ان كل الناس يحبون ا لأشياء الجميلة ،ويسخرون كل ما يملكون لتحقيق ولو جزء يسير من السعادة ،لكن المشكلة هي أنك تجدها متارجحة بين المصير والواقع المرير وبين الأمل فتعم الحيرة .اندفاع وتوقف فجائي يجعل الأسئلة تتقاطر عليك من كل صوب ،فتعجز عن القيام بأية خطوة إلى الأمام ،ذاكرا أشياء بطول أو قصر زمان تفعلها وتكملها،صرت أرى أن كل مابيننا مستحيل أن ينقلب إلى ماكان قبل هذا ،ولا أدري كيف يكون طعم الحياة بدونك ،أسأل الله أن يهبني الصبر من عنده لأتحمل مايأتي به الزمان ،فنكون دوما معا ،هدفنا النجاح والوفاء والتوفيق.