مآثرُ الأحرار
أودى بكلِّ فضيلــةٍ حبُّ الأنا
والبغيُ أضحى في الأنامِ مُهيمِنا
وتسلقَّ الأوغادُ هامـاتِ الذرى
وغدتْ شرارُ الأرضِ تملكُ أمرَنا
في شرعةِ الغابِ التي قد أحدثوا
لا خيرَ يرجى للضعيفِ متى عنا
لغةُ المنافعِ والمصالحِ قـد غـدت
في الأرضِ تحكمُ وانقضى عهدُ الهنا
وتبدَّلَ الودُّ الجميـلُ تشاحناً
والنفسُ باتت تشتكي مرَّ الضنى
غرسوا بذورَ الشرِّ تنبتُ شوكَها
هل يرتجى من نبتةِ الشوكِ الجنى ؟
سمةُ التباغضِ والتناحرِ شأنُهم
أما المحبةُ في الإلـهِ فشأنُنا
حالُ الألى سدروا بشرِّ فعالِهم
عن منهجِ الأبرارِ شرعِ إلهِنا
في محكمِ التنزيلِ يمـدحُ رُبنا
من آثرَ المحتاجَ من عَرَضِ الدُنا
ورسولهُ خيرُ الخلائـقِ قـد بنى
صرحَ الأخوَّةِ في الصحابةِ ما ونى
في شرعةِ الأحرارِ ثمَّ مآثرٌ
لا يرتقي عليائَها أهـــلُ الخنا
كنّا نتيهُ على الأنامِ بخصلة ٍ
غرّاءَ تبرقُ بالنضارةِ والسنا
شِيَمُ الأكارمِ أينعتْ بديارِنا
ومآثرُ الأحرارِ تسكنُ جمعَنا
إن أزهرَ الإيثارُ في نفسٍ نما
فيها نباتُ الحبِّ أورقَ واغتَنى
يا مُقتِراً ما ازددتَ غيرَ مذلةٍ
يا منفقاً في الخيرِ قد نلتَ المنى
كم من شحيحِ النفسِ مات بهمِّهِ
كم من كريمٍ في ذُرى المجدِ ابتنى
ولقدْ عجبتُ لهالكٍ من تخمةٍ
لا يَحفَلَنَّ بمن تهالكَ فانحنى
هيَ ذي حضارةُ أِفكِهم ونفاقِهم
نشكو إلى الرحمنِ مبلغَ ما بنا
بشرى الحبيبِ تلوحُ وعداً صادقاً
والخيرُ أزهرَ والقطافُ لقدْ دنا
سيعودُ للكونِ الحزينِ بهاؤُه
أيّانَ تشرقُ في الخلائِقِ شمسُنا