شعر : حسين محمد امين
_______________
يا أمانيَّ بعتُ والله أمسي ؟ ذكِّريني بوابلٍ منكِ يُنسي
ماتَ حلمٌ بهِ رجوتُ ربيعي كيفَ أبقى وماتَ أوراقُ غرسي ؟
أمطريني ولم أقل أغرقيني بالرذاذِ المنسابِ يندى بهمسِ
لا أريدُ العطاء إلَّا رذاذاً فلقد تفتحُ الهواطلُ رمسِي
فامطري بالرذاذِ علَّ الأماني تؤتني ما رجوتهُ لا بعكسِ
وأهابُ الأمطارَ روَّعها الإعصـــارُ تُشقي الرشادَ منِّي بمسِّ
أنتِ حرفي الذي رويتُ به جَرحِي وروَّيتُ بالبُكا منهُ حسِّي
كيَّاتُ السنين بالألمِ الزافرِ ألقت إلى التأوُّهِ نفسي
أحرقتني ولا أحسُّ لها لسعاً لِأنِّي وَجدتُ فيكَ التأسِّي
والضمادُ الضمادُ كانَ رواءً من هناءٍ فلتدهقي منهُ كأسي
علَّني والرؤى نضمِّدُ جرحاً كادَ يقضي عليَّ فيها بدسِّ
دسَّهُ بلسمٌ بعينِ فتاةٍ من جنوني بها شقائي ونحسي
وعلى حبِّها صَبَبْتُ فؤادي دمعاتٍ تناثرتْ فوق طرسي
كيف لَملَمتُهَا ؟؟ أباحتْ بما أخفي ؟؟؟ أراها صريحةً دونَ لبسِ
راعشي بالشتاءِ فضَّ بيَ الصمتَ وألقى بها على أمِّ رأسي
وصفيرُ الحروفِ في المهمهِ الموحشِ ينوي إغراقَ مركبَ بأسي
ورعودُ القصيدِ كانَ على سمـْـعِيَ أقوى من رعدِ أخوفِ طقسِ
هزَّني طيشُها برعدة هيَّاب تمادت بها ارتعاشةُ يأسِ
بالوجومِ الرهيبِ والحلكِ الدامسِ وارتْ أستارهُ ضوء شمسِ
واستدار الإعصارُ نبَّهَ آلاماً تَخَيَّلتها تناهتْ بطمسِي
كيفَ عادتْ مع ابتذارِ الأماني ؟؟!كيفَ قد أنبتت مخاوفَ أمسي ؟؟!!
فامطريني بما يبعثرُ آلامي ويُبقي عليَّ آمالُ أنسي
لا تُعيدي الذي نبشتِ من الماضي حرامٌ أبيعُ عمري ببخسِ
لن أردَّ الأقدارَ جاءتْ بعسرى أورمتني الألطافُ فيها ببؤسِ
أوْ رمتني الأطيافُ منها بنعمى وهيَ تحنو وما أصيبت بنكسِ
فامطريني بوابلٍ منكِ يُحيي رقصاتِ الزهورِ تزهو بقدسي
حاولي أن أقيمَ فيَّ بناءً فيكِ بَنَّيتُهُ على خيرِ أُسِّ
وابتسامُ الرضا بما قدَّرَ الله غياثٌ بهِ سينبتُ غرسي
25-12-2013م