الحُبُّ الأطرشُ !
مازالتْ أمّ محمّد من أيّام خِطبتهما إلى أن تَغضّن منهما الجبينُ تصيح في وجه أبي محمد :
- أنا لا أحِبُّ الكلامَ الحُلْوَ ، ولا أعرفُ كيفَ أقولُه ، ولا أطيقُ سَماعَهُ !
ولمْ يمَلّ هو من يومِها إلى اليوم من أنْ يُجيبَها منتشياً بِرَجْعِ صوتِها المُجلْجِلِ :
- كلامُك هذا أجملُ وأحلى كلامٍ تسْــمعُه أذُني !
================================================== ==
أرجو أن تسمحوا لي بإيراد تعليق الأديبة الكبيرة المجاهدة نور الجندلي ، وذلك إحياءً وإكراماً لهذه القامة الكبيرة من مدينة ابن الوليد حمص المذبوحة المُحاصَرة . وقد انقطعت أخبارُها ربما من أكثر من سنة ! نسأل الله الرحيم أن تكون بخير ، وأن يلحفها الله – هي ومن حولها – بعنايته ورحمته .
( سمعتُ في تاريخ حياتي بالحب الأعمى، لكنها المرة الأولى التي أتشرف فيها بالتعرف على الحب الأطرش أتعلم أستاذنا الكريم، قد يفتقر عصرنا إلى هذا النوع من الحب بشدة ، فمعظم الخلافات التي تحصل بسبب سوء التعبير عن الحب أو قلة التعبير عنه. وهذا يفجر براكين غضب في الصدور، لو امتلك كل شخص ملكة الحب الأطرش، وكان كذلك الزوج الرائع لكنا بألف ألف خير. لقد طرحت درساً رائعاً في التربية والتوجيه والأخلاق عبر سطور قليلة.
بورك الفكر والقلم. نور الجندلي )