بكاء الأرض
كلما زرعت الأرض .. حبات قمح
نام الرغيف دون غطاء
و كأن الصقيع تجاهله لأوقات ..
أبعد عنه بصمات البرد المغروسة
التي تنتحب
كبر القمح .. و أثمر جمرات
أحرقت الوريد
و التهمت بقية الجبين الكئيب
مرتجفة هي الأرض
تبحث عن أحشائها الدقيقة
تئن و تنتحب
فظفر مغروس
عاود انتزاع جسد الحلم من جديد
ترابها يخاف الفجيعة
تشربه مسامات وجهي
يمر بين شراييني
يبعث الروح
و لا يضيع ..
أركض ..
يتناثر من حولي
أنحني لأغتسل منه
تحمر وجنتاي
حين ترتسم على ما تبقى من الأرض
ابتسامات المزغردين
حلمي .. بلاء و دمعة المنكسرين
و أنت .. .؟
أنت أيتها الحبات ..
تأتين دون كساء .. ترميك الريح
على صدر أنفاسي .. تقعين .. تثقلين كاهلي
تسممين دروبي بجذور
كلما حاولت اقتلاعها .. تشدني لبعضي
و كلما أينع قلبي و أثمر
ترميني في حفرة .. لأزهر وحدي ..
أرتدي فضلات الماء
أزين بخوفي أعمق جذورك ..
و أعلى غصن فيك ..
أفرش لهما دمي رداءً
فأوراق قمحك تلوح . . !! ليس إلى لقاء
تعشق الثمار .. قبل أوان الخريف
تهوى الزرع المتجدد
الذي لا يدمع عين الرغيف
و لا يثمر سنابلا لا تعرف النوم
و يُكتب طقس الطحين
حين ينشد الشوق لقمته ..
و تبكي الأرض و هي صامدة .