قراءة في قصيدة
القصيدة للشاعر أشرف حشيش ، بعنوان : أعد الحكاية ..
وليسمح لي الشاعر بتسميتها : أعد الرواية .. حسب مطلعها .
.................................................. ..................
جاءت هذه القصيدة - قصيدة الأستاذ أشرف - متفجرة من قلب ممتلئ حميّة وثورة وفخرا بالبطل الفلسطيني الشهيد الميت الحي حمزة أبو الهيجاء .
وإليكم الأبيات مع التعليق عليها :
..........................
أعد الرواية ..
--------------
أعد الرواية . بكرة وأصيلا ... أنا لا أحبُّ - محدّثي - التهويلا
أعد الرواية لم يزل في خاطري ... شوقٌ يفصّلني لها تفصيلا
[ مطلع موفق ، تضمن تصريعا ، وتكرارا مفيدا ، وتصويرا لفعل الشوق في النفس ]
.....................................
يا من رأيتَ الجيش جرّ حديده ... متدرّعا جنح الظلام ذليلا
[ لقد تحول الحديد هنا من آلة جبارة فاعلة إلى مجرد عبء ثقيل لا فائدة منه . وصار العدو الجبان يحتمي بدرع الظلام .. تصوير رائع ]
......................................
ورأيتَ حمزة في اللقاء مكبّرا ... وسمعتَ في ساح النزال صليلا
[ بيتٌ سجّل اسم الشهيد البطل ، وصوّره صائحا مجالدا تُسمع أصوات صولته ]
......................................
ما فرّ حمزةُ من أمام جيوشهم ... أو كان يرضى للنجاة سبيلا
[ كرر الاسم اعتزازا وفخرا وإعجابا ، في سياق نفي الفرار، ونفي الرضا بالنجاة ، فهو يطلب الشهادة. صياغة متدفقة بالحب ]
.....................................
بل واجه الجيش العرمرم وحده ... فسمِعْتُ ما بين الصفوف عويلا
[ إطناب مفيد ، مردف ببيان بطولته وصموده إذ فرّ غيره ، في مقابل فزع العدو وعويله كالنساء ]
......................................
وتدافع الطيرانُ يسندُ جيشهُ ... ويصبّ من فمه اللظى برميلا
[ تدافع : تصوير لكثرة الطائرات ، ونيرانها التي كأنها تخرج من فم تنّين ]
......................................
فالجيش مثل "الفيل" عند لقائه ... أيخافُ ليثٌ أن يجابه فيلا
[ عموما .. ليس الفيل بالسهل ! ولكن الشاعر ربما اختار هذا ليبين أن العدو يمتلك قوة وضخامة ، ولكن الفلسطينيين يمتلكون الشجاعة . هذا وقد كان الشعراء القدماء لا يصورون ضعف عدوهم ؛ بل قوته ، لبيبينوا بهذا قوتهم وشجاعتهم إذ ينتصرون على الأقوياء لا الضعفاء ]
.....................................
واستقبل الصاروخَ حمزةُ باسما ... متوهّجا _ في ساحها _ قنديلا
[ أيضا كرر الاسم مرة أخرى بنجاح ، في سياق المدح بالشجاعة . وقدم المفعول به ( الصاروخ )
لما له من أهمية في بين الشجاعة . متوهجا حال ، يمكن أن يكون صاحبها الفاعل أو المفعول به ، وهي للفاعل ( حمزة ) أفضل ، فهو قنديل ، نور يضيء دروب الجهاد ]
...................................
حتى إذا نفدت ذخيرته ارتقى ... حيا وما سقط الحبيب قتيلا
[ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ... عبر الشاعر عن هذا المعنى بأن الشهيد ارتقى إلى ربه حيا ولم يمت . جميل قوله : ارتقى ، والرقي إلى أعلى، ولم يسقط، والسقوط إلى أسفل. ]
..................................
وبه البطولة أكملت مشوارها ... هيهات أن تلقى سواه مثيلا
[ هنا تعبير شعبي . واستخدام كلمة ( سواه ) هنا غير صحيح ، أو لنقل إنه ضعيف ، إذ الأصل أن يقال : ليس له مثيل / هيهات أن تلقى له مثيلا ]
.................................
وإذا ترهّلتْ العواصم وانحنتْ ... والذل صار لعهرها إكليلا
أو غيّرتْ دستورها وتعبرنتْ ... أو زوّرت أو بدلتْ تبديلا
سيظل ميثاق الشهادة خالدا ... في موطني لا يقبل التحويلا
[ أبيات ثلاثة تكون تعبيرا واحدا وهو أسلوب شرط ، صور فيه الشاعر المدن العربية المستكينة المطأطئة التي إذا بدت بهذا التخاذل ؛ ففلسطين ، أو القدس ستبقى على عهد البطولة والفداء والشهادة
وأرى أن البيت الثاني من تلك الأبيات كأنه حشو أو شبه حشو ، وذو تعبير مباشر ]
....................
وفي الختام أقول : لا فض فوك أخي الشاعر الرائع الثائر أشرف حشيش . أمتعتنا ، وخلدت ذكرى بطل ، وأسهمت في إذكاء روح المقاومة ، بقصيدة جميلة تنبض بالإحساس .