دخلها النزغُ من أبوابٍ شتى، قيدها بسلاسل ملتهبة، وألقى بها في غياهب الثأر يلتقمها البغضُ خلَّةً خلةً.. يزيد تحرقُها اشتعالا كلما هاجمها خاطرُ غروب.
بعتم الليل الموحش تدثرتْ نعيقَ بوم، وبقلبِ الوحشِ تسلحتْ نذيرَ شؤم، حملتْ ذاتَها على أكفِّ نزفِ جراحِها تركضُ ريحَ دمارٍ بينَ أحضانِها رائحةُ الموتِ. في ركنٍ منعزلٍ عمَّنْ يعرفُها وقفتْ تُصفِّي دموعَها من عَكَرِ الخداع، ترتقُ بكف نارها الملتهبة بالحقد والغيرة جرحا دميما عميقَ الغورِ في ذاتِها الصارخةِ بفكرةِ الانتقام، فشلتْ محاولاتُ الرتق بهجومِ الطغيان. لن تهدأ نارُها الشرهةُ في صدرِها قبلَ فقءِ عينَيْ وَقْدِها بسهمِ الثأر. وعندما رمتْ باتجاهِ الهدف، ارتدَّ السَّهمُ إليها بصدرِ ريحِها الطائشةِ ذلا وعارا، فجثتْ ذئبةً تعوي في الفراغ..
بقلم
زاهية بنت البحر