Iضيف عابر
تنفس الصبح و صاحب جماله غبش ، وتوضأت الآفاق بماء المزن ،واغتسلت أشعة الشمس بماء المطر ، فكانت ألوان الطيف التي رست في تلك الجهة ، وتوشح المكان بوشاح الطهر والجمال، شبهت ذلك المنظر ،بطائر جميل بسط جناحيه المزركشين في الأعالي،و خَرّ ساجدا في مكانه خاشعا من خشية الله ، فكان المكان إلى جانب هذا النضور والجمال متوجا بالهيبة والوقار ، ويلهم الناظرين مشاعر الخضوع لمبدع هذا الوجود .
كان الكل قد خدعه النظر، إلا ثلة قليلة من المتأملين الذين تباينت تأويلاتهم إجابة ، عن تساؤلات عدة ،وعن سر هذا الجمال الأخاذ،والخيّرون منهم لا يجدون لهذا الجمال الفطري، تفسيرا ينأى عن الإيمان ،وعن كل أمر لا يعطي لخالق هذا الكون عزته وعظمته .
كان بمعيتي صاحب من الذين يبهرهم الجمال ويخدعهم ،فراح يحدق في تناسق الألوان ،لايلقي بالا لذلك الجمال العابر ،ولايهمه ما يحمل من أسرار ،كأنه طفل أثارته تلك الألوان ،ينظر إليها بنظرات لا تستقر على حال ، كعابث هلوع يملأه الغرور وحب امتلاك الأشياء، كان يبتسم تارة ،ثم يرسل قهقهات تارة أخرى ، عجب لأمره الكثيرون ممن كانوا يتملون طلعة ذلك الطيف البهي ، وممن يرون المنظر بتأويلات شتى ،فجأة بدأ المنظر الساحر يتهيأ للرحيل ، وغاب عن الرؤية ذلك القوس الجميل ،الذي أسماه البعض:"قوس قزح "وأسماه آخرون من العوام :"حزام للا فاطمة الزهراء". فأي اسم تراه أنسب إليك أيها الضيف العابر؟