|
يحكـــــــــــــــــون عن كنانة البلدان |
في حاضر الأيـــــــــــــام و الزمان |
أن سفينا بالرشــــــــــــــــاد أرسيا |
ربانه الحكــــــــــــــيم يدعى مرسيا |
شق العبــــــــــــــــاب أهله غضابا |
و عانقــــــــــــــوا ثورا به السحابا |
من بعد أن أجـــــــرى السفين قهرا |
في التيه غلمــــــــــــان علوه دهرا |
قــدمــه الــجــمــيـــــــــــــع للقياده |
بالحق و الإجمــــــــــــاع و السياده |
فقادهم حيـــــــــــــــــنا من الزمان |
على هدى الحــــــــــبيب و القرآن |
لا يبتغي قصـــــــدا سوى الصلاح |
منـــــــــــــــــاديا حي على الفلاح |
فاستعمل العقـــــــــــال و الأعوانا |
و استوزر الصحـــــاب و الإخوانا |
من كل ذي عقل أديــــــــب ناصح |
و كل ذي رأي حصيــــــف راجح |
فأحسن التسديــــــــــــد و المقاربه |
سوى دخيــل واحد قد غــــــــــالبه |
مخاتــــــــــل مخــــــــــادع دسيس |
رام العلى بخلقــــــــــــــه الخسيس |
ذي أوجه ستــــــــــرها القنـــــــاع |
و خــطــب ســطــــــــرها الخداع |
فقال إني للدفـــــــــــــــــــاع أهل |
لي خبـــــــــــــــــرة, و إنه لسهل |
فأذعن الجميــــــــــع للذي حصل |
و أمنوا منه عويـــــــــــما الخطل |
إلى يوم على الورى عسيــــــــــر |
بالحادث المفاجىء الخطيــــــــــر |
و ليلة للرجس كــــــــــــانت دالسه |
جمعـــــــــــــت الدنيا مع الأبالسه |
حدث صاحب الدفـــــــــــاع نفسه |
بأن يذيق النــــــــــاس جهرا بأسه |
فأجزل الوعيـــــــــــــد و الوعودا |
محاكيا فرعـــــــــــون و النمرودا |
في محفل للشـــــــــــــر و الأشرار |
غيب عنه الخيـــــــــــر بالإصرار |
أقبلت الدنيا مثـــــــــــــــال مومس |
فأوسع الحضــــور صدر المجلس |
مخـفـيــة عنـهـم ســــــــوى جمالها |
تعمي القلـــــوب عن وضيع حالها |
سكنــــــــــــت الأرواح و الأبدانا |
و لاح كل سحــــــــــــــرها و بانا |
عطلت العقـــــــــــــــول و الأفهاما |
و غـــــــــــــرت الذي بها قد هاما |
قالـــــــــت و قد مالت لها الأسماع |
و كلهم لذا الخنــــــــــــــــــا سماع |
هذا وزيري النـــــــــــاصح الأمين |
يكفيكم رأيــــــــــــــــــا و لا يمين |
قال الشقيّ المدعي إبليـــــــــــــس |
و شأنه التلبيــــــــــس و التدليس |
اسمع كلامــــي ولتدع عنك الجزع |
و اعمل بأمـــــر كل مكر قد جمع |
إن رمت حكم النــــــــاس لا يجديكا |
سوى رضى اليهـــــود أو أمريكا |
احطم رفح و احم حمــــى صهيون |
تفرح ملوك العـــــــــار و الفتون |
تستجلب العطــــــــــا مثل الأمطار |
من كل درهـــــــــــم ومن دولار |
و ثمّ دارَ الحظ و المراهـــــــــــنه |
و معمل النفاق و المداهـــــــــــنه |
ذا أول و هذا أمر ثـــــــــــــــــان |
أن تضبط الأمــــــــور بالطغيان |
و استعمل الأوبــــــاش و الأنجاسا |
وكل من بــــــــاع الحمى و داسا |
وقيد الأحــــــــــرار في الســجون |
محررا معاقـــــــــــــــل المجون |
و أشهر الأخبـــــــــــــار بالتزوير |
و الزور و الإغــــواء و التغرير |
فرق تسد, دس السموم في الدسـم |
و افرق ذئابا للعدى وســـط الغنم |
و إن تغيـــــــــــــــب عنهم الكتابا |
تستعبد النفــــــــــوس و الرقابا |
قال الغــــــــــــوي ما ذكرت أمرا |
إلا و من قبل خبــــــــرت عمرا |
و الخلق في الشر هم نوعـــــــــان |
من كل شيطـــــــان و من إنسان |
لأقضينه الغــــــــــــــــداة و ليكن |
شريعة للنـــــــاس في كل المدن |
و ما أريــــــــــــهم منه إلا ما أرى |
و ليقتبس من رشــده كل الورى |
فأذعن الأتبــــــــــــــاع من جنون |
و من عمى ألمّ بالعيـــــــــــــــون |
و انهمر النهـــــــــــــــار بالحمام |
فأسدل الستـــــــــــــور ليل دام |
بمحن فتتت البــــــــــــــــــــــلادا |
و فتن شتتت العبـــــــــــــــــــادا |
أروي لكم بالوجد ذي الحكايه |
و الخير أرجـــــــــــوه لها نهايه |
أخبارها الحمرا لهيبـــــــا تترى |
و المهجة الحـــــرى تخط جمرا |
و لو لي قدرة في الأمر قلــــــــت |
زال العنــــــــــا و بالهنا ختمت |
حكمة ربي المالـــــــــــــك القهار |
تخفى عن العيــــون و الأبصار |
أسرارها تدركهـــــــــــا البصائر |
و كل من في الحــــــق لا يكابر |
إن تنصروا الله العزيز سرا |
ينصركم على العداة جهرا |
و رب ليل حالـــــــــــك عبوس |
قد انجلى بباهـــــــــر الشموس |