سارق السعادة
حين تغوص في فضاء ليس فضاءك
حين تموج في بيئة ليست بيئتك
فتعال إلي
حين تسود الدنيا في وجهك
حين تسرق السعادة من أحبابك
فارجع إلي
حين تبكي ولا تجد من يمسح عبراتك
حين تخدع كثيرا ولا تفرق بين صديقك وعدوك
فعد إلي
حين ترتقي بأعمالك وشؤونك
وتنزل بروحك من عليائها لنتكب على رجلك
فاذكرني
حين تظن أنك تعلم كل شيء في دنياك
فتجد نفسك تجهل أهم شيء في حياتك
حين تعود إلى بيتك ولا تجد أحدا بانتظارك
فتمنى أن نلتقي
حين تحس أنك حزين وتعيس والسواد يملأ قلبك
حين تسقط جميع أقنعة الناس في وجودك
وتبقى أنت عاري شفاف ترى جميع دواخلك
حين تتعلم أن تخترع قناعا لك
وبعدها تجُد في اختراعاتك وتغير قناع وجهك مع تغير ملابسك
حين تلتقي بأناس عند الحاجة تملأ الإبتسامة محياك
وعند غير الحاجة تدير لهم ظهرك
فتمعن في عيني
حين تعيش في خوف من أن تنقص بشبر مملكتك
حين ينعدم الآمان لديك وتتوقع في كل تانية أن يقتنصك أعداؤك
أعداؤك الذين كونتهم وأصبحو أكبر من حجم مملكتك
حين لا تكاد تغفو فتصيح مدعورا من نومك
فانظر إلي
حين تحكي أمجادك ولا تتذكر ماضيك
حين تنسى أصحابك وأحبابك الذين فعلا أحبوك
حين لا تذكر نفسك الطاهرة المحبة للخير الصادقة التي دفنتها في مملكتك
فتمنى أن تلمحني
حين يشتغل عقلك وكأنه آلة
ويبقى قلبك وكأنه عليك عالة
حين تفرح ظانا أن أبواب الحظ فتحت لك وحدك
وهي على العكس سراديب الحياة المظلمة ضمتك وأغلقت عليك
فارجع إلي
لأني سأرحب بك في عالم أنت تستحقه وهو يستحقك
ولا تخف لأني لن أحكي لصغار أحبابك الماضين عن أمجادك
بل سأقول لهم أنك مغامر شجاع
ذهبت للصحراء لتبحت عن القوت والجاه
فرأيت جنة نخيل
أسرعت إليها بدون تفكير
لكنها للأسف لم تكن سوى سرابا
وخلف هذا السراب رمال متحركة تنتظر حبيسا
امتصتك وذهبت بك لأعماقها التي لا قرار لها
فذهبت روحك وجعلت من جسدك أسيرا
وتأكد من أنها لن تنفتك سوى حين تتركك عظاما