|
الآنَ يغفو جفنُك القلِقُ |
الآنَ يخبو ضوؤك الألِقُ |
في بؤبؤٍ جفّتْ ذُبالتُهُ |
واستيقظتْ من روحِك الحَدقُ |
الآنَ ينتبهُ الفؤادُ،يرى |
الملكوتَ لا أبوابَ تنغلقُ |
تهديك في سفرٍ ملائكةٌ |
ترقى طِباقًا فوقَها طبقُ |
فاهنأْ بدربِك؛ لن تُراعَ به |
والأرضُ كلُّ دروبِها زلَقُ |
واخفقْ بكفِّك مثلَ قُبّرةٍ |
تلِجُ البرازخَ مثلَ مَن سبقوا |
كقصيدةٍ عنقاءَ تطرقُها |
لم تتسعْ لجناحِك الطرُقُ |
إن كنتَ أطفأتَ الشموعَ هنا |
فهنالك القنديلُ يأتلقُ |
يا أيها الطينُ المرنَّقُ عُدْ |
فلكَم أمضَّ ضميرَه الرنَقُ |
حمأٌ بمحبسِه ثوى قمرٌ |
والآنَ للأفلاكِ ينطلقُ |
وأجسُّ جسمَك والأسى غُصصٌ |
والروحُ تضحكُ والصدى أُفقُ |
يا فارسًا للموتِ ممتطيًا |
ويراعُه كالسيفِ مُمتشَقُ |
تمضي ونقعُك ضَوعُ أشذيةٍ |
رمقٌ أخيرٌ سَلَّه رمقُ |
يختالُ في الأجواءِ منتشيًا |
بالصحوِ يُنثَرُ حولَه العبَقُ |
تختارُ موتَك بين كوكبةٍ |
من غزَّ ترقى كالذين رقُوا |
هل متّمُ أم نحن مَن غبروا |
وبقيتَ أنت مع الذين بقُوا؟ |
فارقبْ مع الشهداءِ حومتَها |
من ليلِ غزَّ النورُ منبثقُ |
كم قلتَ قبلُ تقدّموا وهمُ |
في رملِ غزَّ الآن قد غرقوا |
سأقولُ عنك تقهقروا ربَما |
يرتدُّ متعظٌ بمن سبقوا |
وأراك في الجوزاءِ مبتسمًا |
تحكي لمحمودٍ وتعتنقُ |
يا أجملَ الشعرا وكوكبَهم |
لا غروَ بعدَك لفَّهم غسقُ |
يا سيدي والحزنُ يعصرُني |
وأكادُ بالعبراتِ أختنقُ |
أنت الذي أثملتَ ذائقتي |
انّى لنا مِن بعدِك الغبَقُ |
وعلى لساني كنتَ لي لغةً |
لِمَ لا يساعدُ في الشجا النطُقُ؟ |
أرثيك أم أرثي قوافيَنا |
شُعثَ الشعورِ يهدُّها الرهَقُ |
آمنتَ إن الصبحَ موعدُنا |
فامكثْ قليلاً؛أوشك الفلَقُ |
ها أنت سرتَ ونحن في غبشٍ |
يا أيها الحادي بمن نثقُ؟ |
حملوا على الأعناقِ وردتَنا |
عجبًا لماذا ناءتِ العنُقُ! |
وتوسّدَ الجنبُ الكديدُ ثرىً |
عشقًا براهُ فوقَ مَن عشقوا |
تحنو على الميمونِ رامتُه |
ويُظلُّه الزيتونُ والحَبَقُ |
نَم يا سميحُ رعتْك أنجمُها |
لا داءَ يا طفلي ولا أرَقُ. |
شاهد: |
.. |
هنا بين أحشائي ينامُ سميحُ |
كطفلٍ وديعٍ والجبينُ صبوحُ |
أنا الرامةُ الثكلى أنوحُ فسلّموا |
على شاعري يردُدْه فهْو فصيحُ |