ذبحة جفاء !
مَرّت ْعليها لحظات الجفاء في غلس الليل الموحش كالسنوات العجاف ؛ فذبحت نفسها ذبحا بما أججت من تباريح الشوق والحنين .
جفاء لافح ! جثم عليها بظمأ عاطفي قاتل ، فاستسلمت لنوبات من الصمت والحرقة والانكسار . وفي أتون هذه المشاعر الملتهبة
تسلل قلبها الجريح إلى أعماق الذاكرة ، للبحث في ركامها المًيت عن قبس من جميل الذكرى لعله يخفف من وطأة محنتها الموجعة .
تشبثت المسكينة بخيوط الأمل، رغبة في كسر جفاء عزيزأسره العقوق.
أدت صلاة الفجرفي خشوع وابتهال وقربة ، رافعة أكف الضراعة إلى الله تعالى ليعيده إليها.
أفاقت بعد غفوة عابرة على طَرَقات خفيفة ، فلملمت شتات نفسها الممزقة وفتحت الباب ، وإذا به يرتمي في حضنها فامتزجت دموع الفرحة والندم.
ألزم أمك يا غافل فإن الجنة تحت رجليها.