|
أسـائـلـتـي: مـــا بـــالُ حــرفِـكَ غــائـبُ؟ |
وهــل مـثـلَكمْ مـن تُـسكِتَنَّ الـمـصائبُ ؟ |
ذوى البوحُ في قلبي المُعنَّى و قــد بدَتْ |
شــفـاهُ الـقـوافي فــي الـضُّـروبِ تَـثـاءَبُ |
لــقـد كــانَ لــي فــي كــلِّ شــطٍّ مـنـارةٌ |
وفــــي كــــلِّ بــحــرٍ لـلـقـريـضِ مــراكــبُ |
ولـــكــنَّ حــــزنَ الــقـهـرِ أطــفــأ وحــيَـهـا |
وأغـــرقـــتِ الأفــــــلاكَ فــيــنـا الــنَّــوائـبُ |
ومـــا مـــن بـشـيـرٍ كـــي يــشـدَّ ربـاطَـنا |
إذا نـالَـنـا فـــي الـشِّـعـرِ ريـــحٌ وحــاصِـبُ |
ومـــــا مـــــن ربـــــوعٍ تــسـتـفـزُّ يــراعَـنـا |
ولا مـــــن أمـــــانٍ تـقـتـديـهـا الــمــواكـبُ |
فــــأيـــن الــنــواعـيـرُ الـــطـــروبُ تــهــزُّنــا |
إذا شـجـنًـا نــاحَـتْ .. وعـــاصٍ يـراقـبُ ؟ |
وأيــن دمـشـقٌ تـشـعلُ الـحـرفَ فـتنةً ؟ |
وهــل بـردى كـالأمسِ نـفسٌ تُـخاطبُ ؟ |
فـــلا الـيـاسـمينُ الــيـومَ يـوحـي لـعاشقٍ |
ولا الـبحرُ يحصي الموتَ ..والموجُ ضاربُ |
وقــد عــاثَ فــي الأهـلينَ غـدرًا وخـسَّةً |
وفــي الـزَّهـرِ والأشـجارِ والـحيِّ غـاصبُ |
أدارَتْ لــــــه الأقـــــوامُ كـــــلَّ ظــهــورِهـا |
فــحـامـلُ حــبــلِ الــعـيـرِ ظــهــرٌ وغـــارِبُ |
وصُــمَّـتْ لـــه الآذانُ .. أعــمَـتْ عـيـونَـها |
شـيـاطـيـنُ دنــيــا الــعـهـرِ لــمَّـا تـكـالـبوا |
وسُــدَّتْ دروبُ الـحـقِّ مــن كــلِّ شِـرعَةٍ |
ونــامَـتْ عــلـى ذبـــحِ الـقـريـبِ الأقــاربُ |
تــجــرَّأ في عِــــرضِ الــكـرامِ دنـيُّـهُـم |
وصــالـتْ بـسـاحـاتِ الـسِّـبـاعِ الـجـنادبُ |
لأعـــــــلـــــــمُ أن اللهَ واقٍ صـــــــدورَنــا |
وإنْ نُـشِـبَتْ فــي الـصَّـدرِ دهـرًا مـخالبُ |
فــلـن تُـخـضِعَنَّ الـشـامَ –ويــكِ- ذئـابُـهم |
ولـــن يُــخـرِسَ الـنَّـسْرَ الـمـحلِّقَ نـاعـبُ |
أقــيـلـي - رعــــاكِ اللهُ - عــثــرةَ شــاعـرٍ |
لا هـــوَ يُــهـدى الــبـوحَ .. أو هـــو تــائـبُ |
فـطـيـفُـكِ فــيــه الــنُّــورُ يـَـهـدي ضــلالـةً |
ومـن حِـضنِ لـهْفٍ مـنكِ تُجلى المتاعبُ |
ولا تُــحـصـيَـنَّ الـــوقــتَ كــيــف أضــاعــهُ |
دعـيـهِ فـنـبضُ الـشَّـوقِ فـيهِ الـمحاسِبُ |