ذَهَـبَ الشَّبابُ بما أصـابَ
ضُحَىً تلاشـى في ضَبَابْ
يا لَيْتَــــــهُ .. لَمَّــا نــــوى
هجري احتوى ذنبي وتَابْ
أوَّآهُ .. يا أسَفـــي ..على
عُمــرٍ تـلاشـى كالسَّـرَابْ
ماذا اسْتَفَــــدتُ مِنَ التَّلَذُّذِ
بِالطَّعَـــــامِ ، وَبِالشَّــراَبْ !
ماذا أُؤمِّــلُ فــي انْحِنَـــاءِ
الظَّهْـرِ مِنْ بعـدِ انْتِصَابْ !
عشــرونَ عامًا ما طَرَقْتُ
لِصَــــالِحِ الأعمــــالِ بابْ
أمَّــا الذُّنــوب ، فليس لي
ذَنْبٌ وَما بلـــغَ النِّصَـــابْ
وَمَضَى الشَّبَابُ بلا وَدَاعٍ
مثلمــا يمضــي السَّحَـابْ
وَبَقَيتُ وَحــدي أحتَســي
دمعـي وَأشكو الاغْتِـرَابْ
ذَهَبَ الشَّبَــابُ ، كَوَردَةٍ
ذَبَلَتْ ، فَوَدَّعَتِ الرِّحَـابْ
قــد كُنتُ أحْسَبُ .. أنَّنــي
سَأظَــلَّ طولَ العُمرِ شابْ
حتــى أصَــــابَ الوَخــطُ نا
صِيَتي أسِفتُ على الشَّبَابْ
وَعَلِمـتُ أنِّـي في تَبَـــــابٍ
أقتفــي .. حــــلمَ الذِّئــابْ
يا ويـــحَ قلبــي هل يُفِيــدُ
الدَّمعُ أو يُجْدِي انْتِحَـــابْ ؟
رُحمَــــــاكَ رَبِّـي ، إنَّنـي
أخشـى سُـؤالَكَ وَالعِتَـابْ
وَأخـافُ ذنبـي ، وَالعِقَابَ
وَأنتَ حسبُ مَـنِ اسْتَثَابْ
وَالعَفـوُ عَفوكَ .. يا عَفُوُّ
فَعَافني .. عنـد الحِسَـابْ
محمد الحميري
10/12/2014