وَأخيرًا ... " كُوران " تنفَّسَ الصُّعَداءَ ! ، بل كاد يطيرُ إلى السَّماءِ قَلبُهُ فرَحًا ، أو يقعُ فؤادُهُ إلى الثَّرى حُبورًا ، عهدَ أبلغوهُ بقربِ حصولِهِ على منحةٍ من ذوي الدَّخل الممدود ! لبناءِ بيتٍ له بعد محنةٍ وشقاءِ عُمْرٍ لم يمنحه حتى غرفةً يَستحقُّ العيشَ فيها ، فكّر أنْ يقومَ بما ملكتْ قُواهُ وخزينتَهُ بما تمنَّاه كثيرًا ، فحزمَ أمرَهُ وابتدأَ العملَ ، لم يكدْ يهمُّ بنَصْبِ أعمدةِ السَّقْفِ ، وإذ هو جالسٌ مع زوْجهِ ، وولدهِ ذي الأربعِ سنوات وبنتِهِ ذات الشموع الستّ ، بلغت مَسْمَعيْهِ أصواتُ شِجارٍ حيث جاره الذي لا يبعد عنه سوى بضعة أمتار ، هرع إلى جيرانه عساه يصلح ذات البَيْن ، فكان أن حدث ما لم يكن في الحسبان ، في صباح اليوم التالي جاء عمال البناء لأكمال سقف البيت فاعترضهم الأخ الأكبر لـــ " كوران " قائلاً : إتركوا ما في أيديكم ، واصحبوني لنجهِّز البيت الجديد !!.