|
خشــعَ الكلامُ ، وكلُّ شيءٍ خاشــــعُ |
فالحبُّ في محـراب ذكْــرِك راكـــعُ |
حتى القلوب - وكل قلب مســـــــكنٌ |
لهــواكَ – يحـدوهــــا إليـك دوافـعُ |
حبٌّ ، وإيمـــانٌ ، وشــــربة كـــوثرٍ |
ورحــاب فـردوس ، وأنت الشّـافعُ |
فـخــرٌ لنــا أنّــا رُزقـنـــا حـبَّـــــهُ |
سَـــــــكَنَ السُّـــويدا ، ظلّلتْـه أضالـعُ |
وتجمّـــلتْ فـي ذكـــره أقــــلامنـــا |
ونمـا علـى مــرج الحــروف بـــدائعُ |
مـا مـدحُـنـــا لجـنابـه فـخــرٌ لـــه |
لكن بـه يســــــمو القريــض المــاتعُ |
لـــولاكَ مـا يُدرى مــآلُ نفوســــــنا |
سَـــــقَـرٌ ، وأهـــوالٌ بـهــا ومَقـامعُ |
وطـعامُها ذو غُـصَّـةٍ وشـــــــرابهــا |
سُـــــمٌ – ولاموتٌ هنالك – نـاقـعُ |
ذي نعمـــةٌ مــن ربنــا مهمــا شَـــــــــكَرنا |
لا يوفِّــيهــا الشَّـــــكـورُالطــــائـعُ |
يا ســــيدَ الكــونين يـا ركنَ الهــدى |
لك عــند كـلّ المســـــلمـين صـنـائعُ |
يا رحـمـــةً للعــالمـــين بُعِـثْـتَ كــي |
تحيي الخليقـــةَ حـين عـزَّ الـوازعُ |
فتهــاطلــتْ منــك الحيـاةُ ، تَلَقَّـفـتْهــا |
فــي النُّفـوس المـاحـــلاتِ بـــلاقــــعُ |
رشــفَـتْ شــــآبيب الهُــدى فتحوّلَتْ |
واحــاتِ نــورٍ خــدُّهــا يتَمـــارعُ |
مــــا فـــوق مــــدحِ اللهِ في آيـــــاتهِ |
خُلُــقٌ عظــــيمٌ كالمنـارة ســـــاطعُ |
ظـلمـــوك لمّـا كشّـــــرتْ أقــلامُهـم |
وتـواطـأتْ معهـــا علـيك أصـــابعُ |
رسـمـوك إفـكاً ســافـراً ، إذ بين مـا |
رســموا وبين الصِّدق بونٌ شـاسعُ |
مــا كان رميُـهُـمُ تراشـــــقُ صِـبْيــةٍ |
لـكنما خلــف الســِّــــــهـام نَـــوازِعُ |
هــمْ أخـرجـوا أضغــانهمْ تسـعى كما |
تســعى إلى بيضِ الطيورأشـــــاجِعُ |
لم يعـلمـوا أنّ الــذي شــــــــتمـوا نجــاةَ |
نفوسِــــــهم ، ولنفســـه هـو بــاخعُ |
يا ســـــيدي ، مـا قولـهـم أو فعـلهـم |
إلا هــــوامٌ قـــد دهَـتْــه زوابـــعُ |
وغــداً يعـــود الإفــك ينعَبُ حيث همْ |
وكأنّـه فـــوق الطلــول فواجـــعُ |
يا سـيدي .. خَجِلاً أتيتُـك أشــــــتكي |
فالضَّـعـــفُ آخـانــا ، وثَمّ زعـازعُ |
خَجَــلاً نزفْــتُ ، فأمَّتي كغثـاء ســــــــيلٍ |
عـدهـــا ، لكــن ســـــرابٌ خـــادعُ |
وتــرى الضّــواري قد تـألّـب همّهـا |
في نابهــــا ، والهــــمُّ فينـا هـاجـعُ |
لم نتَّـفـــقْ قـــولاً عـلى تأديبـهــم |
أو نجـتمــعْ فـي فعـلـنــا فــنقـاطــعُ |
فـــإذا اْعتـرَضْـنــا أيَّ أمــرٍ تـافـــهٍ ، |
أهواؤُنا - بلْهَ العظــيمَ - تَصــارَعُ |
تعِــبَ الطّـــريقُ وما اهتــدينـا مـرةً |
والشّـــوطُ أرهقَهُ النُّحوسُ الطّالعُ |
كل الجيــاد تســاقطــت من قـبــل أنْ |
يُنهى المســـيرُ وليس فيهم ضابعُ |
هيَ حـالنــا لمّــا نســــــينا ســـــــنةً |
خـلَّفْـتَها ، فهي الـدّواء الــناجـعُ |
لا خـــيرَ نبلغـــه إذا لــم نُحْــيهــا |
فـيها الهُـدى ، وكذاك قال الشّـارعُ |
صــلّوا على خـــير الأنــام وســلموا |
دِرْعــاً لـكـم ، لمّــا يعـــزُّ الـدّارعُ |
فـــرْضٌ محبّتُــهُ لمـــن طلـــب الجـنــــانَ |
ومـن أبى ، فَلَـهُ شُـــــــواظٌ لاذعُ |