الموت باغ ٍ في الأزقة حائمٌ
والطهر ولّى والضحية حنجرهْ
الصمت يلبس تاجه متوسداً
جثث الأماني والحروف مبعثره
الجوع سلطان يعربد صائحاً
وكأنّ ناصية الدلال مغبره ؟؟
والكبرياء مكبلٌ بقيوده
يرجو الخلاص ودمعه قد أمطره
الورد أضحى شوكة بحلوقنا
بيع الخزامى والحدائق مقبرة
والكاعب الحسناء تخمش خدها
فالخدر يُهتك والليالي مقمره
حمص العدية تستباح كرومها
والشام تلتهم الحجارة والثرى...
درعا تصيح وتستغيث بلهفة ٍ
فدماء قتلاها تفور مغرغره
بردى الحزين معاقبٌ في سجنه
الماء صودر والجناية خرخره
(الله أكبر) جنحة بربوعنا
(عاش الرئيس) بها ُتنال المغفره
أرض يسوس كرامَها , أشرارُها
العهر بيرقهم وكذا النوايا مضمره
نار المجوس زكت في أرجائنا
ُحرقت صحائف عزنا والمحبره
هذا زمان الساقطين وجمعهم
( بشار) يطعن في الخواصر عنتره
فأرٌ مع الأعداء تدبر مسرعاَ
أسدٌ على الأطفال سيفك مشهره
عشر تخوض غمارنا بغباوة
واثنان أجدبت الأماكن والقرى
زيفٌ نضالك , والصمود حكايةٌ
والبعث مهزلةٌ كما هو قنطره
فأبوك سلم أرضنا بدراهم ٍ
تباً , وعمك باع فينا واشترى
وأخوك ينحر شعبنا بفظاظة
والصهر بطريق البلاط وقيصره
وفلول حزبك أيسرت من نهبنا
إنّ الكلاب إذا أجعت مزمجرة
شامٌ شريفٌ ما فتأت تسومه
ضيماً , خزاك الله حسبك فرفرة
كل البلاد تسير واثقة الخطا
وبفضل حمقك نحن نمشي قهقرى
ماذا دهاكم يا غطارف أمة؟
عرفت بعزة أهلها , ماذا جرى؟
أين الكماة من جحافل أمتي
أين المثنى والزبير وحيدره ؟
ارحل لعمرك , أجدبت أخلاقنا
والنفس والأرض الفسيحة والثرى
يا(بطة) الطغيان حسبك أنك
في لجة الظلم المقيت (مُصفِّره)
لابد يوماً للنسور بجولةٍ
أن تنتفَ الريش المقيت وتقبره
وتعود للطفل البريء سحابة ٌ
هطلٌ , فأحلام السعادة ممطره