|
ليس بالموتِ تشمَتُ الأحرارُ |
إنما مصرُعُ الطغاةِ انتصارُ |
قُمْ إن استطعتَ من مماتِك واهرُب |
فعلى الموت تكشَفُ الأسرارُ |
أيها القاتلُ المُعَبَّأُ قَمْعاً |
أين جيشُ الإرهابِ والأنصارُ |
أين ذاك الحديدُ والنارُ والسوطُ |
وأين البترولُ والدولارُ |
أين جندُ العصابةِ المتخفُّون |
وأين الجماعةُ الأشرارُ |
أين بالغَمزةِ الصغيرةِ تودِي |
بألوفٍ كأنكَ الأقدارُ |
أين سلطانُكَ المرصَّعُ قَهْراً |
أين ذاك الشُّرْطيُ والمُغْوارُ |
أين مليونُ مُخبرٍ سِري |
ربطَ العارُ بينهم والشَّنَارُ |
أين ماكينةُ الذبح والتبغِ |
وبيعُ الحشيشِ والعُقَّارُ |
أين مليونُ صفقةٍ في خفاءٍ |
عقد الليل بَيْنَها والقِمارُ |
أيها القاتلُ الذي احترفَ القتلَ |
تبارَتْ يمينُه واليسارُ |
أيها القاتلُ المؤسِّسُ نهجاً |
دَمَوياً وتشهَدُ الأمصارُ |
يا طيورَ القرنفلِ المترامي |
أخْبِرِينا وأنتَ يا جُلَّنارُ |
ياسمينُ الشام مات مِنَ الخوف |
وجفَّتْ من الضَّنَّا الأنهارُ |
وَحِّدوا الحافظَ الزنيمَ وإلا |
فهو يومٌ , وبعدَه الإعصارُ |
واعْبُدُوه وإن أرادَ فَزِيدوا |
ثَم زِيدُوا فإنه الجَبارُ |
وارْفَعوا صورةَ الزعيمِ وقُولوا |
أبدٌ آبدٌ وربٌ ونارُ |
واختمِوا بالدماء صِحَّةَ دَعواكمْ |
وإلا فسيفُه بَتَّارُ |
واخُرجوا في الطريق قولوا سَمِعْنا |
وأَطَعْنا ولْيَشْهدِ (الأحبارُ) |
نحن يا دولةَ اليهود اسْتَكَنَّا |
مُذْ أتانا الموظفُ المختارُ |
أَعَليْنا يا ابنَ الحرامِ تُغَنِّي |
بصمودٍ وتشهَدُ الأخبارُ |
أنكَ البائعُ الموقِّعُ بالعَقدِ |
وشعبي هو المُباعَ الحمِارُ |
أعلينا يا ابنَ الحرامِ تُغَني |
بنضال وأزمةٌ تُستَعارُ |
سقطتْ كلُ المسرحياتِ في الليل |
وماتت في وَهْجِها الأشعارُ |
حافظَ الذئبِ هل على الليل سِدرٌ |
أم بقايا من زعترٍ أم دمارُ |
خائنَ العهد هل لبيروتَ عهدٌ |
ذُبِحَ الرأيُ عندها والقَرارُ |
ضُغِطَ الفِكرُ فاستطال حذاءً |
أنثوياً بأي رِجلٍ يُدارُ |
حوصِرَ الشعبُ بين قَتْلٍ وحَرْقٍ |
هكذا هكذا ولا إنذارُ |
أيها الباطِنيُّ قَلْباً وروحاً |
يعلمُ الناسُ مَنْ هو الغَدَّارُ |
كم شعارٍ أردتَ عكسَ معانِيه |
فماتَتْ وعاش فينا الشعارُ |
كم على الصبحِ كنتَ تكتبُ سِفْراً |
وعلى الليلِ تُنقَضُ الأسفارُ |
وحدويٌ وطائفيٌ لعمري |
حُبسَتْ عند كِذْبِكَ الأمطارُ |
يشهدُ الوارثون منْ عبدِ شمسٍ |
وبقايا أميَّةٍ ونِزارُ |
أنكَ القُرْمُطِيُّ أصلاً وفصلاً |
أإلى خائنٍ تُناطُ الديارُ |
دَجَلٌ فاسقٌ وعُهرٌ صُراحٌ |
وعلى العَهرِ قُبَّةٌ ومَزارُ |
أيها الأعور الملطخ بالدم |
رويداً ستنطُقُ الأحجارُ |
حلب , تدمر , زوايا حماة |
ورواقٌ مُهَدَّمٌ وجدارُ |
وكنيس , ومسجد , وقلاع |
هُدِمَتْ فوق أهلِها الآثارُ |
استكانت لك البلاد بصمت |
وعلى الرعبِ يسكِنُّ الحوارُ |
أيها الذئب كم بريء ينادي |
وعلى روحك العذابُ يُضارُ |
طرزتني الشام بالحب لكن |
ذلك الحُبُّ ذِلةٌ وانكسارُ |
سلطة تقطع اللسان وقيدٌ |
ثم طوقٌ مكَمِمٌ وحِصارُ |
نصف شعبي مهجر في منافيه |
ونصفٌ يدوسَه البِصْطارُ |
عجز الغاصبون عن قهر شعبي |
من قديم وأفلح (الجزارُ) |
إن فعل الكلام في الشام موت |
واجتراءُ الغنِاء فيه انتحارُ |
وترى ابن قحبة يتخطى |
كلَ صفٍ ويُمنَعُ الأَطهارُ |
وكن لعبة , وعلبة ليل |
للبغايا , (وديسكوتيك) , وبارُ |
واقتسام بين العساكر في الليل |
ونَصْبٌ وقائدٌ سِمسارُ |
أتقن المهنة المهينة حتى |
خُلِطَ الأمرُ فاستحالَ الخيارُ |
سامرٌ يُخرِجَ الطيورَ من الكُمِّ |
ويلقى فتُسحَرُ الأَبصارُ |
أيها الهرجُ الكبيرُ انتَهَيْنا |
سَقَطَ السيركُ واختفى النُظارُ |
أي حريةٍ وأي هُراءٍ |
إنْ كَتَبْنا تُقلعُ الأَظفارُ |
(وطبيبُ العيون) تُسْحَلُ عيناهُ |
وتكون عند الخطيبِ الشِّفارُ |
لو حَلَمنْا يراقَبَ الحلمُ فينا |
كهربياً وتُصْعَقُ الأَفكارُ |
سُخِّرَ العلم للتقدمِ لكنْ |
ضد شعبي يُسَخَّرُ (السونارُ) |
قبل أن يحبلَ الأَديبُ برأيٍ |
يذبحوه فحِمْلُهُ أوزارُ |
يُكَشُف الحملُ عندهم بجهازٍ |
ليسَ صوتٌ فيه ولا أزرارُ |
يُضبَطُ الشاعرُ الأَديبُ بوضعٍ |
شاعريٍ فيَصعبُ الإنكارُ |
وطني يا خلاصةَ المجد والعز |
برغم الجفا لكَ الإكبارُ |
بردى في العروقِ ينبُضُ حراً |
عربياً فتخفُق الأَوتارُ |
وَجَعي أنني أموتُ غريباً |
ودمشقٌ على فؤادي السِّوارُ |
إنني أرفُضُ اللواطَ على الحُكْمِ |
وأمضي ما بِكَفِّيَ عارُ |
أُعلنُ اليومَ يا بلادي بأني |
شامِتٌ شامِتٌ وذاك اعتبارُ |
رحلَ الخائنُ الكبيرُ فقولوا |
للمراحيضِ روحُهُ والقَرارُ |
قد يعيشُ الطغاةُ قمعاً وقهراً |
إنما فوق كلِ قاهرٍ قهارُ |