لا زِلتُ أقتاتُ من آهاتِ آهاتي
وأشربُ الوهم من كاساتِ أنّاتي
وأرشُفُ الشِّعرَ آمالاً تؤرّقُني
فكيفَ أنجو ومن شِعري مُعاناتي
أُطارِدُ اليأس كي أحظى بِغانيةٍ
تُعيذُني إنْ نأتْ عنّي ابتساماتي
وما أراها ستأتيني وإن حضرتْ
فلن تكونَ سِوى وحي الخيالاتِ
أحِبُّها كذِباً يلهو بعاشِقها
لأنزِفَ الصِّدقَ من بوحِ الضّلالاتِ
أُعاهِد الحُبَّ أَنِّي لنْ أُغرَّ بِها
ولا أوفّي فإيفائي انكساراتي
لأنّني شاعِرٌ في قلبِهِ نَزقٌ
أُغازِلُ الحُسنَ في كلِّ اتجاهاتي
فهلْ عليَّ ملامٌ إنْ كبا فرسي
أوْ أُسقِطتْ عندما أهوى شِعاراتي
أُقِرُّ بالذنبِ لكنّي أُصارِعهُ
في عالمِ الشعرِ ما أقسى صراعاتي
إذا شدوتُ فبعضُ الشدوِ يُغرِقُني
وبعضُهُ مُنقِذِي من بحرِ زلاّتي
وبعضُهُ نابِعٌ من ذاتِ فاتنتي
وبعضُهُ نابِعٌ كالرّوحِ من ذاتي
مُسافِرٌ ألمي والرّيحُ تُقْلِقُهُ
يُحدِّثُ الكونَ عن زيفِ انتصاراتي
مُخادِعٌ يشتكي من نسمةٍ لطُفَتْ
ويدّعي أنّها كالعاصِفِ العاتي
ويرسُمُ الحرفَ لوحاتٍ يُعلِّقُها
بِحائطِ الوهمِ في أعلى الفضاءآتِ
ولستُ أدري ولنْ أدري أمِنْ سُحبي
يفيضُ غيثي ,, وهل نفيي كإثباتي
تطيرُ بالسِّحرِ في الآفاقِ قافيتي
وتُلبِسُ الإفكَ أثوابَ المروءآتِ
وليس يردعُني عمّا يراودُني
سوى الرّقيبِ الذي يدري انحرافاتي
فلا وربّي تعالى لنْ ُأخالِفَهُ
حتى أرى النور من خلفِ السماواتِ
نعمْ .. ضعُفتُ وأسكرتُ الهوى زمناً
لذا ابتدأتُ بآهاتي وأنّاتي
وجاء دورُ التّقى فالآنَ ألزمُهُ
لِتختِمَ الشِّعرَ أنوارُ الهداياتِ