بسم الله الرحمن الرحيم
خوضوا ذرا التاريخ في الزمن الأخير
( متفاعلن )
عجباً له ..
أيشق موج اليم في زحفٍ مثيرْ
هل كان يدري ما النهاية فانْبرى ..
يُزْجي لها الأحلام في مهدٍ وثيرْ
أم كان يدرك أنه ..
حمل السلام رسالةً ً..
وأمانـة ً..
يرقى بها الأفلاك مع نغم الأثيرْ
هل كان يرقب حتفه ..
إذ سار يمشي في الورى ..
يرعى الأماني في ضفاف الروح ِ..
شَقَّ الصمت لم يقل الكثيرْ
حمل المنى في الدفتين وبالأكفِّ ..
رعى المبادئَ ..
ما استكان لكل فرعون كبيرْ
قاد الكواكب والنجوم وراءهُ ..
مُهجٌ تجوب الأفق دائبة تسيرْ
ليديل عاصفة الدجى ..
ويقود ملحمة العبورْ ْ
حمل النسائم فوق كف الراح يغشاه الحبورْ
فجر أطَلَّ تَخَضَّبَتْ حدقاتهُ ..
شَقَّ النشورْ
هل كان ( يدري ما المحاورة اشْتكى )
أم أنه ..
حمل النفوس يزف نجوى العابرينْ / الحالمين
ما للدُّجَى ..
ما للدُّجَى يمتد كالبركان في الليل البهيم ِ
بكل ناحيةٍ يميدْ ..؟
أرغى وأزبد في الورى ..
هتك المحارم بأسه بأس شديدْ
داس المبادئ جهرةً ..
نقض العهود
ألْقى بها في الجُّبِّ أغْرَتْه الجحافل والحشودْ
يرمي الحميم على الرؤوس ولا يحيدْ
ويبيد أزهار الرُّبَا .. كالْعَصْفِ .. داهمها الحصيدْ
يَنْقَضُّ في زرد الحديد على الصدور العارياتِ ..
يحارب النسمات بالرشاش .. بالحقد المدجج والحديدْ
يغتال ميلاد الحياةِ ..
يَعُبُّ أنخاب الدماء تَضَرَّجَتْ مِلْء الوريدْ ْ
صُورٌ توالت ..
وانْعِكَاسُ الموج يستدعي المزيدْ
فالبوم ينعق ملء ناصية السما ..
والبحر صفحتهُ ..
يُكَسّرُ وجهها صَخَبُ القرودْ
وسفائن الأسطول خَضَّبَ سطحها ..
دَمٌّ تَوَرَّدَ بالأديم .. بشائراً حُمر الخدودْ
الموج يردفها تَخَضَّبَ لونهُ
تمضي بنا قدما على سُنن الجدود
يا للدجى ..
بالبرق يقصف والرعودْ
يمضي على عين التمدن راقصا ..
ساق النشامى للإسار بكل أصفاد القيودْ
غربانه مِلْء الفضا ..
ونعيبها بالبين يستبق الوعودْ
ملأ الْخِضَم عُواؤهُ ..
فالبحر مُنْقلبٌ حَرُود
أمواجه الْحَرَّى تُهدهد فتيةً ً..
قد آمنوا بالله ما عرفوا الجحودْ
قد أقسموا بالله أن يَنَلُوا الْخُلود
حباً وأنْ يمضوا على درب الْعُلا ..
وليفضحوا ..
بصدورهم ..
مكر البغاة وكل طاغية حقودْ
يشْدون في سَمْعِ الزمان رسالة ً..
يكفي احْتلالاً يا بُغاة الأرض لم ترعوا الحدودْ
ونشرتمُ بين الورى ..
موت الربيع ِسرقتمُ الفرح الوليدْ
مَرْحَى النجوم الْغُرُّ هَلَّ ربيعها ..
بعثاً يمورْ
عبروا فجاج الأرض شقوا متنها ..
وبنوا الجسورْ
مَدُّوا حبال الوصل من عهدٍ مضى ..
كانوا عماليق البلادِ ..
تزيَّنت بهم العصورْ
الفاتحون السابقون لكل مكرمة خَلَتْ ..
الحافظون .. عهودهم .. رغم الدهورْ
( عبـــــد الحميــــد ) كتابه بيمينه ..سارت به الرُّكْبَانُ أوْلَتْهُ الْحُبُور
وحفيــــــــــدهُ ..
حمل اللواء مُحَلِّقَا ..
تزهو لِطَلْعَته الشموس يحفه زَخَمُ الأثيرْ
يا ( نَسْلَ عُثْمَان ) الْكِرَام شَرُفْتُمُ ..
أنتم لها ..
خوضوا ذرا التاريخ في الزمن الأخيرْ