|
ذبولٌ بِعَيْنِ الحبِّ ما شاهَ قطَّتي |
خمولٌ بسرْد السِّحرِ ما مجَّ قصَّتي |
وَكَمْ خَاطبٍ لِلْودِّ دَغْدَغَ فْرْوَهَا |
وَ كَمْ مِنْ عَدوٍّ ذَاقَ مِن ظُفْرِ هِرَّتِي |
وَ فِي سَاحَةِ الْأَمْجادِ تَخْتَالُ أُمُّهَا |
أَنَا مِصْرُ فِي الْأَزمانِ تَمتدُّ عِتْرتي |
أَنَا مِصْرُ تَارِيخٌ وَ دِينٌ وَ أُمَّةٌٌ |
وَ مِنْ رَائِقِ الفُرقَانِ رَتَّلْتُ نَفْثَتِي |
وَ كمْ كبلوني والعدا شطَّ حَاجتي |
فما ضر ذا التنكيلُ بأسي وهمَّتي |
إِذَا الخَلْقُ شَرقًا أَوْ بِغربٍ تَفَاخرُوا |
فمن بِعثَةِ المُختَارِ فَخْري وَ فِطْرَتي |
إِذَا الناسُ بالأنْسابِ يَرْقَى حَسيبُهم |
أنا الخالةُ الكُبرَى لِعُرْبِ القَبيلةِ |
وَ فِي سَاحةِ التَّحريرِ أَرسلتُها ردَى |
وَ مِن خالِصِ التَّكبيرِ حَبَّرتُ صرْخَتي |
تهاوتْ رؤوسٌ خلفَها بعضُ أَرْؤُوسٍ |
فمن صرختي الأخرى سيهووْ وقبضتي |
عروشٌ بها للشَّرِ شرُّ عُتاتُهُ |
وهامانُ يَخشى من قيامي وفوْرتي |
فإن كانت الأفعى ستَنْبِتُ رأسَها |
ففي حدِّ سيفي قاصِفاتِي وَ شِفْرَتي |
أَلَا اسْحَبْ فلولَ البغْيِ تَوًا بغيِّها |
ففي حفرةِ الأَوزار تُرديكَ خُطوتي |
إذا بعتَ للأغرابِ دينًا و نَخْوَة |
فما بعتُ عرضي لَا وَ لَا ثوبَ نخْوَتي |
فبركانيَ الملجومُ جَذْواتُ مَاردٍ |
وفي بحريَ المَسْجُورِ آلَاءُ ثَورتي |
تَجَنَّبْهُ يا هامانُ واخترْ نهايةً |
أَقلِّدْك بِالعزِّ الرَّفيعِ بصولتي |
سَأهدي إليكم بعض جودي مع الرِّضَا |
وَأَدعُو لَكُم بالخيرِ يا خيرَ منبتي |
دعو الحقَّ يمضي نحو نورٍ وَ غايةٍ |
وَ مَنْ يُوقِفُ الطُّوفَانَ مغدورُ صَحْوتِي |
أرى العدلَ والإيمانَ تسمو بنودُه |
وإن طال ظلمٌ فيهما خَتْمُ قِصَّتي |
فكونوا بِهِ لَا لَنْ تَكُونُوا بِغَيرهِ |
فإنسانُ هذا العصرِ كمْ ضاع -حَسْرَتي |
مهاوي من الطغيانِ توبقُ عصرَنا |
دواهي من الإفساد أرْسَتْ فجيعَتي |
طريقي تمطى مثل شوك شباكهُ |
ثعابِينُهُ في لَيْلةِ الْغَدْرِ كُرْبَتي |
أَنَا شَرْبَةُ المَاءِ النَّمِيرِ عَلَى الظَّما |
أنا رَدَّةُ الجُوعِ المُضَنِّي وَكَرْمتي |
سَأُبْقِي شموخَ العُرْبِ فاللهُ غَايَتي |
وَ أُرْسِي بنودَ المجْدِ في سَوحِ أُمَّتي |