صباح..
كنت اظنكَ من قبل تخاطبها هي..
ولكن عطاف جعلتني اشك، وكأني بكِ تخاطبينه هو..
أي كان..فانك هنا تسطرين ملحمة عشق اسطورية،
تعيدين للاذهان بعض مآسي الحب والوله من مآثر الاساطير
القديمة..
اوَ تعلمين ماذا داهمني وانا اقرأ لك هذه الايقونة الحية..؟
كانت عينا يافوبيوس ابولون ، تركض وراءي وانا اقرأ،
وكانت دفنة الحسناء، تركض مسرعة، وابولون يناجيها..
وراح يقترب منها رويدا رويدا، وكاد ان يلحق بها، واحست دفنة بتنفسه،
وفقدت قواها، وهنا توسلت دفنة ابيها بيبيوس: ساعدني، عجلي ايتها الارض ، وانشقي، ثم ابتلعيني، اوه انزعزا عني هذه الهيئة، فهي لاتجر علي سوى الشقاء، ولم تكد تنطق بهذه الكلمات حتى تسمرت اطرافها، وغطى اللحاء جسمها الغض، وتحول شعرها الى اوراق، اما يداها المرفوعتان نحو السماء فقد تحولتا الى غصني غار، وظل ابولون واقفا اما الغار، واخيرا قال بأسى: فليزين اكليل من خصرتك راسي، ولتكوني منذ الان باوراقك زينة لقيثارتي وجعبتي، ولتبق ابدا ايها الغار يانعة لاتذبل، ابق اخضر الى الابد، وخشخ الغار باغصانه الكثيفة بلطف ردا على ابولون، واحنى قمته الخضراء، وكأنه يعرب عن موافقته.
صباح..
أوَ تعلمين لماذا كان ابولون يركض وراءها ولماذا كانت هي تهرب منه..؟
لقد اصاب ايروس الشاب اله الحب، بسهامه الذهبية قلب ابولون وجعله يعيش دائم الحب معذبا،
كما اصاب قلب دفنة في الوقت نفسه بسهم قاتل للحب.
فهربت هي، وتاه هو..!
صباح..عذرا ان كنت قد اطلت..
هذياني احيانا يفوق احرفي..
اغفري لي..
محبتي لك
جوتيار