الآن وقد ضمنت مستقبلك بعريس من العيار الذي تريدين..تحولتِ فجأة إلى منظر عن الخيانة ..
تنظّرين فيها كأنك مبتكر الكهرباء ,
تتنطعين بها لمن يتخلى عن نصف الدنيا من أجل مبدأ.
هكذا ببساطة .. ولسخرية القدر ..
تأتي متسلية مثلك .. لتعلمني كيف تكون التضحية.
حسنا سأسألك هذه الأسئلة .. من باب التضحية أيضا
من أحق بالابن؟ الرجل الذي لم يبذل فيه سوى مجهود ليلة؟
أم الذي رباه وسهر على طفولته وصباه حتى اشتد عوده وعن الخلق أغناه ؟
من أكثر حرصا على السفينة : صاحبها المتخم الذي يملك غيرها كثير..
ام ربانها الذي يفهمها وعاش حلوها ومرها , ويغرق معها ان غرقت؟
أنا الذي أعدت اليك قلبك , وضبطت نبضاته على ايقاع صوتي ,
أنا الذي أحييته بالأمل
وسهرت عليه الاف الليالي حتى علمته ابجدية العشق. ,
واعدت له ثقته بالحياة .
أنا الذي أنبشك في اليوم مئة مرة ,
بحثا عن بقايا جرح اضمده,
او بذرة فرح أسقيها .
أنا الذي كنت أفليك من الحزن كما تفلي القردة صغارها ..
الآن أرمى مثل قملة.
فأينا الخائن . وكيف تعرّفين الخيانة ؟
..
قلت لمن عاب عليّ حزني: إنني لست كذلك , لأن مثلك لا تستحق الحزن .
ولكني والله كاذب في الجزء الاول.. فأنا اتقطع حزنا..
حزين على قلبي الذي سرق مني..
حزن أم على ولدها الذي خطف لانه جميل..
وحزين على أيامي التي مضت ..
حزن جندي يرى الموت في عين اسير أطلقه من قبل ...
وحزين على نفسي ..
حزن من يدخن لفافته الأخيرة قبل أن يشنق بتهمة لا يعرفها ..
حزني أنا . آه .. كيف أصفه ؟
انه صنف جديد من الشعور..
انه ثقب اسود في القلب ..
صغير جدا ..
لكنه يبتلع كل شئ.
..