--------------------------------------------------------------------------------
الى الشيخ مروان العبيدي
هوانا العراقُ الـذي نعشـقُ
بحـارٌ هـواهُ بهـا نغـرقُ
بدا عبقري الـرؤى شامخـاً
على كلِّ أرضِ الدنا يشـرقُ
هنا الشمـسُ بلسـمٌ نورهـا
هنا مولـدُ العـدلِ إذْ ينطـقُ
بهِ كلُّ حـرفٍ بـدا شامقـاً
وكيفَ بهِ الحرفُ لا يسمـقُ
لهُ السبقُ في كلِّ عصرٍ مضى
فكيـفَ بـهِ الانَ إذْ يُسبـقُ
وكيـفَ بنـا الآنَ أيّامـنـا
بكـل جـراح الدنـا تغـرقُ
فلا دجلةُ الخيـر خيـر بهـا
ولا في الفرات هـوىً يعبـقُ
ولا المنشدون لحـن الهـوى
على جسر بغداد شهداً سُقـوا
يبلـلُ أحلامنـا عــارضٌ
بكـل المصائـبِ إذ يغـدقُ
كلانا غريبـان فـي موطـن
به الزهو في زهـوه يُخنـقُ
وجـوهٌ وأقنـعـةٌ فوقـهـا
بـأيِّ قنـاع تُـرى يـوثـقُ
وبغدادُ دارٌ غشاهـا الظـلامُ
فـأيِّ مداخلـهـا نـطـرقُ
كلانـا غريبـان فـراحـلٌ
وبـاقٍ علـى ألـمٍ يقـلـقُ
لـك اللهُ يـا وطنـاً باذخـاً
علـى كـلِّ ضائعـةٍ يشفـقُ
فلمـا أناخـت بـه مـديـةٌ
غـدا مفـرداً دمـه يلـعـقُ
أقولُ وقـد هالنـي مـا أرى
بـأنَّ الامانـي هنـا تشنـقُ
وأنَّ العراقَ الاشـمَّ آستحـالَ
بكفِّ اللصوص كما البيـدقُ
أهذا العراق الذي قـد قرأنـا
أكان الرشيـدُ هنـا يسمـقُ
أبغدادُ هـذي التـي تزدهـي
وكانت عيوب الدنـا ترتـقُ
أُخيَّ وبعضي ببعضي مشـى
وبعضـيَّ بشوقهـا تعْـلـقُ
غداً للرجـال النشامـى بـدا
وكلُّ اللصوص هنا تُصعـقُ
فيـا أيهـا المدّعـي أنـنـا
على وجـع مؤلـمٍ نصـدقُ
وإنّا كنخـل بهـذي البـلادِ
تموتُ ولا تنحنـي الاعنـقُ
وأنَّ القـبـور لأعـدائـنـا
أُعـدتْ وأرواحهـم تُزهـقُ
وأنَّ العراق العظيـمَ سيبقـى
عظيماً وليـلُ العـدا يمـرقُ
وإنّا بوجه الخـؤون الذليـل
جميعُ العراق غـداً يبصـقُ