|
لِقاءٌ بقُرْبِ القبْر كانَ وَدَاعَا |
وَقـلبٌ غدَاة الرَّوْع طارَ شُعَاعَا |
أنَاخَ بِنَا صَرْفُ الليَالي مَطِيَّهُ |
فَبتْنَا طُرُوساً والخُطُوبُ يَرَاعَا |
حَنَانيْكَ يَا رَحْمَنُ إنّي مُفَجَّعٌ |
وَكَمْ ذا مِنَ الأرْزاءِ جئْنَ تِبَاعَا |
عَلى رَاحِلٍ كَالْبَرْقِ سَالتْ مَدَامِعِي |
فَقَلْبِي كَسِيرٌ وَالفُؤَادُ تدَاعَى |
رَحَلْتَ وَحِيداً والخَلائِقُ هُجَّدٌ |
وَقرَّرْتَ أنْ تلْقى الْحِمَامَ شُجَاعَا |
رَمَتْكَ صُرُوفُ الدَّهْرِ وهْيَ مُصِيبَةٌ |
وَغَالتْكَ أسْيَافُ المَنُونِ سِرَاعَا |
لَكَ اللهُ مِنْ شَهْمٍ تَسَامَتْ خِلالـُهُ |
جَسُورٍ ، إلَى الْعَلْيَاءِ مَدَّ ذِرَاعَا |
وَكُنْتَ الذُرَى فِينَا وَلَكِنَّمَا الرَّدَى |
أحَالَ ذُرَانَا صَفْصَفاً وَقَاعَا |
وَكُنْتَ جَرِيئاً وَالفُؤَادُ مُشَيَّعٌ |
وَكُنْتَ شَبَاباً وَالمَشِيبُ قِنَاعَا |
وَكَانَتْ شُجُونٌ فِي حَدِيثِكَ جَمَّةٌ |
وَصِرْتَ حَدِيثاً فِي الشِّفَاهِ مُذَاعَا |
بَعِيدُ الرُّؤَى صَافِي الجَنَانِ مُسَدَّدٌ |
إذَا مَا رَأيْتَ الرَّأْيَ كَانَ مُطاعَا |
كَتُومُ النَّدَى ضَحَّاكُ سِنٍّ مُحَبَّب ٌ |
سَمَوْتَ بِأخْلاقٍ وَطِبْتَ طِبَاعَا |
وَبِتَّ عَلى مَهْدِ الكَرَى بَيْنَ حُضْنِهِ |
وَفِيهِ سِهَامُ المَوْتِ بِتْنَ شِرَاعَا |
فَلمَّا تَوَخَّاكَ الرَّدَى وَهْوَ طالِبٌ |
جَعَلْْتَ الرِّضَى عِنْدَ الرَّحِيلِ مَتَاعَا |
وَأصْبَحْتَ طيَّ القبْرِ وَالقبْرُ مُوحِشٌ |
وَبَاتَتْ دُمُوعٌ بِالخُدُودِ رِتَاعَا |
وَكَمْ مِنْ ذَوِي القُرْبَى تَمَنَّى وَدَاعَهُ |
وَرُبَّ حَبِيبٍ مَا أطاقَ وَدَاعَا |
كَأنَّ بَنِي شَنّانَ يَوْمَ وَفَاتِهِ |
فُرُوعٌ لِجِذعٍ قَدْ ذَوَى وَتَدَاعَى |
عَلى صَالِحٍ نَوْحُ الفُؤَادِ وَأدْمُعٌ |
فَلَسْتُ بِمُسْطِيعٍ لَهُنَّ دِفَاعَا |
جَدِيرٌ بِأنْ تُرْثـَى بِأبْهَى قَصِيدَةٍ |
فَذِكْرَاكَ حَقٌّ وَالحُقُوقُ تُرَاعَى |