أيها المتعالي ..
ها أنت تفرد شراع الغرور ، تبحر فوق سطوري ، تبحث عنك بين كلماتي ، فلا تجدك ، أتراك صدقت وهما صنعته بخيالك وخيلائك ..
أو كنت تظن أن الوهم يدوم ، أوأن زيف المشاعر يستطيع أن يصنع حبا لا يفنى ؟؟
أو أن حرفي سيبقى يغني أمجاد حب كان سرابا ؟؟
عجبا أيها المتعالي على نبض القلب ، وما عرف سوى الكبر ، هل أحسست يوما لوعة الشوق ؟ لتأتي باحثا عنها في حروفي ، هل عرفت معنى أن تذبل زهور في أوانيها تنتظر لحظة لقاء ، هل سهرت يوما تناجي نجمة رافقتك في ليل أرقك ، أم سمعت شكوى الموج المرتحل بين الشطآن يتكسر أنينا .
كم من ليالي البعد داعبت أناملي يراعا نزف الشوق دموعا فوق أوراقي ، يعزف الحنين أنغاما على أوتار قلبي ، أحلامي نثرتُها على وسائدي ترسمك صورا ، و شموعي تبكي احتراقا تراقص خيالك على شرفات انتظاري ؟؟
وأنت الغائب المرتحل أبدا على جناح هواك ، تطرب لصوت النحيب في رسائل حملت شجوني ، تبثك لواعج الفؤاد المكلوم في تنائيك ، تسائلك عن سر الغياب ، وصمتك يأتيني ، حاملا معه الجواب ، هو وهم .. " لا .. لا تعتبي ؛ لا تسألي عن سر الغياب ، و اطوي صفحة الماضي ، أسدلي هدب الجفن فوق الجراح ، وانشري النسيان ستارا يحجب كل ذكرى " .