|
لَم يَبْقَ فِي الحْب أَحلَامٌ نَسِيْنَاهَا |
كُل الحِكَايَاتِ وَالأَحْوَالِ عِشْنَاهَا |
كُل الدُرُوسِ الّتي فِي الْحُب قَاطِبة |
مِن عَهدِ آَدم حَتَّى ( نا ) حَفِظنَاهَا |
فالبُعدُ والشكُّ والحِرمَانُ من أملٍ |
والشَّوقُ والصَّد أَهوالٌ هَزَمنَاهَا |
شَكٌّ.. يَقِينٌ.. ظُنُونٌ.. غيرَةٌ.. ثِقَةٌ |
مَشاعرُ العِشقِ بالإِيثَار صُغنَاهَا |
فَرَائِضُ الحُب نَحنُ القَائِمُونَ بِهَا |
والذِّكرَيَاتُ نَسَتنَا فَاسْتَعَدْنَاها |
لَمْ نَخْشَ فِي العِشْقِ لَا لَومًا وَلَا عَذلا |
وَلمْ نَدَع غِيرةً إِلَّا غلَبْنَاها |
بَل إنَّ غيْرَتنَا الْعَميَاء تُغْرِقُنا |
حُبًّا.. فنَزْدَادُ شَوقًا.. لَا عَدِمْنَاهَا |
حَتَّى الجِراحُ الَّتِي كَانت تثور بِنَا |
لَوْ لَمْ تَكُن تَرَكَتْنَا مَا تَرَكْنَاهَا |
دَقَائِقُ الْبُعدِ جُزءٌ مِن سَعَادَتِنَا |
لَو لَم نَعِشْ فِي لَظَاهَا لَاخْتَرَعنَاهَا |
تَزِيدُنَا رَغبةً لِلْقُربِ تَبْعَثُ فِي الـ |
أَروَاحِ نَشْوَةَ شَوْقٍ كَم عَشِقْنَاهَا |
كُلّ الَّذِين أَرَادُوا هَدمَ عَالَمِنَا |
خَابُوا وَكُلُّ خَبَايَاهُم كَشَفْنَاهَا |
حَتَّى الْخِصَامَات صَارَت مِن حِكَايَتِنَا |
فَصْلًا وَلَو لَمْ تُعَارِضْنَا لَجِئْنَاهَا |
دِفْءُ الْقلوب - وَكُلُّ النَّاسِ تَنْشُدُه - |
أَضحَى لَنَا جَنّةً.. حُبًّا زَرَعْنَاهَا |
مَاذَا تَبَقَّى مِنَ الْأَحلَامِ يَا قَدَرِي |
وَمِن دُرُوبِ غَرامٍ مَا سَلَكْنَاهَا |
مِنْ قَبلِ حُبِّك كَانَ الصَّمتُ لِي وَطَنًا |
أحيَا عَلى رَأْسِ دُنيَا شَابَ قَرْنَاهَا |
يَمِيلُ خَدِّي عَلى يُسْرَايَ فِي مَلَلٍ |
أَغْفُو فَتَصْفَعنِي الدُّنيَا بِيُمْنَاهَا |
حَتَّى أَتَتْ مِنْ جِنَانِ الْعِشقِ أُحْجِيَةٌ |
تَفَنَّنَ الْقَلبُ فِي تَفسِيرِ مَعنَاهَا |
فَأصبَحَتْ وَطَنِي .. بَيْتِي وَقَافِيَتِي |
أَمِيرةٌ تَأْسِرُ الْأَفكَارَ عَيْنَاهَا |
فَرِيدَةٌ تَمْلَأٌ الأَكْوَانَ فِتْنَتُهَا |
سُبحَانَ خَالِقهَا بِالحُسْنِ كَنَّاهَا |
جَعَلتُ مِنْ قَلْبِهَا بَيْتِي وَمَمْلَكَتِي |
كُلُّ المَسَافَاتِ فِي وِدٍّ قَطَعْنَاهَا |
يَا أَجمَل الخَلقِ فِي عَينِي وَفِي لُغَتِي |
يَا زَهْرةً مِن رَحِيقِ الحبِّ مَجْنَاهَا |
مَاذَا أَقُولُ لِوَصفِ الشَّوقِ سَيِّدَتِي |
كُل العِبَارَاتِ فِي التُّهيَامِ قُلْنَاهَا |
هَذِي حِكَايَتُنَا للنَّاسِ مَاِثَلةٌ |
فِيْهَا فُصُولُ غَرَامٍ قَد كَتَبْنَاهَا |
حِكَايَةٌ أَصْبَحَتْ لِلْعِشقِ أُغْنِيةً |
لَو عَادَ زِريَابُ لِلدُّنيَا لَغَنَّاهَا |
فَرَدِّدِيهَا مَعِي فِي أُفْقِ خَارِطَتِي |
لِيَسْمَعِ القَومُ أَقْصَاهَا وَأَدْنَاهَا |
وَأَعلِنِي فِي فَضَاءِ الْحُبِّ فَاتِنَتِي |
أَنَّ السَّعَادةَ بِالُّلقيَا وَجَدْنَاهَا |