|
إنِّي أَقَمْتُ بِذِي الْمَـوَارِدِ نَاهِـلاً |
نَخْبَ الْبَدِيعِ مَشَـارِباً وَسُـلافَا |
وَغَرَسْتُ شَتْلاَتِ الْمَوَاهِبِ فِي ذُرىً |
دَلَّى بِها الْفَـنُّ الْخَصِيبُ قِطَافَا |
وَرَكِبْتُ مَتْنَ الْحُلْـمِ ثُمَّ جعلتـه |
يَصْحُو عَلَى فِكَرٍ رُسِمْنَ مَطـافَا |
ذلّلْتُ ما تَقِفُ الْعَـزَائِمُ دُونَـهُ |
وَيَهَـابُهُنَّ مَـتَى نَفَـرْنَ خِفَـافَا |
وَبَنَاتُ عَقْلِي كَالْحَـرَائِرِ رِقَّـةً |
كُلٌّ كَسَتْ بُـرُدَ الْجَمَالِ عَفَـافَا |
حَتَّى إذَا شَبَّتْ وَبَـانَ فُتُونُهَـا |
بَرَزَتْ فََكَانَ لَهَـا الْبَيَـانُ زِفَـافَا |
وَمَشَتْ بِمَوْكِبِهَا الْبَهِيـجِ رَوَائِـعٌ |
يَعْـبُرْنَ آفَـاقَ الشُّعُـورِ لِطَافَا |
فَإِذَا تَآلَـفَ فِي الْخَيَالِ نَشِيدُهَا |
مَـدّتْ لَهُ صُوَرُ الأصِيـلِ لِحَـافَا |
نغمٌ سَرَى بِالشِّعْرِ في أَيْدِي الصَّدَى |
يَنْسَابُ في هَمْسِ الْحُرُوفِ هُتَافَا |
أَدْرَكْتُ ضَعْفي إذْ ألمَّ بِيَ الْهَـوَى |
ولَكَمْ عَتِبْتُ على الْغَرَامِ جُـزَافَا |
الحُبُّ مِصْهرةُ القُلُـوبِ وإنَّهـا |
تَبْدُو الصُّخُورُ لَدَى اللَّهِيبِ ضِعَافَا |
أضْرى الأُسُودِ وإنْ تَلاهَبَ بأْسُها |
تُمْسي بِبُسْتـانِ الْهُيَـامِ خِـرافا |
إنْ تَقْطُرُوا عَجَباً فَلَيْسَ أَشَـدَّ مِنْ |
عَجَبِي مَتَى انْقَلَبَ الْقُسَـاةُ ظِرَافَا |
ذوّبْتُ فِي نَبْـعِ الشُّعُـورِ مُعَـتَّقاً |
تُسْقَى النُّفُوسُ قَرَاحَـهُ فَتُـعَافَى |