أمي.. وكم تحبني ..
أحبها كثيرا.. وتحبني أكثر ..
و في كل مرة أحادثها تسألني .. متى ستعود ..؟
فأدرك أن وراء سؤالها خوف .. وترقب.. وحرمان ...
وكم كنت - ولازلت - أراوغ في إجابتي على سؤالها المتهدج
كمحاولة للزحف خارج خندق مرضها العضال ..
ذلك المرض الذي يحاصرني بآثاره الوخيمة..
تسألني ثانية :..
إنت كويس دلوقتي.. ؟
فأجيبها على سؤالها بعبرة مختنقة ما تلبث أن تنحدر على خدي حرى تئن رغما عني .
وأنا أودعها بكلمة .. (إدعيلي دايما.. )
ثم ما ألبث أن أعود لتفاصيل غربتي ووحشتي صامتا ..
ولا أكاد أن أتجاسر لأكمل قائلا : (إدعيلي أشوفك تاني)
أيتها الكنز الذي أشعرني أغنى الناس بوجوده ..
..ليتني أغنى بك طويلا حتى لا أعود إلى فقرٍ
_________________________
خاطرة كتبتها قبل سنتين ... رحم الله امي ورزقني برها بعد موتها ..
أتهيب الآن الكتابة عن أمي التي رحلت منذ أيام قبل أن أرحل عنها أنا منذ ثلاثة أعوام