|
لهيب هجرك يا محبوب يكوينا |
وحزنُ قلبك – رغم البعدِ – يشقينا |
وآه صدرك تغلي بين أضلعنا |
ودمعُ عينك جرحٌ سال يدمينا |
وسقم روحك آلام تعذبنا |
إن تشفَ نشفَ .. وإن ظلت ستردينا |
............ |
يا فارس الشرع والأشعار في زمنٍ |
قرأتُ ما سطرت يمناك فانفطرت |
مشاعري .. وتباكى القلبُ محزونا |
هون عليك فما في خصمكم كفءٌ |
لما اصطُفِيتَ بِهِ .. علماً ولا دينا |
هون عليك فهل تأسى على نفرٍ |
أحقادهم لم تزل بالسمِّ ترمينا |
لا يرقبون بنا إلاًّ إذا ظهروا |
وما بذمتهم عهدٌ ينجّينا |
هون عليك إذا الجهاُل قد جهلوا |
هل ترتجي الماءَ من نارِ المغالينا ؟! |
ما أنت في شرعهم –إن خنتَ– منفردٌ |
بل كلُّ أشياخنا نالوا نياشينا |
وكل مختلفٍ – حتى بمسألةٍ - |
عنهم يباحُ دماً .. أو صار ملعوناً |
فطب بذمهمُ نفساً فقد رُفِعَتْ |
أقدارُ من وَضعوا زوراً وتدجينا |
ودعكَ من ظالمٍ ترديهِ ريبتُهُ |
زدتم بها شرفاً .. وازدادَ توهينا |
واللهِ ما وثقوا يوماً بمؤتَمَنٍ |
كلا ، ولا قربوا إلا أعادينا |
وما لهم قُربةٌ للحقِّ نعلمها |
بل قدموا البغيَ والسوءى قرابينا |
فلْيَهْنِكَ اليومَ من ذي الخبثِ جفوتُهُ |
ولتهنِكمْ مِقَةٌ عند المحبينا |
ولتفرحوا بودادٍ لا انقطاعَ لهُ |
إن شرَّقت شمسكمْ أو غرَّبت فينا |
أحبابكم كعديد الرملِ جمعُهُمُ |
من رامَ حصرَهمُ عدَّ الملايينا |
............. |
يا مشرقَ الوجهِ .. يا من طبُّهُ دُرَرٌ |
أحييتَ قلبيَ من أحزانِهِ يوماً |
من بعدِ من حرقوا فيه البساتينا |
فجاءَ غيثك " لا تحزن " رويت به |
ميتاً .. فأحيا بهِ الزيتونَ والتينا |
فكلُّ زخَّةِ قطرٍ كنتَ تُرسلها |
كانت تُوَرِّدُ فلاً أو رياحينا |
وكلُّ طاقةِ نورٍ كنتَ تفتحها |
كانت تضيءُ لنا شمساً فتهدينا |
وكلُّ حرفٍ بهِ نعمَ الدواءُ لنا |
وأنتَ نعمَ طبيبٌ كان يشفينا |
وكم دعوتُ إلهي أن يُجازيكم |
خير الجزاءِ على إحسانكم فينا |
فهل تُرانيَ هذا اليومَ أنصفُكُم |
إن تُقتُ أن تتسرَّوا في مغانينا |
أو أمَّلت كلماتي أن تخفف من |
آلامِكم .. مثلما كنتم مُواسينا |
أو أن تقاتل فيكم حزنكم بالذي |
قتلتموا به أحزاناً بماضينا |
أو أن تُبلسمَ هاتيكَ الجراحاتِ كي |
تعودَ مشرقةً منكم أمانينا |
نعم ، وواللهِ لا ترضون – من كَرَمٍ - |
بأن تُردَّ بلا نيلٍ أيادينا |
سألتكم بالذي أحببتكم فيهِ |
عودوا لنا وأنيروا اليومَ نادينا |
ولا تُعينوا علينا بُعد داركمُ |
بعزلةٍ واحتجابٍ باتَ يُضنينا |
هذا رجاءُ محبٍّ لستَ تعرفُهُ |
فهل ستضحكنا .. أم سوف تبكينا |