يا تاجاً فوق رأسي، وأروع هديةٍ من الرحمن، من جمالك غار البدر، يا ساكناً المقلتين، وسدتك فؤادي ولحفتك بدعائي؛ خوفاً من غدر الأيام، كم تلمست قسماتك بروحي؟ فحين تصافحني ابتسامتك مع إطلالة كل شمسٍ تضيء يومي، وتهب عليّ نسائم صوتك الذي لم يرفض لي طلباً قط، فتثلج قلبي، وأفتح نافذة يومي متضرعتاً للسماء لتحفظك هنياً رضياً كما ترضيني، يا وردة يتسابق الجميع لشمها، ليزدانوا من عبيرها الفواح، لقد رفعت رأسي عالياً بين الغيوم، يا ظل أيامي ودفء سنيني، رسمتك على لوحة أحلامي بدراً كم نسجت ثوباً من الفرح لأرتديه يوم زفافك؟
انتظرت حين عانقت الشمس البحر حباً ، لنطفئ شمعةً ونشعل أخرى من حياتنا ، انتظرتك وانتظرت ... ها قد أتيت يا مهجة الفؤاد محمولاً على الأكتاف ، تسبقك الزغاريد ورصاصات الفخر مع التكبير والتهليل ، طار قلبي قبل قدماي لأضمك جسداً بلا روح ، عريساً إلى حور العين ، لبيت نداء الحرة ، وثأرت لشرفها بدمائك ، وطهرت الأرض من أنجاسها ، أزفك يا فلذة كبدي اليوم عريساً مبتسماً ، ضمته أحضانك يا فلسطين مكللاً بالفل والياسمين ، فعطرك بمسك دمائه ، نم يا صغيري فقد سبقتني ، ولن أقول وداعاً بل إلى اللقاء في أجمل الجنانِ عند الرحمن ِ .
الشكر موصول للأستاذة خلود محمد جمعة