و اغــرف مـــن فـيــض انتـفـائـي سـحـابـة
تـــدلــــت تـحــايــاهــا فـخـاصـمــنــي الـــمــــوت
أرانـــي هـنــا فـــي سـاحــة الـحـشـر مبـهـمـا
أديـــر كـؤوســا لـــم يـــذق وصـفـهــا نــعــت
أمـــد احـتـضــاري فــــي الـبـيــاض تـدعـنــي
إلــى شهـقـة اللقـيـا رؤى مــا لـهـا سـمــت
رؤى تــــلــــج الــمــعــنــى فــيـــغـــدو مــــواربـــــا
كـبــاب انـتـظـاري حـيــن ينـكـرنـي الـبـخــت
عـلــى صـفـحــات الـتـيــه ارســــم خـطـوتــي
خـــرائــــط خـــــــوف يـحـتـويــنــي إذا بـــحــــت
أنـــا رعـشــة الأشـــلاء إن غـنــت الـمــدى
أنــــا دهــشــة الارمــــاس إن زارهــــا مــيــت
تــــركـــــت مـــواويـــلـــي مـــعـــفـــرة الـــــصـــــدى
تـئــن كلـيـلـي ثــــم فــــي المـشـتـهـى غــبــت
و خــضــت مــــدارات انـبــهــاري كـــــزورق
تـــدلّـــلـــه أمـــــــــواج بـــــحـــــري إذا ســـــحـــــت
خيالٌ مجنح وأسلوبٌ عذب وشاعرية بديعة
مرحباً ايها الشاعر المتفرد وقد أبدعت وأمتعت
وقد أعدت إلى الذاكرة بهذه القافية وهذا البحر قصيدة عرش الجمال التي قلت فيها :
تُسـائـلـنُـي عــــن جــــذوةِ الــحُــبِ إذ غِــبــتُ
فـقـلـت عـلــى عـهــدِ الـهــوى مـــا تـذبـذبــتُ
طــويــتُ عــلــى ذكــــراكِ خــضــرَ جـوانــحــي
و صــمــتُ عــــن اللهوِ الـمُــبــاحِ وأضــربـــتُ
قـضـيــتُ اغـتـرابــي بــيــن وَجْـــــدٍ و صَــبـــوةٍ
و لـــــــولا مــعــيـــنُ الــذكــريـــاتِ لأجـــدبــــتُ
"أقــضّـــي نـــهـــاري بـالـحــديــثِ وبـالـمُــنــى"
و يُــلـــجـــمُ آمــــــــالاً تـــعـــاودُنـــي الـــكَـــبْـــتُ
و كــم أحــرقَ الجـفـنَ السـهـادُ وكـــم وكـــم
ســــهــــرتُ أرجّـــــــــي طــيــفَــهـــا و تـــرقّـــبـــتُ
بَــــعــــدتُ وإن لــــــــم أبــتـــعـــد إذ جـعـلــتُــهــا
حــبــيــســةَ أضــــلاعــــي إذا مـــــــــا تـــغـــرّبـــتُ
نـــضـــيـــراً بـــذكـــراهــــا خــصــيـــبـــاً بــحــبّـــهـــا
فــتــيّــاً بــأحــلامــي شــغــوفــاً وإن شِـــبـــتُ !
و تاللهِ لــــــــــولا مــــــــــا أُكــــــــــنُّ لأقـــنَـــعــــت
هـــوى الـنـفـسِ أطـيــافٌ و كـنــتُ لَـجـرّبــتُ
و لــــولا عــفــافُ الـنـفــسِ طـبـعــاً و شـيــمــةً
حـنـيــنــاً لأيــــــامٍ خَـــلَـــت كـــنـــتُ أذنـــبــــتُ
وفــــــــــاءً وإكـــــرامـــــاً لإحـــــســـــانِ ظـــنِـــهــــا
و إلاّ فـــكـــم أُنـــزلـــتُ روضـــــــاً و رُغـــبــــتُ
مع فائق الإعجاب والتقدير