تعوَّدْتكَ في تراتيلِ رَواحِ الرُّوحِ وغدوِّ الرِّياح ، تلقَّيتُك في تهانيّ مواسمِ مياسمِ الفؤاد ، عذبَ اللحنِ والهمْسِ والوداد ،
فكنتَ بَدءَ النَّسيبِ ، وواسطةَ عِقدِ الثَّناء ، ودرّةَ صَدفةِ البَواح . حملتُ أنينكَ في ابتهالاتِ إراداتي ، أدور به - ونشيج صدري -
على أليف الوجد وظلال النَّدامى ، زرعت هواك في اللاشعور من الماضي ، عسى أزحزح بترجمانه نَصَبَ الحاضر وتمتمات الغد
الموجوع ، حتى ملكت رؤايَ وما طافت به أخيلة الجمال ، فلولا حملت رحيق الدموع الوارفات الجاريات ، فعند مرساها ذكرى الأمسية والأَصباح ، عُدْ لوعدك والتقطْ وحيَ صَوَرِ العهود
ومراسمِ تجلّياتِ الصَّميم ، أو خذ فيضَ أغاريد الزمن وضحى اللقيا خلف عيون الوطن ، فالحكايات رأسُ مال المدن التي ما ارتكبت من مآثم الأنا شيئًا ، بل إنها ارتبكت عهدما شآبيبُ عواطفها
سحَّت من كلِّ حدَبٍ وصوْب تصافح شطَّ الأماني وتبوسُ ميلادَ السَّنا وولادةَ الهنا ، تأمَّلتك ، فانهضْ تأمَّلْ مسافاتِ الحنينِ ورَيحان الفؤاد .