المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الكعبي
وأتت العاشرة أخيرا بعد تعطّشِ ذائقتنا إليها ,وارتواء مشاعرنا من سابقتها ,أتت كديمة تهمي على أرض جفت في انتظار مُزنها .
الأديب السامي في همته , السامق في حرفه , صاحب الكنانة المُمتلئة بسهام البلاغة الضاربة في عمق البيان والفصاحة :
طالما تساءلت من أين تستمد هذه القوة في البيان ؟.
ومن أي الأنهار تسقي جعبتك الواسعة برحاب اللغة ؟.
قد تطول وقفتي هنا؛ لأن ذائقتي استرسلت كثيرا في الوقوف والتأمل, ورأيت أن من النّصَفَةِ- ولو بقليل من النصفة- أن أقف على بعض مكنوناتها, وأسبا ب تألقها لعلي أجد إلى ذلك مُدّخلاً :[/"]]فمما لفت انتباهي هنا :
لعِبُكم -يا سيد الحرف- على سيف المشتقات, حيث تواردت بأنواعها مابين مصادر واسم الفاعل وغيرها ومثال ذلك :( مزمجرةً , منذرةً , الضارب , الهارب,قُضُبُ ), وهذا -يانجيّ القمر- دلالة على أنك أتقنت حياكة الصرف كما يتقن نساج نسجه.
و لايخفى عليكم أن استخدامها بدلا من فعلها المُشتَق منها دلالة على الثبوت لا التجدد , فأنتم وإن كنتم أردتم مسألة الدوران في هذه الرسالة بين البدابة والنهاية إلا أنكم تلمحون ولو من بعيد إلى رغبتكم في استمرار هذا الدوران وثبوته .
الشيء الآخر الذي لفت انتباهي في هذه الرسالة أيضا :
هو رقص حرفك على تقاليب الكلمات, حيث نقلتنا -ياسيد الحرف- من بداية إلى نهاية ,إلى عودة إلى البداية, وكأنك أردت أن تجعل من قارئ هذه الرسالة مثل عنوانها ( انتهينا لنبدأ) , ومثلُ هذا في النص ظاهر , مثاله :"،وليته يعلم أنَّكِ أشدُّ ما تكونين عني إعراضا هو أشدُّ ما تكونين فيّ هياما ,،هو ذاك أنا حيثما كنتِ وكيفما كنت ,وذاك رجاء يتلوه أملٌ ،وأمل يكبِّله يأسٌ ).
اعذرني على هذه الوقفة الطويلة ياحفيد الرافعي , فوالله إن في رسالتك هذه- بلا محاباة- فصاحة سبقت فصاحة, وبلاغة تمازجت ببلاغة, فَصعُب على قارئها أن يميز أي حروفها أجمل , وأنا أحجز مقعدي دوما ودائما كتلميذة في مدرستكم الرافعية .
تحياتي لك قمرية لا تكاد تنتهي حتى تبدأ مثلك رسالتك هذه .