|
وربمـا يستريح الشعر مـن قلمي |
وأستريــح مـن الشعــر الـذي هرمــا |
إذا تشاجر هـذا الشعـر مـع لغتـي |
فكيف أفصل – إن حاولت – بينهما ! |
وكيــف ألبسـه ثوبــاً علــى قـــدر |
وكيــف أمنحــــه طقســــاً لينسجمـــا ؟ |
وكلمـا قـلت هـل ترضى مرافقتي |
أشـاح عنـــي وأبدى الصـــد والبرمـــا |
يزورنــي مــرة فــي العام واحـدة |
وحــيــن ساءلتـــه عـــن حالــــه وجمـــا |
أمــدّ عمــري كـي اصطاد بسمتـه |
وألــبس الخـزّ كــي يرضـــى ويبتسمــــا |
يأبـــى علـــيّ إذا أثقلـــت كاهـلــه |
ويصــطفينــــي إن أطلقتـــــــه نغمـــــــا |
وإن تلكـــأت فـــي إطعامــه كبدي |
أظـــلّ فـــي نظــــر العشـــاق متهمـــا ! |
|
مــن أربعين وحــرب الشعر دائرةٌ |
أُعــدّ ألف جـــواب حيــن يسألنــي |
وحيــن أنطـــق لا ألقـــى لـــديّ فمــــا |
كــأنـه النــــار إن ألقمتهــا حطبـــاً |
تقـــول زدنــــي وهـات الشيح والسلما |
وقـــد يغــيب فـــلا يبقــــى لـــه أثر |
وقـــد يـــدق علـــيّ البـــاب مقتحمـــا |
حشاشة الــروح أهديهـــا وأوردتـي |
ومــــا ملكــــت ويبقـــى فاغــراً نهما |
وأستريــح قليـــلاً ثـــــم يجذبنــــي |
جذبـــاً لنصعد حتــــى نبلـــغ القممـــا |
فـــلا هداياي طـــول العمـــر تقنعه |
ولا كســـرتُ – وقــد هددّتـــه – قلمـا |
يروق لـي أن أرى فـي وجهه غضباً |
وأن أغـــضّ لـــــه شــــأنــــاً لينتقمـــا |
يروق لــــي أن أدس السُمّ فـــي فمــه |
وأن أعكّـــره كــــــي يقذف الحممـــــا |
|
والشعـــر يـــرفـــض إلا أن أقدســـه |
وحيـــن أركض فـــي أمر على عجل |
أراه يكبـــح منــــي الســــاق والقدمــا |
وكلمــــا عــبّ مــن كــأس مشعشعةٍ |
حتـــى الثمالة ألقـــى الكـــأس منحطما |
وقد يخـــالس – بشـــاراً – فيسرقـــه |
وقــد يُحــــلّ ولمــــا يبلـــغ الحرمـــا ! |
وليتــــه مـــرة قـــد جــــاء معـترفـــاً |
بمــــا جنــــاه ولـــــم يستنفر القسمـــا |
ومـــــا رأيت أديبـــــاً لاك فكرتـــــه |
إلا رأيت أديبــــاً قبلـــــــه هضمـــــا ! |
ولا سمعــت بفنــــانٍ بــــرى قلمـــــاً |
إلا تذكـــرت صــنواً قبلـــــه رسمــــا |
وهكذا مـــــرت الأيـــام يــــا ولـــدي |
ونحـــن نرشـــق كـــلٌ خصمـه التهما |
يلقــــي علـــي جزافـــا كـل حصرمه |
ويدعــــي أننــــي أورثتـــــه سقمــــا! |
ومـــا بسطت جناحــي حين عاودنـي |
ولا شهــرت حسامــــي حينمـــا ظُلما |
هذا هـــو الشعــر أغريــه فينكرنـــي |
مـــا كنت والشعر إلا الخصم والحكما! |