( هكـــــذا تـــــكــــــــون .......)
قصة قصيرة :- بقلم: إبراهيم الخضور
علاقة عاطفية صادقة قامت بينهما ،.. فلقد كان سالم لا يذهب إلى أي مكان،أو يعود منه، إلا ويبتدر الذهاب إلى محبوبة قلبه ، وابنة عمه الغالية ليلى التي كانت هي بدورها تنتظره بشوق كبير .
هذه العلاقة ابتدأت منذ أيام الدراسة الإعدادية لليلى ،..حيث كانا يذهبان سوية إلى مدرستيهما المتجاورتان ..ثم يعودان بعد وقت الظهيرة إلى حيث يقطنان ،..ويفترقا على أمل اللقاء من جديد ...
هاهو سالم في مرحلته النهائية من دراسته الثانوية ..، وهاهي ليلى تحضه على المثابرة والاجتهاد ..لأن سنته تلك كانت نهائية وحاسمة ...، كانت ليلى تقضي معظم وقتها في بيت عمها الحاج " محمد " ، حيث سالم مُكِــــبٌ على دراسته ، فتشجعه ، وتقدم له كل ما يحتاج إليه لتجعله مرتاح البال متفرغا للدراسة .
تناست دروسها ، فبعد أن كانت الأولى بين رفيقاتها .. إذ أصبحت أهبط مركزا ً وأدنى مرتبة ..، وبخها أهلها كثيرا .. لكنها كانت تقول لهم: " المهم سالم .... أن ينجح ويتفوق هو .. فأنا هو وهو أنا """ وكثيرا ً ما كانوا يغضون الطرف هذه السنة "" عن تدني مستوى ابنتهم ... لأنهم كانوا يعلمون مدى الحب العظيم الذي كان يجمع ابنتهم بخطيبها وابن عمها ...سالم ، وكانوا ...واثقين من أنه لن يخيب آمال أهله .. وآمال ابنتهم التي أولته الرعاية و الاهتمام والعناية .. وفضلته ومصلحته على نفسها ومصلحتها ......
أنهى سالم مرحلته النهائية تلك بنجاح وتفوق ...، طار فرحا ً ... وخرج مسرعا ً من مدرسته حيث قابلته خطيبته التي كانت تنتظره على بابها،على أحرّ من الجمر00،أمســك بيدها وسحبها بشدة وقفلا راجعين إلى حيث أهلوهما ينتظرونهما ... ، وينتظرون معهما البشارة التي كانت العائلتان تحلمان بها .
.. ومن شرفة المنزل صاح " سعيد " الأخ الأصغر لليلى : " هاهما .. إنهما سالم وليلى .. إنهما يركضان ، والفرحة لا تكاد تسعهما " ... فهبّ الجميع نحو الباب ليستقبلوهما ... بالقبلات والأحضان ... والزغاريد ....
صوت صرخات وأنات يعلو فيحطم لحظات الفرح التي طبعت لحظاتهم التي مرت ، ...ويحولها إلى دمعة تنسكب من عين الحاج محمد ،.. تتلوها دمعات تسقط من أعين الحاضرين ... ، ... واحتــــقـنت الأنفاس في الصدور ... وأبت أن تخرج من هول الموقف إلى حيث الهواء الطلق .. ، والعيون متجهة نحو درجات السلم وهي تحملق في ذلك المشهد الأليم ....
سالم وليلى ملقيان أحدهما على ظهره ... ، والآخر على جنبه، والدماء تسيل بغزارة من رأس ليلى ورقبتها ، فقد كان سالم يمسك بيد محبوبته ، ويصعد بها درجات السلم ... بسرعة ، كانا يقفزان درجات متلاحقة دون وعي منهما ... للوصول إلى أهليهما بسرعة ... ، فلامست في إحدى المرات قدم سالم طرف إحدى الدرجات ... فانزلقت ، وكاد أن يهوي على رأسه لولا أن ليلى تحركت بسرعة نحوه ، لتسمح لرأسه بأن يرتطم بصدرها ، ... ومنعته من أن يتحطم على درجات السلم، وسمحت بذلك لرأسها ...، يالها من فتاة محبة بصدق وإخلاص ... ، لقد قدمت روحها كقربان العظيم....
هرع رهط من رجالات الحارة .... ، وبسرعة كبيرة تم نقل المُصَابَـيْنِ إلى المستشفى ،00 حيث فارقتْ ليلى رُوحُها الطاهرة أثناءَ الطريق ، وانتقلت الى بارئها ...
فارقت روح ليلى الجسد النقي .. الصافي من الحقد ... ، والخالي إلا من المحبة ،... وتم إسعاف سالم وإجراء اللازم له ،.. وفتح عينيه بعدما ما أغلقتهما غيبوبة صاحبته لساعات ،على صورة أهله ...وأهل ليلى محبوبته الغالية ـ..لكنه لم يرى ليلى ...، ترى أين هي ؟ !؟!؟00وغلبَ نعاس( البنج) عينيه، ونام ..
وبعد ساعة أفاق مما كان فيه ...، أدار عينيه في أنحاء الغرفة ،وتفحص أعين الحاضرين لعله يعثر على الوجه المنير ،... الوجه الذي أنار له الطريق ليسلكه دون مشقة أو تعب ... لكنه لم يجده ...
حرك رأسه بصعوبة ... متسائلا ً... ، وكأن الحاضرين عرفوا مكنون سؤاله ... فتلاقت نظراتهم ...، فعلم سالم من خلالها أن ليلى ... قدمت حياتها كهدية على طبق من الدم ،فداءا ً لروحه وحياته اللتين كادتا أن تذهبا، لولا تضحيةٍ بذلتها وهي أغلى ما تملك ، وسطرت بذلك أعظم آيات الحب والوفاء والإخلاص من أجل من تحب ........
تمت بحمد الله وعونه
تأليف : إبراهيم محمود الخضور ...
__________________