المظلي الصغير

المظلي الصغير

ق ق ج

نزار ب. الزين*

حضر طفل العاشرة مهرجانا للطيران ، برفقة والده ، تخلله إسقاط مظليين ، و ما أن عاد إلى منزله ، حتى صعد إلى سطح الطابق الثالث ، و معه منديل و بعض الخيوط ، اختلسها من عدة خياطة والدته ، و دمية سرقها من خزانة شقيقته الصغرى ،
ثم..
صعد إلى سطح منزله في الطابق الثالث ، فربط المنديل بالدمية ربطا محكما حتى بدت صورة مصغرة لمظلة حقيقية ..
ثم ...
ألقى بها..
ثم ....
هبط مسرعا إلى الشارع ، ليكتشف أن الدمية بلغت الأرض سليمة دون أن يصيبها خدش .
فكاد يطير فرحاً..

*****

في اليوم التالي ، صعد إلى السطح ، و قد حمل في يمناه قطة شقيقته الكبرى ، و باليد الأخرى غطاء وسادة و مقصا و لفة كبرى من الخيوط المتينة ..
ثم .....
قص غطاء الوسادة بمهارة ليصبح قطعة واحدة من القماش ..
ثم ......
ما لبث أن أنجز مظلته بحنكة و مهارة ...
ثم ......
ربط الخيوط بأطراف القطة الأربعة ، التي لم تفلح مقاومتها أمام إصراره ..
ثم .......
ألقى بها إلى الشارع من سطح الطابق الثالث ..
و لدهشته الشديدة ، وصلت القطة إلى الأرض سليمة ، و إن لم تخلُ حالتها من بعض هياج .

*****

في عصر اليوم نفسه ، صعد إلى سطح الطابق الثالث ، و قد حمل في يمناه غطاء فراش سرير والديه ، و في يسراه حبلا طويلا وجده فوق أحد رفوف المطبخ العليا ، و لم ينسَ المقص و لفة الخيوط ...
ثم ..
ابتدأ في صنع مظلته بروية و إتقان ..
ثم .....
ألقى بنفسه من سطح الطابق الثالث ... فوصل الأرض مهشما !!!
هنا فقط ... تنبه الأهل و الجيران ، ليبتدئ الصراخ و العويل ....
-------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع :www.FreeArabi.com

تكتب يا سيدي الفاضل بأسلوب رائع قصصا من هذه الحياة المتعبة، وفيها عبرة وموعظة وأنا شخصيا استفدت من هذه القصة كثيرا.

شكرا لقلمك الجميل.

تقديري واحترامي

واقعي هذا الحرف وشائق هذا الأداء القصّي الملتزم

دمت بخير أيها الرائع

تحاياي

نتيجة طبيعيّة للتّقصير في متابعة ومراقبة الأطفال
سرد مشوّق
بوركت
تقديري وتحيّتي

الذين لا يتابعون أبناءهم في كل ما يفعلون مسؤولون عن ما يصيبهم من أضرار

قصة واقعية باسلوب جميل نحبه وسنشتاق إليه

رحمك الله أخي

قصة مؤلمة تؤكد على تأثر الأطفال بما يشاهدون
وتنبه على ضرورة متابعة الأطفال و تتبع أفكارهم وأحلامهم.
ذكرتني بقصة مشابهة في طفولتي كنا نتابع رسوم كرتونية
بطلها( فرافيرو) وهو فأر يطير مثل السوبرمان ويقوم بمغامرات
فقلده أحد الأطفال ملقيا بنفسه من خامس دور وهو يصيح ( فرافيرو جاي)
لينزل طبعا مهشما.
كنت يا سيدي مرآة تعكس الواقع بأسلوب أدبي جميل في قصص تحمل
العبرة والفكرة بسرد مشوق.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.

لعين الاطفال طريق الى المخ يقطعونه بسرعة متجاوزين كل الحواجز لجهلهم بماهية الخوف وما أولياء الامور الا منظمين لحركة سير أولادهم وكل مخالفة يقومون بهم على الاهل تحمل مسؤوليتها
قد كان الثمن مرتفعا حين دفعه الصبي
مؤلمة ومؤثرة لواقعتيها
رحم الله الروح الخالدة بين السطور
ياسمينة لروحك الطاهرة

أحيانا تثبط الطموحات إن لم تُدعم بالتوجيه السليم والرعاية لتترعرع وسط أجواء ملائمة وهنا لم يجد الصغير لغة الحوار الداعمة لطموحاته
لم يكن مخطئا في تفكيره ولكن أخطأ من حوله في عدم احتواء محاولاته وتنمية مهاراته دون الإضرار بالنفس
من الواقع كانت صورة ناطقة تألقت في نقلها لنا أديبنا الفاضل فكرا ولغة طيعة وسرد ماتع وخاتمة مباغتة ورسالة تربوية وصلت بجدارة
بوركت واليراع
تحاياي