|
لقد مــلَّ مِنْ صبره شهريارُ |
و صــدَّعَ كُرْسِيـَّــهُ الانتظارُ |
و أنتِ هنالك بين المرايـــا |
عروسٌ تُزفُّ و كأسٌ تـُــدارُ |
تعالَي و لا تستثيري ظنوني |
فمثلي يـُدارى و لا يستثـــارُ |
أغارُ عليكِ و أنتِ بقربـــي |
فكيف إذا ما نأتْ بــِـــكِ دارُ |
و ما عجباً أنْ أكونَ غيورًا |
فلا يَعرفُ الحبَّ مَنْ لا يَغـارُ |
حكاياكِ يا شهرزادُ خمـورٌ |
معتقةٌ و الليالي الجــِــــــرارُ |
إذا ما شربتُ صَحَوتُ و أفضى |
الى ظلماتِ خيالي النهـــــــارُ |
و اُغلقَ دون الحوادثِ بــابٌ |
و اُسدلَ دون الهمــومِ ستــارُ |
يحدّثني عنكِ في القصر ركنٌ |
كَسَاهُ و قد غبتِ عنه الغبـارُ |
و يبكيكِ كالطفل نقشٌ بديعٌ |
و يندبُ حيث افترقنا جــدارُ |
و يـَلهجُ باسمك عقدٌ و قرطٌ |
و يَهْجُرُ كالهاجرين ســـوارُ |
حكايتُنا شامةٌ في الحكايــا |
و لؤلؤةٌ ضاق عنها المحـارُ |
تردّدها للعذارى العـذارى |
و يـُنشدها للكنار الكنـــــارُ |
و تسأل عنها النساءَ الصبايا |
و يشرحها للصغار الكبــــارُ |
إذا لم تجيئي أتيتُ أنــــــا |
فما عاد و اللهِ يُجدي اصطبارُ |
ففي العين ما زال ترعى دموعٌ |
و في القلب ما زال تلعب نــارُ |
أحبــــّــــــــــكِ حتى تحدّث عني |
بحبكِ مجــْـــــدٌ و دلَّ انكسارُ |
و ربـــــِّــــكِ لولاكِ ما ذُقتُ ذُلاً |
و لا انجابَ عن طَلَعَاتي الوقارُ |
سأتركُ مُلكـًا و مجدًا رفيعـًا |
وجُنـْــــــدًا إذا ما تنحنحتُ ثاروا |
و أبحث عن عين ظبيٍ خجولٍ |
تَعَجَّبَ منها الظباءُ و حــاروا |
سفينةُ حبي طوتْها الليالي |
و ثارتْ عليها هناك البحـــارُ |
و أرعَدَ غيمٌ و زمْجرَ ريــحٌ |
و أرهقَ هذا الشراعَ الـدّوارُ |
و أمواجُ ذكراكِ مالتْ بقلبي |
فضاع الطريقُ و تاهَ المسارُ |
و ما زلتُ تـَنْـدَهُ لي رقـّـــــةٌ |
و يهتفُ لي حيث أنتِ النّضَـارُ |
و ينشرُ لي عطرَكِ الياسمينُ |
و يرسمُ لي خدَّك الجلّنــــــارُ |
اذا انت ناديت لبّت قلوبٌ |
ولم يكُ للسامعين اختيارُ |
فكيف اذا أنتِ ناديتِ قلبــاً |
و ليس لـه عن هواكِ ازورارُ |