سقطت روما ,
والكون سحابة أحزان,
القيصر أعلن إفلاسه .
أوصد أبواب القصر المثخن
بالجواري و الغلمان.
أعلن عصياناً مدنياً
بوجه العز،
بوجه الناس ,
وأسبل أستار الخذلان.
ما عاد العبد و لا الآفاق
فريسة مسرحه الدموي ,
بل بات برغم جلالته ,
وبرغم الغار الفائح
من أعتاب نواصيه -
يقبل أقدام (الجرمان)*.
يتحسر قيصرنا ألماً
على أيامك يا (نيرون) .
يتمنى أن يشعل حياً
كما أحرقت العشرة*
يتمنى أن يقتل أمه ,
وأبيه , وأخته , والعمة ,
وشعوباً أعطته الراية ,
وصكوك الحب ,
وأسمى آيات العرفان.
لكن الحي وأهلوه ,
سقطوا كما تهوي الثمرة.
في قاع يملكها راع ٍ،
في ساعة ثمل وظفه ,
سيفاً بتاراً أشهره ,
وجنود الراعي المأجور
قطيع كلاب وحشية ,
وجحافل سوس أو ديدان.
يشتاق لضم غانية*
فاسقة , حاقدة , حبلى ,
فتهبه الذكر والنحس ,
وبقية أيام ثكلى .
واللعنة تلحق أطيافه -
تحرقه كما سيحرقهم ,
في جوف الفرن و في النيران*.
سقطت روما ...
والشعب مريض ٌ مشدوهٌ
شغلته حمى الحرية .
تؤلمه بقايا كرامته ,
واللقمة تنهش أوداجه .
وبعوض الغدر يتناسل ,
يتفاقم قطعاناً قطعان.
منبته مستنقع خسة .
وطموح ذات همجية .
ألقاب حلوة رنانة ,
وعروش باتت رمزية .
ولسان يهدر من ذات
يصرخ يهتف :
سحقاً ! ولو سقطت روما .
أو جلس العبد على عرشي !
أو أحرق أركان البستان.
همي أن أبقى موجوداً ...
هرماً تمثالاً معبوداً ...
أرمي بفتات من حولي ,
وكلابي تبقى متخمة .
تتوعد أحلاماً وعيون ,
وتصب الغضب الحارق
في آتون ..
فضميري هاجر منذ قرون.
وسأظل دوماً...!!!
لشعرة ذاك الأموي* خليلاً،
أو لقميصك يا عثمان* ...