[ إليك رهــيد]..!
إليك أكتب هذه المرة يا رهيد ،نعم هذه المرة إليك يا روح من نور !
أخبريني كيف لي أن أجمع عشائر العطر والورق واللون في مدد يليق بـ قلبك وروحك..!
أتعلمين أكتب لك وأنا أذاكر دروسي،أعلم أعلم ستقولين ( بـ هكذا مذاكرة ستنجحين بلا ريب )
أكتب إليك وأغنية سيلين ترافقني ....
مازلت أذكر يا رهيد كيف إلتقينا،كنا في صفوفنا الدراسية الأولى، كنت تجلسين بجانبي الأيمن بتلك الشريطة الحمراء ..مازلت أذكرها وأضحك كثيرا ،كان الجميع يحدقون بك بسببها،وأذكر إني همست بإذنك بأنها جميلة تجعلك تشبهين الفراولة ..فتقولين بغضب إنها أمي!
أيا أخت لم تلدها أمي أحبك وأكثر،وحدك من تعلم بأسراري وبسري الصغير ..ووحدك من يعلم بأن غيابه يتعبني و يحيلني إلي مدائن من حزن وحنين!!فـ تخبريني دوما بأنك تريدين قتل ذلك المجنون الذي يسكنني، على الرغم من ملـامحك البريئة، إلا إني أعلم يقينا بأنك –فتاة- قادرة على القتل إن تجرأ أحدهم و ألحق بِي الحزن ،ولكن ليس هو- لن أسمح لك- فأنا أحب ذاك المجنون ،ثم هذا من جزاء قولك، ألست من قال لن يحبنا إلا مجنون!! وها قد تحققت نبوءتك فلا دخل لي بذلك .
رهيد :مرت اثنا عشر سنة على صداقتنا وأنت أنت ـ وفاءك ،حنانك ،إخلاصك ، بـ بياض قلبك وبـ سمو روحك. ما أجملك يا رهيد وما أنقاك !!
كنت دوما تدافعين عن قولك وتجادلين كل من يقول لك( مخطئة) وهذا ما يفسر دخولك لمجال المحاماة. أتعلمين جل ما أخشاه أن يصبح المذنب بريئا على يديك كونك مقنعة جدا!! فإلي لآن لا أدري كيف أقنعت طالبات صفنا بأن معلمة الرياضيات هي (السيدة ملعقة *) نفسها!! صحيح إنها تشبهها كثيرا بـ ملامحها وتسريحة شعرها، لكن أن تكون هي السيدة ملعقة نفسها!!! الى لآن لا أصدق أنهم صدقوك ..!!!
أتدرين :كانت أيام جميلة عندما كنا صغار ؛ بل الزمن نفسه كان جميلا ...اختلف الزمن لآن كثيرا بعد أن كبرنا ....، لا أدري أراني أقول هذا وأذكر قول لـ شارلز ديكينز (كان ذلك الزمن أفضل الأزمنة، وكان أسوأها( طبعا بغض النظر عن أسوأها - فحتى أفلام الكرتون في زمننا هذا ما عادت كـ قبل ..أتذكرين أفلام الكرتون القديمة "وادي الأمان"،"جازورا" ،"ماروكو" ،"رامي" ،"كابتن رابح"وحتى "رنا" تلك التي تخلع رأسها قبل أن تخلد للنوم ،أتذكرين كم تمنينا أن نكون مثلها - نخلع رأسنا كلما ثقلت علينا-.
رهيد أجدني عاجزة عن إيفاءك با بعض مني ،أحبك يا رهيد ،أحب القلب الذي تحملينه ، فأي روح أنت ؟! أكاد أجزم في بعض الأحيان بأنك لست من سكان هذه الأرض بل ملاك أتت من سموات الرحمة !
رهيد: أيا روح تتلبس عمقي لك ولنقاء الذي يسكنك باقة حب لا تذبل و قلبي.