مازن نجار-18-12-2005
مُمطِــرٌ... نحوَ السماء
أنا مطرٌ..
بعدُ لمّا يقبّل خدودَ الرصيف
و شوق السواقي..
أزخّ على الأرض آه احتراقي..
وأضرم شهوتها من جديد
لتحيا ..
وتقرأ ترتيلةً لابتهالي
أنا ..
أتزحلقُ فوق زجاج النوافذ
أرقب كل المحبين قرب المواقد
أنضج نار الحكايا
وشوق الحنايا
لكأسٍ....وساقي..
الصغارُ
يشمون رائحتي من بعيد
ويسّابقون ..ليذّوّقوني
شهيَّاً...كفركةِ عينٍ أمام الجمالِ....
أنا ....بعدُ قيد الهطول ..
المدى.. راح يسعلني
والسماءُ تفتق عني جراحاتها
نفتني
وغادرتُ أوردةً من رحيق الضياء
و نوح المآقي
وقد سفحتني الرياح
وتشرين يزفرني باشتعال
تشبّثتُ قبلَ السقوطِ بحرفِ السماء
ولكنَّ لي من حنين أصابع
كمْ مسَّحت فوق شعر الغيوم عميق الغزلْ..
وبوح القبل
بحرية و انعتاقِ..
ألامس أجنحة الطير حيناً
فتنفضني
لتمضي
وتتركني
أهوِّم ملء الفضاء و ملء الخيالِ..
تراءت لي الأرض تحتي
تراودني كي تهتِّكَ من قُبُلٍ عن بهائي قميصَ الغمامْ
تناشدُني
كي أردَّ بكارة أيّامها
أمشّطها
وأرسل في صدرها نفثةً من عبيرِ الجنانْ
تُرى
هل سأفرش فيها براعم عيد
و أنبت في صدرهنَّ ورودا
تفتّح عن نسغِ حبٍّ يدرّ الحنانْ
تراءت لي الأرض تحتي
وإني رأيت أمامي سبيلي
و موت انتظاري
لأصبح شيئا و كنت بكل القلوب أماني وعودٍ
و قد كنتُ سرّاً يُغمّدني بائتلاقِ
على هذه الأرض ضاق قميصُ خيالي
وواريت وهمي بأني رأيت كياني
أنا أين أهطل,
كل المسالك تنحدر الآن
تفضي إلى القاعِ
والقاع يدفن في العمق كل الاماني
رأيت بها ما يُرى
دروباً تسدّ
ونارا تشَبُّ
وطوقاً يلفّ على كل جيدْ
البحار تودع أنهارها
والقلوب تودع أشواقها
والفراشات قد نسيت كلَّ ألوانها
الدروبُ تخافُ مغازلةَ العابرين
فخلفَ خطاهم جنازير خوف
و ماءٌ صديد..
وبين العروش سأنبت شوكا
يسد على الباقيات البواقي
أنا قد عكست اتجاهي
وأيتها الأرض لا تزعلي
كل شبرٍ بك اشتاقني
ولكنّني سأمطرُ نحو السماء
إلى أن تعود
بغيث يذيب جليد السؤالِ..
أنا قد عكست اتجاهي وإني
أعودُ إلى مهد أمي
هنالك أختال أنضر عودا
فلي في السماء
غيوم ستحبل عمّا صباحٍ
برمّانةٍ ...
حين يكسِرُها البرق
تنثرُ حبا و خصباً
سيُنبتُ في كلّ حضنٍ وليدا.....