|
نعلُ بغدادَ |
نعــالُ بغدادَ أوهتْ قَرْنَ ناطحِهَا |
وشطُّ دجلةَ منذُ اليوم |
في صَيَدٍ |
إنْ كانَ في هامِكَ المُختالِ تاجُ عُلىً |
ففي نِعـالِ عُلانـــا يُقهَرُ الشَّـمَمُ |
أو كانَ يُزعَمُ في بغدادَ زهرُ شذىً |
فانظرْ ففي نعلِنا الزهرَالذى زعمُوا |
أو كنتَ تحلـمُ في بنيـانِ مملكـةٍ |
فانظرْ شوامخَها في نعْـلِ مَنْ نقمُوا |
أو كنتَ رقَّعـت للتاريــخِ أوسـمةً |
منَ النعـالِ فنِعْمَ الرّقْـعُ ما تَسِـمُ |
أو كان تاريخكَ السامي غدا علماً |
من النعـالِ فنعم الشّـامخُ العَـلَمُ |
مصانعُ النعلِ في بغـدادَ وافرةٌ |
راجتْ تجارتُها حتّى اغتنى النَّسَمُ |
هيَ الصواريخُ تعلو هامَ مُغتصبٍ |
قد طُؤطئتْ دونَها الهاماتُ والقِمَمُ |
حذاءُ بغدادَ يروي قصةً غَبَرتْ |
منَ المآسي ويحكي ضيمَ مَنْ رَغِمُوا |
إنْ كان نعلُكِ يا بغدادُ سيفَ وغىً |
فلْتَعْلُ نعلُ الوغى هاماتِ مَنْ هُزِمُوا |
ما كان للنعـلِ في تاريخِنَـا شـِيـَمٌ |
حتّى اعتلتْ نعلُنا تسمو بها الشـِّيَمُ |
هي النبالُ فسدِّدْ في الرؤوسِ وَتِهْ |
بما رميـتَ ولا تأْبـَهْ لِمَـنْ وَجَـمُـوا |
(1) |
إنْ كانَ حابـلُهُـمْ قد رامَ نابلَـنَـا |
علوجُ بغـدادَ مازالتْ مُدجَّجَـةً |
فأسـرجي النعـلَ يا بغدادُ ينهزمُوا |
أما دَرَوْا أنَّ في دار العراقِ حِمىً |
مَنْ داسَهُ غاصباً غاصتْ بهِ الحُمَمُ |
ومَنْ يُصَعِّر خدوداً في مَضَاربِهِ |
يَصْفَعْـهُ مُنتعِـلٌ منـَّـــــــا ومُنتـَقِـمُ |
فارحلْ بجيشِك يابوشَ الهوانِ تَفُزْ |
بنعلِنَـا لا بالخـرافاتِ التي زعمُوا |
فنِفْطُنا لشعوبِ العُرْبِ ما بقيتْ |
مهما اسـتبدَّ بـهِ الرومانُ و العَجَمُ |
فكم حَلُمْتَ بأرضِ الرافديـنِ غِنَىً |
فاسألْ شعوبَكَ هلْ فازُوا بما حَلُمُوا |
هذي مغانيكَ في نيويوركْ قاحلةٌ |
وهــذهِ شــَأْفَةُ الأمـوالِ تُلْتَـهَمُ |
لم يبقَ في دارِ رُوماغيرُ فَدْفَدِهَا |
فالمَرْجُ في يَبَسٍ والبُـرْجُ مُنْهَـدِمُ |
وَلْيَشْقَ شعبُكَ في أَتُّونِ مااقترفتْ |
كفَّـاكَ ،مِـنْ بعـدِ مَا فاضتْ بهِ النِّعَمُ |
كمْ قدْ ترشَّـفْتَ مِنْ آلائنـَـا دَمَنَا |
حتى تفشَّـى بنَـــا جـوعٌ ورِيـقَ دَمُ |
ورحتَ تبكي على أجداثِنَــا أَسَـفاً |
في خِبِّ ذي نَدمٍ..هلْ ينفعُ الندمُ؟ |
ارحلْ بجيشِكَ يابوشَ الهوانِ فلنْ |
يفيـقَ إلا على أجداثنـَــا الحُـلُـمُ |
انظرْ سـواعدَنا هلْ هدَّهَـا خَـوَرٌ |
وانظرْ رجالَكَ كمْ غُمُّوا وكمْ سَئِمُوا! |
نغـدو حُفاةً ولا نعنُـو لمغتصبٍ |
ولو تَهَـرّأَ مِـنْ إِقْـدامِنــــــا القَدَمُ |
هذا الفُراتُ على أرجائهِ احترقتْ |
راياتُ مَنْ يَمَّمُوا شـطّيهِ واقتحمُوا |
ياموعداً في حِمى الشطّينِ يرقبُهُ |
شراعُنـا أَهُنَا أرسـى بكَ العَـلَمُ؟ |
(2) |
أمْ أنَّ رُبَّـانَه قد تـاهَ عـنْ وطَـنٍ |
ولا الرشيدُ على شطّيه ذو شَمَمٍ |
قد أوعدتْ خيـلُهُ ما عقَّـتِ العَجَمُ |
|
يا كَرْخَ بغدادَ قد خرّتْ بنا هِمَمٌ |
زُلالُ دجلةَ كمْ أغرى أخا قدَحٍ |
واليومَ أزرى بصفوِ المنهلِ العَنَمُ |
وكمْ جثمناعلى هاماتِ مغتصبٍ |
واليومَ أَخْنَتْ بناهاماتُ مَنْ جَثَمُوا |
بالأمسِ أخَفَوْاوجوهاٍخلفَ ذيلِهِمُ |
واليومَ في نعلِنا أخفَوْا وُجُوهَهُمُ |
جاؤوا بدبّابةٍ حمقـاءَ مجرمةٍ |
لكنّهم في زُنابى نعلِها ارْتَطمُوا |
قالواهوالأمنُ لايُرجَى بغيرِعِدىً |
فدِيسَ بالنعلِ ماقالوا وما زعمُوا |
أيُرتجَى الأمنُ منْ تدبيرِشِرْذِمَةٍ |
قد أمّرُوها على تدميرِ ما رسـمُوا |
|
بوشانِ في الغَرْبِ قد بشَّتْ بوجْهِهِمَا |
بل قطَّبُوافي وجوهِ الشعبِ أَجْبِنَةً |
وللغرابينِ مِنْ أغرابِنَا ابتسمُوا |
لاتعجبنَّ لبوشِ الغَرْبِ كمْ فتكَتْ |
بنا صناديدُ أوباشٍ بما اجترَمُوا |
(3) |
أوباشُ بوشٍ وما يُحصى لهمْ عددٌ |
ماذا جنينا منَ الهاماتِ شامخةً |
بالعنتريّاتِ بلْ ماذا جَنَتْ لَهُمُ |
ساديّةُ السّفكِ طبْعٌ في نفوسِهِمُ |
وكيفَ يشبعُ مَنْ في طبْعِهِ النَّهَمُ؟ |
مقاصلُ الموتِ في ساحاتهم طُنُبٌ |
شِيدتْ كأنَّ عُلاها الـسّامقُ الهَرَمُ |
حُفَّـتْ بهمْ كقـلاعٍ عـزَّ طالبُـهَا |
وفي دهَـاليزِهَــا خِـبٌّ وَمُتَّـهَمُ |
ياكرْخَ بغدادَ لا نابتْك نائبـــــةٌ |
ولا تردَّيْتَ مهما اهتـاجتِ الإِزَمُ |
فمِنْ رُبَـاكَ خيـولُ النـصرِ قادمــةٌ |
تدوسُ مَنْ عفَّرَتْ أرجـاءَك القَدَمُ |
ومِنْ شـآمِ الأماني خيلُنا هَـدَرَتْ |
وَلنْ تَصُدَّ مُنى أحلامِـنا الُّلجُمُ |
|
د . نبيل قصاب باشي |
دبي في 24/2 1/2008 |
|