بسم الله الرحمن الرحيم.

ايها السادة ، ايتها السيدات .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

قام كوبيون بتعليق نماذج كبيرة من صور تعذيب اسرى العراق في سجن " ابي غريب "، بجانب الصليب الهتلري المعقوف ، قبالة المبنى الذي يضم رعاية مصالح الولايات المتحدة الامريكية ، في العاصمة الكوبية هافانا . في اشارة لا تعني الاّ شيئًا واحدًا و حقيقة وحيدة ، و هي ان الهمجية واحدة سواء ارتكبها ادولف هتلر في حق خصومه ، او ارتكبها الصهاينة في حق الفلسطينيين ، أو الامريكيون في حق سكان هيروشيما و ناغازاكيأو في الفيتنام أو في سجن " ابي غريب " و في حق العراقيين جميعًا ... إن القاتل مجرم بالضرورة سواء كان ألمانيًّا منتسبًا للجيوش الهتلرية ، أو يهوديًّا منخرطًا في صفوف عصابات الصهاينة ، او أمريكيًّا مجندًا في القوات الغازية للخليج و المحتلة للعراق ، و الضحية ضحية بغض النظر عن جنسيتها او لونها أو معتقدها الديني . هذه الحقيقة التي ينبغي ان تهضمها الادارة الامريكية التي اعمى وميض قوتها الغاشمة بصرها و بصيرتها ، لدرجة اصبحت ترى في وجود سبعين سجينًا في السجون الكوبية جريمة ضد الانسانية ، و استعبادها للالاف بمعتقالات " غوانتنامو " و اسرها لكل شعب العراق عملاً تحرريًّا و انسانيًّا ، حتى و لو رافق عملها هذا جرائم لم يرتكبها غلاة النازية .

لا شك ان هذا الملف غريب غرابة متناقضات عصرنا ، و لكن الاغرب منه أن يضع ابناء جزيرة الحرية " كوبا " ، وهي البلد البعيد عنّا بألاف الكيلومترات و المختلف عنّا في كل شيء ، مأساة العراقيين ضمن دائرة احتفالاتهم بعيد ميلاد المسيح ـ على رسولنا و عليه افضل الصلاة و السلام ـ و يغض اخوان العراقيين في الدم و العقيدة و الحضارة و الجغرافيا و المصير المشترك ، من عرب هذه الايام و مسلميها ، البصر عما يجري في بلاد الرافدين من جرائم و انتهاك قيم الانسانية ، بل على العكس من هذا لا يجد " كبارنا " حرجًا في تبرير الهمجية الامريكية . و ها هو الرئيس المصري ، الذي يفترض أن يكون أول المدافعين عن حق العراقيين و العرب عمومًا في الحرية و مقاومة مغتصبي إرادتهم ، بحكم انه يحكم مصر و ليس لسبب آخر ـ ها هو ـ يحذر من مخاطر زوال الاحتلال من العراق ، " لأن ذلك سيتسبب في حرب أهلية " حسب رأيه . و كأن العراق كان في حالة تناحر قبل الاحتلال !....

آااااه !... لو لم يكن الحكام العرب شيئًا ، و مواطنيهم شيئًا آخر ، لقلت : أن العرب لا يستحقون الحياة .