أحدث المشاركات

قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» فصلُ الخِطاب» بقلم عبد الحليم منصور الفقيه » آخر مشاركة: عبد الحليم منصور الفقيه »»»»» اللحاق بالشمس قبل الندم» بقلم حسين إبراهيم الشافعي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» دَوَائِي دَائِي» بقلم علي عبدالله الحازمي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» وحدوا الصف» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال أمطار غريبة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» الغرق فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» قلقلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»»

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: جيلُ الركاكة

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 12
    المواضيع : 6
    الردود : 12
    المعدل اليومي : 0.00

    Post جيلُ الركاكة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    تتكونُ لغةُ الإنسان من محاكاته للغة قومِه، وكلما كثرت المسميات وتنوعتْ التعبيرات؛ كان ذلك أدعى لبراعتِه في تلك اللغة، وإذا سلِم من الدخيلِ الصارفِ عن إتقان البناء كان ذلك أبرأ للسانه من التخليط والركاكة.

    وإني أجدُ –كما يجد غيري- في لغةِ آبائنا وأجدادنا والجيل الذي سبقنا بنصف قرن –تقريبا-، أو في لغة البدو، أو الفلاحين، من قوة التعبير وبلاغة الأسلوب ما لا أجده في لغة جيلنا الحاضر.
    ولستُ فقيها في اللغات، فأجزم على ما سأذكره من أسباب لذلك؛ ولا بأس أن أُطلِع صحبي على بعض ما مرّ بي من أمر ذلك. فالركاكة سمة غالبة علينا معشر هذا الجيل. وهي عيبٌ بلا شك، وغفلة المرءِ عن عيبِ نفسِه مما يشينه ويزري بنفسه.

    إنّ من أهم أسباب تلك الركاكة: عزلةُ الشابِ عن مجالس الكبار، أو قلة الاختلاط بأهل التجارب. تأمل معي المثال الآتي –وهو حوار بلهجة أهل القصيم الدارجة-:
    سأل أب ابنه «ما تم الأمر الفلاني؟»
    فأجاب الابن –وهو يريد إثبات النفي-: «إيه»
    ففهم الأبُ مرادَ ابنِه، وعاتبه على خطأه وقال: «قل: (لا)».

    الشرح: يكون جوابُ ذلك السؤالِ في لهجة أهل القصيم هكذا:
    - (لا) إن أردتَ النفي.
    - و(إلا) إن أردتَ نفيَّ النفي، وهي بمعنى (بلى) في الفصحى.
    - وليس للفظ (إيه= ايوة) موضِعٌ هنا، ولا يستخدمها إلا «جيلُ الركاكة».


    اعلم أن ذلك الابن شابٌّ بالغ، ومع ذلك فلم تكن السنوات التي تجاوزت عقدا ونصف العقد كافيةً لتمكن لسانه من لغة قومِه، ولعلّ عزلتَه عن مجالسِ الكبار وأرباب العقول هي من أبرز أسباب تأخره عن إتقان الكلام.

    ثم إن لمخالطة أهل الركاكة –وخاصة إن كان ذلك قبل التمكن من حسن التعبير- أثرٌ بيّن في انحرافِ اللسان.
    ومعلوم ما في كلام السوقة من قبيح اللفظ، وساقط المعنى؛ ولا يكاد يسلم المخالِطُ لهم من دخول الفساد على تفكيره وتعبيره.

    قال الجاحظ: «ولو جالستَ الجُهّالَ والنوكى، والسخفاء والحمقى، شهراً فقط، لم تَنْقَ من أضارِ كلامهم، وخبال معانيهم، بمجالسة أهل البيان والعقل دهراً؛ لأنَّ الفساد أسرعُ إلى الناس، وأشدّ التحاماً بالطبائع» اهـ. [الجاحظ: البيان والتبيين: 1/ 86].

    فإن اعتاد الناشئ على مجالس أهل العقل والتجربة؛ كان ذلك أدعى إلى رسوخه في حسن المنطق ومعرفة مواضع الأقوال من الأحوال.

    ولكل صنفٍ من الناس لسان يختلفُ –عند التدقيق- عن غيره من الألسنة. قال الدكتور علي عبد الواحد وافي: «ويزداد في العادة انحراف اللهجة الاجتماعية عن أخواتها كلما كثرت الفوارق بين الطبقة الناطقة بها وبقية الطبقات، أو كانت حياة أهلها قائمة على مبدأ العزلة عن المجتمع أو على أساس نظمه وقوانينه. ولذلك كانت في فرنسا لهجات الطبقات الدنيا من العمال، واللهجات السرية لجماعات المتصوفين والرهبان، ولهجات المجرمين واللصوص ومن إليهم، من أكثر اللهجات انحرافا عن الأصل الذي انشعبت منه، وبعداً عن المستوى العام لبقية اللهجات الاجتماعية الفرنسية» اهـ. [د. وافي: اللغة والمجتمع: 180].

    ولا أستبعد أن ألحظ ما ذكره الدكتور وافي حين أنظرُ في لغة شباب «السوني» أو «الأفلام الأجنبية»!.
    وليس هذا ما أريد البحث فيه؛ بل أحاول –هنا- أن أفهمَ أسباب قصور لسان جيلنا –معشر الشباب- عن جيل آبائنا أو أقراننا من أهل الأرياف وبعض الحِرَف.

    فتعبيراتنا قاصرة سواء كانت بلهجتنا القومية، أم باللغة الأم (الفصحى)!

    ففي البرامج التي تجرى فيها مقابلات مع المصطافيين في بعض مدن المملكة، نجد المذيعَ يسأل: «ما شعورك ...؟» فيكون الجواب: «كشعور أي مواطن» وهذه عبارة مستهلكة؛ بل هي تحصيل حاصل!
    ثم يلقي المذيعُ سؤالاً آخر فتلبس كل كلمةٍ من كلمات المجيب كلمةَ «يعني»! «يعني... يعني...».

    إنني أؤمن أنَّ لغتنا المعاصرة تأخذ حقها –الآن- من التطور اللغوي الذي لا يمكن أن تسلمَ منه؛ إلا أنّ ما أبثه من شكوى أرمي به إلى حال التعليم والتربية والإعلام؛ فكل مسؤول عن التعليم والتربية والإعلام مسؤول عن لغتنا، فعلى المعلم أن يَسلك بتلاميذه الطريق القويم في تدريس لغة القرآن، فهي خير بديل لتلك اللهجات المضطربة، وعلى المربي أن يملأَ آذان من يربيه برائع الكلام، وحكيم المنطق (ولستُ أعني علم المنطق)، وعلى الإعلامي أن يحترمَ مشاعر المسلمين!.

    أرجو من الإخوة القرّاء أن يساهموا في تحليل تلك الظاهرة، وبيان أسبابها، وطرق علاجها.

    وللحديث صلة.


  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 12
    المواضيع : 6
    الردود : 12
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    (( 2 ))


    قال الأصمعي: رأيتُ أعرابيّاً ومعه بُنيّ له صغير مُمسِك بفم قِرْبة، وقد خاف أن تغلبه القِرْبَةُ، فصاح: يـا أبتِ، أدْرِك فاها غلَبَني فوها لا طاقة لي بفيها. [العقد الفريد: 3/ 477].

    لاحِظ –أخي الكريم- كيف فرّق هذا الطفلُ بين تلك المتشابهات من لغته القومية، ومثل هذا يتطلب إلى حسن نشأة، وصفاء بيئة.

    ولقد اتسعت الفجوة بين بني جيلنا، وبين هذين المطلبين.

    ولحسن النشأة الاجتماعية أثر بالغ في الحصيلة اللغوية، أيا كانت هذه اللغة؛ فأنا أتحدث عن اللغة بوصفها أداة تعبير وخطاب وتواصل اجتماعي، ولستُ أتحدث عن ابتعادنا أو انسلاخنا عن اللغة العربية الفصحى، فلذلك الابتعاد أو الانسلاخ موضع آخر من الحديث.

    فردم الفجوة بين الوالد وولده، وبين أفراد الأسرة وبعضهم، وبين الأقرباء والجيران طريقٌ إلى قوة نمو الإنسان السوي في التعامل الاجتماعي والاتصال اللغوي.
    «فكلما زادت وتوثقت وتنوعت وتعددت علاقاته الاجتماعية كانت مساحة اللغة التي يكتسبها أوسع وأكبر. بينما تضيق هذه المساحة كلما مال إلى العزلة أو قل نشاطه الاجتماعي، حيث تصبح العناصر اللغوية التي اختزنتها ذاكرته خلال مراحل نموه أقل تداولا واستعمالا، مما يجعلها أو يجعل طائفة منها تترسب في قاع الذاكرة وتتراجع تدريجيا حتى تضمر وتنسى أو تكون فاعليتها ضئيلة أو قاصرة أو متعثرة» [د. أحمد المعتوق: الحصيلة اللغوية: ط: عالم المعرفة: 84].

    وإذا ضعفت الصِلات الاجتماعية أدى ذلك إلى ضعف اللسان عن بعض الألفاظ والتعبيرات، بحيث لا يحتمل اللسان «الكلمات التي تتألف من أحرف كثيرة، أو تكون مركبة تركيباً غير مستخَف، فيحصِّل الذهن من الكلمة صورةً مجملة تتركب من أخف أحرفها، ثم تصاغ على طريقتي القلب والإبدال بحيث تخرج كأنها وضع جديد، وأكثر ما تصيب أمثلةَ ذلك في لغات الأطفال وألفاف العوام الذين لا مِرَان لهم على تصريف الكلام والتقلب في فنونه» [الأديب البارع: مصطفى صادق الرافعي: تاريخ آداب العرب: 1/ 264].


    وكيف للناشئ أن تقوى صلاتُه وتشتد ملَكاتُه إذا كان ممن ربى في أحضان الإعلام الفاسد، وبين ربائب ذلك الإعلام؟!.

    وللحديث صلة إن شاء الله تعالى.



  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 12
    المواضيع : 6
    الردود : 12
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    (( 3 ))


    قال الأخ: «العريف» -من منتديات بريدة1-:
    «يؤسفني عندما أقابل صاحبي الذي قارب العقد الثالث من عمره وأب لابنين.. وحديثه حديث الصغار المراهقين..!
    اهتماماته .. وطموحاته لا تتعدى أرنبة أنفه.. يجهل الكثير من ( علوم الرجال ) !!
    وعندما يجلس في مجالس الكبار.. يصمت لإنه حديث فوق قامته!!
    عندما سبرت أغواره وكيف كان مع والده.. وجدت ذاك الوالد المتسلط الذي جنى على ابنه أيّما جناية .. جناية لا يمكن للدهر أن يطمسها .. لقد كتب على ابنه أن يبقى صغيراً طوال عمره.. صغيراً في اهتماماته.. صغيراً في ألفاظه.. صغيراً في ثقافته وعقله..
    كان الأب يطرد هذا الابن من مجلسه عندما كان صغيراً ويؤنبه ويقسو عليه بمجرد أن يفكر في أن يحضر أحد تلك المجالس!»اهـ.

    وتصوّر هذه الحكاية صورةً من صور «جيل الركاكة»، فليست «الركاكة» قضيّةَ لغةٍ فحسب؛ بل هي مشكلةٌ اجتماعيّة ظهرت آثارها على كثير من أبناء هذا الجيل.

    وقد ذكرتُ في طليعة هذا البحث أنّ عزلةَ الشابِ عن مجالس الكبار، أو قلة الاختلاط بأهل التجارب: من أهم أسباب تلك الركاكة.

    واللغةُ ملَكَة، لا تنمو بغير (اجتماع)، قال العلامة ابنُ خلدون: «اعلم أنّ اللغاتِ كلُّها مَلَكَاتٌ شبيهةٌ بالصناعة، إذ هي ملَكاتٌ في اللسان للعبارة عن المعاني، وجودَتُها وقصورُها بحسَبِ تمامِ المَلَكةِ أو نقصانِها. وليس ذلك بالنظر إلى المفردات، وإنما هو بالنظر إلى التراكيب، فإذا حصَلت الملَكةُ التّامة في تركيب الألفاظ المفردة للتعبير بها عن المعاني المقصودة ومراعاة التأليف الذي يطبّق الكلامَ على مقتضى الحال بَلَغَ المتكلّمُ حينئذٍ الغايةَ من إفادةِ مقصوده للسامع، وهذا هو معنى البلاغة».

    قال ناصر الكاتب: وليست الملكة مختصة باللغة؛ فإنّ الناشئ يكتسبُ من مجتمعه الكثير من الملكات، فكلما حسُنت نشأتُه ارتقت ملكاتُه.
    ويتمُّ العلامة ابن خلدون حديثه السابق فيقول: «والملَكاتُ لا تحصُلُ إلا بتكرار الأفعال لأن الفعلَ يقع أوّلاً وتعودُ منه للذّاتِ صفةٌ، ثم تتكرّرُ فتكونُ حالاً، ومعنى الحال أنها صفةٌ غيرُ راسخة؛ ثم يزيد التّكرار فتكونُ ملكةً أي صفةً راسخة» [مقدمة ابن خلدون: الفصل السادس والأربعون].



  4. #4
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي الفاضل

    بارك الله فيك و في طرحك هذا ، و إني لسعيدة غاية السعادة إذ أرى من يهتم باللغة و بأهلها الاهتمام الذي أعطيت .

    و الحق أن ما تطرح كثير و لا يسعني الآن الرد عليه لضيق و قتي ، و لكني حتما سأعود له بإذن الله .

    و لكني سأرد على عنوان المقال " جيل الركاكة " و لعلي أكون ممن ينظر إلى نصف الكأس المملوء ، فأرى غير ما ترى في الجيل الجديد حولي ، و بالتحديد أقصد من هم دون الخامسة عشرة ، فالحق أني أراهم أكثر فهما لألفاظ العربية ، و أعمق استيعابا لمعانيها ، و لربما كانت كثرة المنشورات القصصية و غيرها مما يهتم بالطفولة سببا وجيها لذلك ، و لا أنكر بعض الإعلام الموجه للأطفال في المساعدة على ذلك .

    ما أقوله عن فهم و إدراك أطفالنا لهو نتاج واقع أعيشه و أراه .

    لنا عودة بإذن الله .

  5. #5
    الصورة الرمزية بندر الصاعدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : المدينة المنورة
    العمر : 43
    المشاركات : 2,930
    المواضيع : 129
    الردود : 2930
    المعدل اليومي : 0.37

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ربما هي الفصحى لغة الأدباء والشعراء أضحت لكنه مشكلة
    لعلي في المرة القاديم أأتي بما أضيفه
    لك التحية أخي الحبيب ناصر

  6. #6
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    مرحبا بك أخي

    ذكرني الأستاذ بندر بما نسيت ، كنت قد وعدت بالعودة، وعودتي هذه المرة مقالة هنا في الواحة نسيت ماذا تكون ، و لكن أعجبني فيها بعض تفسير لضعف العربية على لسان أصحابها ناهيك عن ضعفها كلغة حية بين اللسن .

    مجمل هذه تتحدث عن أن الضعف هو نتاج ضعف أهلها ، فما من لغة قوية إلا و كان أهلوها كذلك ، و بمقارنة بسيطة؛ انظر لحال اللغة الانجليزية أو حتى اللكنة الأمريكية و إن كانت لكنة الشوارع ...

    ربما أجد بعد حين ما أضيفه هنا .

    تحية لك و لأستاذنا .

  7. #7

المواضيع المتشابهه

  1. من جيل التحرير إلى جيل البناء والتعمير
    بواسطة ساعد بولعواد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 15-07-2017, 12:20 AM