أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: النصل والمقبض .. قصة الخنجر المسموم

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي النصل والمقبض .. قصة الخنجر المسموم

    الجزء الأول

    ما أشد الحرب المسومة .. على الدين الاسلامى ..
    ما أشدها تلك الأزمات التى واجهها فى مختلف العصور ..
    منذ بداية الفتنة الكبري .. وحتى أزمات عالمنا المعاصر .. مرورا بالفرق الهدامة كالرافضة والشيعة وغيرها ..
    ولولا أن الله تعالى أكبر من كيد المعتدين ..
    لولا أنه سبحانه وتعالى متم نوره ولو كره الكافرون ..
    ولولا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
    ولولا بقية الخير .. وأنبياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. علماؤها الأجلاء
    لولا هذا كله ..
    ما صمدت وتصمد الدعوة الاسلامية فى مواجهة جند الباطل

    وتحفل كتب التاريخ الاسلامى بقصص الفرق الهدامة التى اتخذت الدين الاسلامى هدفا لسمومها .. اما بجهل واما بغرض ..
    ويطالعنا " الشهرستانى " المفكر الاسلامى الكبير بالعديد من هذه القصص فى كتابه الرائع " الملل والنحل " .. والتى تمثل مرجعا لشتى الملل والنحل الزائغة التى ضلت وأضلت ..

    وبعصرنا الحالى ..
    فى تارخنا المعاصر .. اتخذ جنود الباطل أسليبا جديدة .. وغرروا بالعديد من شباب الاسلام مستغلين جهلهم الفاضح بأمور وسماحة الدين الاسلامى .. لينضموا اليهم عن جهالة ويتحولوا الى الزيغ وهم لا يدرون ..
    ولا يخفى الدور البارز للغرب فى تشجيع هذه الفرق .. أحفاد الروافض القدامى .. وللأسف كان من هؤلاء بعض أهل الفكر والأدب المسلمين الذين باعوا دينهم وخسروا دنياهم .. وساعدتهم مواهبهم على اسباغ الجدية على المذاهب الرخيصة التى يدعون اليها مستترة بثوب الاصلاح .. وصارت دعواتهم حق يراد به باطل ..
    ونحن لا نلقى الاتهامات جزافا ,..
    فمن تعليق كبار ساسة الغرب ومفكريهم نتبين النية المبيتة لضرب الاسلام فى أهله ..
    وهى تعليقات صريحة وواضحة .. ولا تحتاج الى تخمين ..
    ألم يقف الرئيس الأمريكى الأسبق " رونالد ريجان " بعد انهيار الكتلة الشرقية فى نهاية الثمانينيات معلقا على هذا الانهيار بأن الغرب أزاح كابوس الشيوعية .. ولم يبق لهم من عدو الا الاسلام
    ألم يعلن الزعيم السوفيتى الأشهر " جوزيف فيسرافيتش " المعروف باسم ستالين منكرا الأديان وبخاصة الاسلام .. قائلا كلمته المشهورة " الدين أفيون الشعوب ..
    ألم تتوالى المطالبات والضغوط الوقحة على البلاد العربية والاسلامية التى تفرد فى نظم تعليمها .. نظاما للتعليم الاسلامى الخالص .. وذلك حتى تلغى هذه الدول أنظمة التعليم الدينى وذلك بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى ..
    وللأسف فقد استجابت بعض الأنظمة السياسية العربية لهذه الدعوات وألغت التعليم الدينى ..
    ولولا تصدى السعودية ومصر لهذه الدعوة باعتبارهما أبرز الدول التى تفرز الفقهاء لكانت الكارثة حلت بكل الدول الاسلامية وتخلوا عن نظم التعليم الدينى ..
    ألم يستغل الغرب كل حادثة .. وكل شاردة وواردة لالصاق تهمة الارهاب بالمسلمين .. حتى ولو كان الجناة غربيون ..
    ولا ننسي حادث تفجير مبنى " أوكلاهوما " بالولايات المتحدة الأمريكية فى منتصف التسعينيات .. حيث سارع المسؤلون بالصاق التهمة جزافيا بالمسلمين .. ثم تمر السنوات .. وتبرز الحقيقة .. وتكشف التحقيقات أن الفاعل الآثم جندى أمريكى مارق .. تم اعدامه بالكرسي الكهربائي منذ أربعة أعوام
    ألم يعانى المسلمون منذ أحداث الحادى عشر من سبتمر ..
    باعتبارهم مرتكبوها ..
    والله انى لأخشي أن يخرج الغرب بتحميل مسؤلية أعاصير " تسونامى " و "كاترينا" للمسلمين .. طالما أنها أصبحت دعوة مفتوحة للنيل من الاسلام ..,

    بعد هذه المقدمة المريرة سأحاول التعريف بالفرق الجديدة .. النصل والمقبض .. اللذان اجتمعا على هدف واحد .. النيل من الاسلام ..
    أما النصل ..
    فهم دعاة الدنيا من العلمانيين ورجال الشيوعية التى انهارت وكان يظنها أصحابها أنها البديل الحقيقى للنظام الاسلامى
    والمقبض ..
    فهم دعاة الآخرة أومن يسمون أنفسهم بذلك زورا وبهتانا .. ويتحدثون باسم الدين وهم أبعد ما يكونون عن ادراك رسالته وفلسفته الربانية ..
    هذا هو الخنجر الذى تلاقت أهداف صانعيه على ضرب الاسلام بكل قيمه الانسانية الربانية الفريدة
    وهم على التفصيل الآتى
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

    أولا ..
    النصل " العلمانيون والشيوعيون "

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    العلمانية هى النظام الذى يعتمد على حصر الدين فى دور العبادة .. وانكار القدرة الالهية والعياذ بالله على تنظيم حياة البشر سياسيا واقتصاديا ..
    باختصار .. يرون أن الدين يقتصر على العبادة وفقط دون التطبيق العملى على الحياة اليومية .. باعتبار أن الانسان بالعلم والقدرة أدرى بتنظيم شؤونه من خالقه !!!!!!!!
    أو كما يقولون وينكرون أن الاسلام دين ودولة ..
    واعتمدوا فى هذا على اغراء دعوتهم الفاسدة بالانحلال الكامل من الالتزام الدينى .. بالدعوة الى تحرير الشهوات .. ويسمونها " حضارة " !!!!!!!!!
    وبدأت كارثة العلمانية فى الدول الاسلامية .. بالثورة التى قادها " مصطفى كمال أتاتورك " على أنقاض الدولة العثمانية فى اثر هزيمتها فى الحرب العالمية الثانية .. فهدم المساجد .. وأعلن تركيا كدولة علمانية صرفة ..
    ثم تتابعت السنوات وخرج علينا أعوان ابليس الجدد .. مقدمين أنفسهم تحت راية الفكر .. فظهر فى مصر على سبيل المثال .. فرج فودة , محمد خلف الله , نصر حامد أبوزيد , سلمان رشدى وغيرهم ..
    وتصدى لهم علماء الاسلام .. الامام محمد متولى الشعراوى , الامام محمد الغزالى , المستشار مأمون الهضيبى , المفكر الاسلامى الكتور محمد عمارة , المفكر الاسلامى خالد محمد خالد ..
    وقامت هذه النخبة الطيبة بتمزيق ادعاءات هذه الفئة الضالة تمزيقا ..
    وشرحوا لهم كيف أن الدين الاسلامى والقرءان الكريم ليس من صنع أفكار البشر حتى يموت بفعل الزمن .. وكيف أنه ليس من أفكار الرسول صلى الله عليه وسلم .. فما كان لينطق عن الهوى .. حتى يقارنوه بهذه السذاجة بمفكرى الغرب ..
    شرحوا لهم كيف أن الاسلام دين ودولة وشرائعة متطورة بطبعتها .. ولم يقف الاسلام عند تنظيم ما استجد من حياة البشر .. لأن الرسول صلى الله وسلم بشرنا ببعث عالم على رأس كل مائة عام يجدد للأمة دينها الحنيف ..
    وأحيل القراء الى المناظرة المنشورة والتى جرت وقائعها فى معرض الكتاب بالقاهرة فى يناير 1990
    وقد تم نشرها بعد أن حضرها الآلاف وشهدوا اندحار دعاوي فرج فودة ومحمد خلف الله على يد الامام الغزالى والمستشار الهضيبى والدكتور محمد عمارة
    أما الشيوعية .. فلا تختلف كثيرا فى فساد الرأى .. ان لم تزد .. اذ أن دستور الشيوعية الأكبر والذى أفرزه المفكران " كارل ماركس " و" أنجلز " فى بداية القرن الماضى يقرر " لا اله .. والحياة مادة " !!!
    كارثة ورب الكعبة ..
    كارثة أن يعصي الله فى أرضه بهذا الفجور ..
    ومهدت أفكار ماركس وأنجلز الى قيام الثورة البيلشفية أثناء الحرب العالمية الأولى على يد " فلاديمير أوليانوف " الشهير باسم " لينين " ورفيقه " جوزيف فيسرافيتش " الشهير "بستالين" ..
    وفشلت محاولات المخابرات الانجليزية فى منع الثورة .. ووصل الثوار الى رأس الحكم فى روسيا بمعاونة المخابرات الألمانية فى عملية عرفت باسم " عملية القطار الحديدى "..
    وأسقط البلاشفة الحكومة وأعدموا القيصر وسائر أفراد أسرته مما استحقت معه هذه الثورة تسميتها باسم الثورة الحمراء ..
    وبدأ الكابوس الشيوعى فى الظهور ..
    ومنذ بدايته ..
    اتخذ الاسلام عدوا له .. بأكثر من عداوته للرأسمالية غريمه التاريخى ..
    وقامت دعوتهم الخيالية الفاسدة على فكرة ملكية الدولة لوسائل الانتاج .. وتحريم النشاط الاقتصادى الفردى .. الذى أقره الاسلام بضوابط جبارة تقتطع حق المجتمع فى فلسفة ربانية سليمة ..
    وتسببت هذه الدعاوى فى قتل الطموح .. فالنظام الشيوعى يطالب أفراده بالحد الأقصي من الجهد .. فى نظير الحد الأدنى من الحقوق .. وهى الفلسفة المريضة التى لهث خلفها بعض المفكرين العرب فى خمسينيات القرن الماضى .. بعد أن استبدلو الحج للكعبة بالحج الى الكريملين ..
    وسقطت الشيوعية سقوطا ذريعا بعد أن أهلكت كل من اعتنقها ..
    فان لم تقتله جسدا .. قتلته فكرا وأعصابا ..
    ويمكنكم مطالعة المزيد من تفنيد الدعاوى الشيوعية فى كتابات علماء الاسلام ومفكريه العباقرة الذين تصدوا لهم فأفحموهم ..
    ومنهم الامام متولى الشعراوي الذى أبطل الدعوة الى الشيوعية والرأسمالية داعيا الى التأمل فى الفلسفة الاسلامية فى الاقتصاد السليم حتى أعتبره الشيوعيون أعدى أعدائهم .. وعده الرأسماليون بوقا لهزيمتهم المحققة حتى هتفوا " أسكتوا هذا الرجل " فى اعتراف صريح بعجزهم أمام منطقه السليم وشعبيته الخارقة فى الدول الاسلامية .. رحمه الله رحمة واسعة
    وكذلك الدكتور مصطفى محمود .. والذى فند أفكار الشيوعية المريضة فى العديد من كتاباته ومنها " لماذا رفضت الماركسية " و " الماركسية والاسلام " و " سقوط اليسار " و غيرها
    ولا ننسي المفكر الاسلامى العملاق " عباس محمود العقاد "
    هذه العقلية الفريدة شكلا وموضوعا .. والذى ألف مراجعا تعد من نوابغ الفكر الاسلامى والعربي ومنها مؤلفه النادر " لا شيوعية ولا استعمار " وغيرها ..
    خلاصة القول هنا ..
    أن الغرب لا يعاب عليه حربه ضد الاسلام ..
    فهذا حالهم دوما ..
    لكن من يعاب عليهم حقا ..
    هؤلاء المحسوبون علينا ..
    من رجال الفكر العلمانى والماركسي الفاسد ..
    ولو أنهم حقا كانوا صادقين مع أنفسهم .. لوجدت أنهم لا يؤمنون بما يدعوننا اليه ..
    وهذا بيت القصيد ..
    اذ أن هذا يعنى التبييت المسبق لسوء النية
    وأخيرا وليس آخرا هذا يا أصدقائي هو الجزء الأول من موضوعنا معا ..
    قصة النصل ..


    وللحديث بقية .. وللفكر بقاء .. ان شاء الله ..
    لنتعرف على الجانب الآخر من الخنجر .. المقبض ..
    فان كان لى بقية عمر .. ان شاء الله .. سأواصله قريبا
    _

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورا القحطاني


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    محمد جاد... بارك الله فيك
    لم أقرأ إلا مقطع من الجزء الأول
    لو أنك قسمته إلى جزئين لكان أفضل لنا
    في تتابع وفي نفس هذا الموضوع

    دمت بخير

    *
    *
    *
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحية واحـة
    نـورا

    الأخت الفاضلة ..
    شكرا لمرورك ..
    والواقع لم أفهم ما تعنيه عنقراءة مقطع من الجزء الأول
    الدراسة فى جزءين ..
    جزء للمقبض ووالمقصود به العلمانيون والشيوعيون مع دراسة دورهم
    وهو الجزء المنشور فعليا ..
    وعليه فما نشر ليس مقطعا بل جزء كامل وان قل وقد آثرت هذا التقسيم واختصرت الجزء الأول لأن الجزء الثانى أتناول فيه الجانب الأكثر خطورة وهو على وشك الانتهاء والاعداد والتنقيح
    وموعدنا غدا ان شاء الله

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 527
    المواضيع : 25
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم محمد جاد
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا لقدأوفيت مع إيجاز وعشنا لحظات رائعة مع موضوعك القيم والمفيد , هؤلاءهم العلمانيون وفيهم بنو جلدتنا وإخوان كانوا لنا انشقوا عن الصف وادعوا الحضارة وهم أشد من أهل الجاهلية جهلا وكذلك الشيوعيون الذين حاربوا الإسلام وباقي الأديان السماوية ولقد مر علينا من قصصهم الكثير وروج لها مناصروهم ولحق بركبهم الكثيرون مسلمون وعرب وغربيون وشرقيون إلا من سلمهم الله فتمسكوا بحبل الله بقوة فسلمهم الله من كل دسيسة وتابعوا مناضلين منافحين عن الإسلام وأهله حتى مزق الله مركب الشيوعيون شر ممزق وشتت شملهم وفرق جمعهم , وبقي الإسلام برحمة الله وحفظه قائما على التوحيد وعبادة الله الواحد القهار وعلى دين الله و شرعه وسنة رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام , ونذكر العلماء الأفاضل الذين جابهوا الباطل وانتصروا عليه بالخير والدعاء لهم بالرحمة ومن بقي منهم نسأل الله أن يقويهم على الأعداء ويمحق بهم الباطل ويسدد خطواتهم على طريق الحق فهل ننسى من مات منهم كالشعراوي والعقاد والغزالي و. .وو ..... و رحمهم الله وقد تربينا على فكرهم النير وكتبهم القيمة وحلقاتهم الرائعة .
    ونحن لا زلنا نذكر إرشادهم وعلمهم وما تعلمناه منهم وبرامج البعض التلفازية مسجلة لدينا وكتبهم القيمة أصبحت من المراجع المهمة لكثير من المسلمين في كل بقاع الأرض.
    والعلمانيون الآن هم في طور النزاع الأخير وبعد حين سيغوص مركبهم في عمق البحر المحيط ووسنرفع رايات الإسلام عاليا لتخفق فوق كل المنابر في العالم أجمع
    ويسود الحق ويمحق الباطل .
    وإنما النصر صبر ساعه والحق لا يعلى عليه سنتابع بشغف قصة الخنجر المسموم فهذا النصل وذاك المقبض .
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .
    ونلتقي على طاعة الله ورضاه
    أختكم في الله خوله
    إبنة الوطن الجريح .

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خوله بدر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم محمد جاد
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا لقدأوفيت مع إيجاز وعشنا لحظات رائعة مع موضوعك القيم والمفيد , هؤلاءهم العلمانيون وفيهم بنو جلدتنا وإخوان كانوا لنا انشقوا عن الصف وادعوا الحضارة وهم أشد من أهل الجاهلية جهلا وكذلك الشيوعيون الذين حاربوا الإسلام وباقي الأديان السماوية ولقد مر علينا من قصصهم الكثير وروج لها مناصروهم ولحق بركبهم الكثيرون مسلمون وعرب وغربيون وشرقيون إلا من سلمهم الله فتمسكوا بحبل الله بقوة فسلمهم الله من كل دسيسة وتابعوا مناضلين منافحين عن الإسلام وأهله حتى مزق الله مركب الشيوعيون شر ممزق وشتت شملهم وفرق جمعهم , وبقي الإسلام برحمة الله وحفظه قائما على التوحيد وعبادة الله الواحد القهار وعلى دين الله و شرعه وسنة رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام , ونذكر العلماء الأفاضل الذين جابهوا الباطل وانتصروا عليه بالخير والدعاء لهم بالرحمة ومن بقي منهم نسأل الله أن يقويهم على الأعداء ويمحق بهم الباطل ويسدد خطواتهم على طريق الحق فهل ننسى من مات منهم كالشعراوي والعقاد والغزالي و. .وو ..... و رحمهم الله وقد تربينا على فكرهم النير وكتبهم القيمة وحلقاتهم الرائعة .
    ونحن لا زلنا نذكر إرشادهم وعلمهم وما تعلمناه منهم وبرامج البعض التلفازية مسجلة لدينا وكتبهم القيمة أصبحت من المراجع المهمة لكثير من المسلمين في كل بقاع الأرض.
    والعلمانيون الآن هم في طور النزاع الأخير وبعد حين سيغوص مركبهم في عمق البحر المحيط ووسنرفع رايات الإسلام عاليا لتخفق فوق كل المنابر في العالم أجمع
    ويسود الحق ويمحق الباطل .
    وإنما النصر صبر ساعه والحق لا يعلى عليه سنتابع بشغف قصة الخنجر المسموم فهذا النصل وذاك المقبض .
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .
    ونلتقي على طاعة الله ورضاه
    أختكم في الله خوله
    إبنة الوطن الجريح .
    مرور ثري بحق يا أختاه ..
    لا عدمناك وحماسك اللاهب أبدا ان شاء الله
    شيئ مشجع بالفعل والله على الاستمرار ..

    أختى العزيزة خولة ,,
    بارك الله فيك ..

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    وهذا هو الجزء الثانى من الموضوع

    ثانيا .. المقبض " الجماعات الارهابية المسلحة "
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

    وهذا هو الجزء الثانى من موضوع النصل والمقبض .,.
    حيث تناولت النصل فى الجزء الأول .. وحان الوقت للحديث عن المقبض
    ولا أنكر أن هذا الجزء شديد الحساسية عن الجزء الأول ..
    وداعى الحساسية يرجع الى أن الجزء الأول كان خاصا بالحديث عن العلمانية والشيوعية وأثرهما فى الحرب الحديثة ضد الاسلام
    وهذه الآثار من الوضوح بحيث أنها لا تجلب سوء فهم كبير اذ أن هذه المذاهب حاربت المفهوم الاسلامى كما سبق القول فى شتى مجالات الحياه ..
    أما " الجماعات الارهابية المسلحة " .. وهى الأشد خطرا من سابقتها على الاسلام وصحيح دعوته
    فلم تحارب الاسلام صراحة بل تلونت بلونه وتزيت بزيه .. وجعلت نفسها متحدثة رسمية باسمه .. واتخذت أسمى فضائله .. الجهاد .. كمنهاج وستار لأعمالهم الموية التى تبرأ منها الاسلام ومن أغراضهم جميعا ..
    اذا نحن بصدد من رفعوا شعار التوحيد .. وهو الشعار الذى جلب لهم العشرات من الضحايا ممن لا قدرة ولا علم لهم على مواجهة أفكارهم المسمومة .. فسعوا فى ركابهم وهم يظنون أنهم الى الجهاد راحلون .. أوهموهم أنهم فى الطريق الى هجرة جديدة لله ورسوله ..
    ولكى لا يبدو الحديث غامضا ..
    وداعيا الى سوء الظن والفهم ..
    فأنا أعنى الجماعات الارهابية المسلحة والتى قادت لواء الفتنة للوصول الى أغراضهم فى شهوات الحكم مستغلين فى ذلك انهيار نظم الحكم العربي داخليا وفقدان الشعوب ثقتها المطلوبة فى حكامها ..
    والغريب أن هذه الحماعات ظهرت كامتداد فكرى طبيعى للجماعات الأصولية ..
    ولكن شتان ما بين الجماعتين ..
    فللجماعات الأصولية عبر التاريخ الاسلامى دعوة مخلصة الى الله ورسوله كما سنوضح ..
    أما وارثوها اليوم .. أو من يتحدثون باسمها ويزعمون أنهم امتدادها الطبيعى ..
    فلا هم لهم الا القتل والنهب وزعزعة استقرار الحكومات المزعزعة أساسا من داخلها ..
    وما حدث بمصر .. عبر السنوات الطويلة ليس ببعيد ..
    وكذلك بالجزائر التى تحولت الى حمامات دم ..
    وهم بأعمالهم .. أعطوا الفرصة السانحة للغرب ليصم الاسلام بكل تطرف وارهاب ..
    والأنكى من ذلك أنهم شوهوا الصور المضيئة للجهاد الحقيقي البارز على الساحة العراقية والفلسطينية اذا غضضنا البصر عن العمليات المغرضة فى كلا البلدين ..
    ولكى يستقيم الحديث ..
    سأبدأ بالتنويه عن الجماعات الأصولية الأولى فى التاريخ الاسلامى

    بداية الأصولية ..
    ــــــــــــــــــــــ
    الأصولية الاسلامية هى الدعوة المخلصة للعودة الى الجذور الاسلامية فى أيام الاسلام الأولى ..
    وظهرت هذه الدعوة أول ما ظهرت على يد الامام الفقيه " أحمد بن حنبل " رضى الله عنه وذلك لمواجهة الانحلال وحياة الدعة والخمول وتوريث الحكم التى انتشرت فى الدولة الاسلامية ..
    بعد أن هدمت ممارسات الحكام فى التوريث كل أساس للشورى وهو الأصل فى أى حكومة اسلامية
    واستبدل الحكام بالبيعة الحرة .. أسلوب البيعة بالاكراه ..
    واستمر الامام أحمد فى هذه الدعوة التى لاقت الكثير من التأييد .. والكثير من الضرر أيضا لهذا الامام الجليل ..
    وتتابعت الأيام حتى تجددت الدعوة الأصولية مرة أخري على يد شيخ الاسلام بن تيمية .. ولاقى ما لاقاه سابقه الجليل ..
    بيد أن دعوة بن حنبل وبن تيمية لم تكن تعنى اطلاقا اثارة الفتنة .. بل على العكس .. كان أسلوبها جليا واضحا فى مناوئة الحكام ومعارضتهم لكن دون الخروج عن الاجماع الصحيح .
    وبمقاييس هذه الأيام يمكن القول أن الدعوة الأصولية الأولى كانت تضع بذور ثورة حقيقية على أنظمة الحكم المستبدة .. لكنها ـ وهذا هو بيت القصيد ـ دعوة الى ثورة بيضاء
    ومثال الثورة البيضاء فى عصرنا .. مثال لم يمح من ذاكرة التاريخ الحديث بعد .. وأعنى به ثورة النبلاء الانجليز على السلطات الملكية المطلقة للجالس على عرش التاج البريطانى فى القرن السابع عشر
    حيث تمكن النبلاء والأمراء من نيل الديمقراطية السليمة عبر وثيقة العهد الأعظم أو " الماجنا كارتا " والتى وقعها والتزم بها الملك دون اراقة قطرة دماء واحدة ..
    فقط بالمعارضة القوية والدعوة السليمة ضد استبداد الحاكم ..
    ومع بدايات القرن العشرين ..
    ومع انفصال باكستان كدولة اسلامية مستقلة عن الهند .. تجددت أيضا دعوة الأصولية على يد غير العرب هذه المرة ..
    ففى عام 1918 ظهر الشيخ أبو الأعلى المودودى بكتابات مختلفة يطرح فيها اشكاليات الحكومات الاسلامية المعاصرة ..
    وتميزت كتاباته بحرفية النص القرآنى ويرجع ذلك الى حاجز اللغة ..
    ويلاحظ فى كتاباته بعض التشريع للخروج المسلح على الحاكم اذا خالف النص الاسلامى الصريح
    واكتسب أبو الأعلى المودودى أنصارا بالآلاف فى بلاده وفى سائر البلاد الاسلامية ..
    وبالطبع تعرض هو وأنصاره لشتى أنواع الاضطهاد .. حتى تم القاء القبض عليه وتم تقدينه للمحاكمة التى قضت باعدامه ..
    لكن أنصاره فى شتى أنحاء العالم الاسلامى جدوا فى البحث خلف نجاته من مصيره ..
    وبالفعل .. تمكن أنصاره من تخفيف حكم الاعدام الى السجن .. ثم اتصلت الجهود حتى تم الافراج عنه ..
    وفى مصر .. وفى واحدة من أشد فتراتها السياسية حرجا حيث ظهور دستور 1923 والذى يعد دستورا علمانيا معتمدا على الطابع الغربي فى الحكم .. أخذ لسان دعوة الأصولية امامان وقفا للمد العلمانى من منطلق الأصولية اعتمادا على كتابات بن تيمية والمودوى
    وهما الامام محمد عبده .. والشيخ جمال الدين الأفغانى .. والذى أصدر مجلة متخصصة كلسان لدعوة الأصولية .. وكان معهما أيضا الشيخ رشيد رضا
    وفى منتصف العشرينيات من القرن الماضى ظهر على الساحة فارس آخر من فرسان الأصولية ودعوتها..
    وأتى الفارس من قلب الانحلال من مدينة الاسماعيلية المصرية حيث مقر شركة قناة السويس والجاليات الغربية المنتشرة فى طول المدينة وعرضها فارضة طابع الحياة الغربي الذى يخالف الفطرة الاسلامية السليمة
    كان هذا الفارس هو جماعة " الاخوان المسلمين " والتى أنشأها الامام حسن البنا ..
    والملاجظ فى الدعوة الأصولية الأولى كما قلنا هو الطابع المميز لها فى الدعوة الى الله بغير غرض فى الحكم ونزواته .. وبغير فتنة ..
    الا أنه مع بداية ظهور المودودى ومن عاصره وتبعه .. بدأ ظهور تحليل الخوج على الحاكم ولو بقوة السلاح ..
    ومع أن الاخوان المسلمين بدأت دعوتها وهى فى حل من السياسة وطرقها المتشابكة وأساليبها القذرة .. الا أنها ومع انتشارها فى القاهرة وفى شتى أنحاء الوطن العربي والاسلامى بدأ الشيخ حسن البنا فى التوغل الكبير خلف الحكم خاصة مع انشاء النظام الخاص وهو الجناح العسكرى للاخوان المسلمين ..
    وعلى الرغم من أن النظام الخاص خاض ضد الاحتلال عمليات مشرفة .. الا أنه تورط مع حكومة الملك كثيرا عندما تم اغتيال المستشار أحمد الخازندار وهو القاضى الذى قضي على بعض الاخوان بالسجن عندما قدموا الى المحاكمة بتهمة الشغب
    ولم يكن اغتيل الخازندار الا بداية اشتعال الأمور ..
    حيث أتى الملك فاروق بالنقراشي باشا رئيسا للوزراء بغرض كسر شوكة الاخوان ..
    وبالفعل أخذ محمود فهمى النقراشي العديد من الاجراءات القمعية ضد الاخوان .. فما كان من حسن البنا الا اصدار الأإمر بقتل النقراشي ..!!!
    وفيما بعد وقبيل التنفيذ .. تراجع البنا عن أوامره .. ربما لأنه أدرك أن اغتيال رئيس الوزراء ليس بالأمر البسيط الذى يمضى دون عقاب " وهكذا تورط البنا فى لعبة الموازنات السياسية لتنصرفات الجماعة " .
    وعلى الرغم من ذلك .. لم يستطع البنا منع التنفيذ ووضح أن النظام الخاص قويت شوكته الى الدرجة التى تمكنه من التصرف خارج ارادة المرشد العام وعلى الرغم منها ..
    وتم اغتيال النقراشي باشا أما مجلس الوزراء فى نهاية الأربعينيات .. وقامت الدنيا ولم تقعد ..
    وحاول الشيخ البنا التملص من الأمر .. وأعلن تبرؤه من الجناه .. وقال " ليسوا اخوانا .. وليسوا مسلمين "
    الا أن هذه المقوله لم تمنع الرد .. والرد بقوة ..
    وتنفيذا لأوامر الملك فاروق .. قام قائد حرس الوزارات بتكليف بعض الجنود تم استقدامهم متن صعيد مصر خصيصا لاغتيال البنا نفسه ..
    وأما جمعية الشبان المسلمين تم الاغتيال ..
    وتولى المستشار حسن الهضيبي منصب المرشد العام خلفا للبنا ..
    وسعا عدد من الساسة لاعادة العلاقة بين الاخوان وبين القصر .. وكان القصر فى البداية مؤيدا للاخوان كقوة سياسية مؤثرة أمام حزب الوفد وشعبيته الساحقة ..
    وتطبيقا للعبة التوازنات السياسية .. رأي القصر فى الاخوان مخرجا من صداعهم الدائم المتمثل فى الوفد والنحاس ..
    ونجحت المساعي بين الاخوان والقصر ..
    وجاء حسن الهضيبي لزيارة الملك .. وخرج من عنده ليقول للصحفيين قولته المشهورة " زيارة كريمة لملك كريم " !!
    ثم قامت ثورة يوليو ..
    وفى البداية تحالف كل طرف مع الآخر على أنه سند له فى الوصول للحكم ..
    فرأ|ى الاخوان فى الثوار طريقا للحكم .. والعكس صحيح ...
    وعندما اتضحت نوايا الطرفين لبعضهما البعض .. كان الصدام المروع .. وذاق الاخوان عقب أزمة مارس 1954 أقسي أزماتهم على الاطلاق وتعرضوا للقتل والتنكيل والسحق فى السجون والمعتقلات ..
    ومن قلب المعتقل .. ظهرت كتابات المودوى مرة أخرى ..
    حيث تسربت لأحد أعلام الاخوان الذى تلقفها مشتاقا ..
    وأعنى به الشيخ الامام سيد قطب .. صاحب فكرة الحاكمية ..
    وفى قلب المعتقل .. صاغ سيد قطب .. رحمه الله أهم كتابين له على الاطلاق ..
    " معالم فى الطريق " .. و .. " فى ظلال القرءان " ..
    حيث طرح سيد قطب فكرة الحاكمية وفكرة الاستضعاف التى طرحها المودودى ولكن مع بعض التطوير ..
    وتدور فكرة الاستضعاف حول الفترة التى يتعرض فيها المسلمون لشتى أنواع الاضطهاد .. لذا لزم عليهم الدخول فى فترة الاستضعاف حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .. ثم يلى ذلك الجهاد ...
    واستمرت جماعة الاخوان بعد ذلك .. ويمكننا ضمها مع بعض التحفظات الى الدعوات الأصولية السليمة هى ومن سبقها الى أيام الامام بن حنبل ..
    لكن ..
    وفى خلال فترة الاعتقال ..
    انشق من خلال الجماعة زمرة أخرى .. سمت نفسها بالجماعة الاسلامية وهى التى تفرعت فيما بعد الى جماعات عدة تحت نفس الأفكار أشهرهم جماعتى الجهاد والتكفير والهجرة ..
    هذه الجماعات هى التى أقصدها بمسمى المقبض وهى التى قامت مع مثيلاتها فى مختلف أنحاء الوطن العربي بدفع الاسلام الى مفهوم العنف والتطرف .. وكان دورها ضد الاسلام فائقا حتى دعاوى العلمانية والشيوعية ...

    ما مضى كان نبذة عن الدعوة الأصولية السليمة وتاريخها ورجالها ..
    وللحديث بقية ان شاء الله عن موضوعنا الأساسي .. وأعنى به الحماعات المسلحة المنسوبة ظلما للاسلام .. وسأتناول تجربة هذه الجماعات فى مصر كمثال كاف عليها

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    ألقينا الضوء بقدر الامكان فى السابق على أصول الدعوة الأصولية الأولى وبينا مراحلها المختلفة عبر التاريخ ..
    وهذه المراحل يمكن تقسيمها كالتالى ..

    المرحلة الأولى ..
    وهى النشأة على يد الامام بن حنبل رضى الله عنه والتى أسس فيها منهاج الدعوة الأصولية الأولى
    والقائمة على التصدى بالدعوة الجادة المخلصة والسلمية للعودة الى الفطرة الاسلامية الأولى ومواجهة أسباب الانحلال فى الحياة العامة وأنظمة الحكم .. ولكن بغير البغي والفتنة .. بغير السلاح

    المرحلة الثانية ..
    وهى تجديد الدعوة على يد شيخ الاسلام بن تيمية والتى حملت نفس المضمون السابق وذات الأفكار مع التطوير اللازم لها .. بما يناسب اختلاف العصرين ودرجة الانحلال فى كل منهما ..
    لكن مع الحفاظ التام على طهارة ثوب الدعوة من مناجزة الحكام بالسلاح أو الانقلاب بالقوة

    المرحلة الثالثة ..
    وهى مرحلة العصر الحديث أو التاريخ المعاصر .. والتى بدأت مع مطلع القرن العشرين على الامام جمال الدين الأفغانى .. وتلميذه الامام محمد عبده .. ثم الامام أبي الأعلى المودودى .. ثم الطفرة التى حدثت بظهور نجم جماعة الاخوان المسلمين وانتشارها الفائق فى أنحاء الوطن العربي على يد الشيخ حسن البنا مؤسسها وأول مرشد عام لها ..
    وظهرت الفوارق بين المرحلة الثالثة وبين المرحلتين السابقتين .. هو ظهور بوادر العمل المسلح والقابلية به ..
    لكن مع ضرورة الملاحظة أن السلاح لم يستخدم بكثرة فاحشة ولم يوجه الا فى حدود ضيقة ولم يتجاوز أيضا الا فى حوادث فردية

    هذه هى المراحل الثلاث الأولى والتى يمكن الحكم من خلالها على اخلاص الدعوة فى غير تجاوز ..
    حتى كانت المرحلة الرابعة .. وهى مرحلة الكارثة .. والتى انحرفت فيها الدعوة وقام بها المغرضون وهى مرحلة الجماعات الارهابية المسلحة والتى اتخذت لنفسها شعار الأصولية الاسلامية والاسلام منها براء ..
    وسأعرض هنا نشأة هذه الجماعات المسماه بالاسلامية فى مصر ومراحل تطورها ودورها المخزى فى تلويث الاسلام دينا ودعوة .. وذلك من خلال قراءة تاريخها فى مصر وذلك لسببين
    أولهما .. أن تجربتها فى مصر هى التجربة الأساسية
    وثانيهما .. أن مصر تعد مثالا كافيا لشرح هذا الدور الآثم

    الجماعات الاسلامية فى مصر

    أولا .. النشأة
    ـــــــــــــــــــــ
    كانت نشأة هذه الجماعات فى مصر .. نشأة مثيرة للحسرة .. اذا تم معرفة كفيتها ..
    وكانت البداية عند جماعة الاخوان المسلمين ..
    هذه الجماعة التى بدأت بالامام حسن البنا بداية قوية مبشرة .. ولو أنها ظلت على ذات النقاء فى الدعوة الخالية من شبهات الغرض والطمع فى الحكم لكان لها وللعالم الاسلامى تحت قيادتها شأن آخر
    فقد انحرف الامام حسن البنا .. عن أهدافه التى أسسها .. وأصبح للاخوان مطالب فى الحكم بعد أن كانت مطالبهم قاصرة على اقامة الدولة الاسلامية والاصلاح المعاصر
    فى البداية انزلق الامام البنا الى الصفقات ولعبة التوازنات السياسية مع القصر .. فى صفقة مفيدة للطرفين عكست رغبة الاخوان فى السلطة ورغبة الملك فاروق فى الخلاص من صداع الوفد والنحاس ..
    ثم كان ما كان من أمرهما واختلافهما على نحو ما تقدم ذكره .. واغتيل الامام البنا انتقاما من اقدام الجماعة على اغتيال النقراشي ..
    وتولى أمر الارشاد بعده المستشار حسن الهضيبي والذى استجاب لمحاولات الصلح مع القصر وقابل الملك فاروق وخرج من عنده ليقول للصحفيين تعليقه الشهير " زيارة كريمة لملك كريم " وهو التعليق الذى حدد استمرار الجماعة فى لعبة التوازنات السياسية سعيا للسلطة .. مع كل ما عرف فى ذلك الوقت عن فاروق ومفاسده والتى لا تتفق بالقطع مع نزاهة التعليق من الهضيبي
    وتغيرت الاحوال بعد الثورة فى عام 1952 ..
    فقبل قيام الثورة انعقدت بعض الاتفاقات بين الثوار الجدد وبين الاخوان .. وتصور كل طرف فى صاحبه أنه مخلب القط للوصول لسدة الحكم ..
    وبعد استقرار الأمر للثوار تحت قيادة جمال عبد الناصر اثر أزمة مارس 1954 .. وقع الصدام المحتوم عندما تكشفت النوايا ..
    فلم يعد الضباط لثكنات الجيش ويسلموا الحكم للاخوان كما تصوروا .. وأيضا لم يلتزم الاخوان فى سياق المعاونة فقط كما تصور الضباط ..,
    وبدأت أقسي أزمة للاخوان فى تاريخها .. وتلقفت المعتقلات منهم الكثير
    وظل الحال كما هو عليه حتى أمسك السادات بمقاليد الأمور فى الحكم بعد فراغه من أزمة مراكز القوى عام 1971 وأزمة تحرير الأرض عام 1973 ..
    وكانت الجماعة فى ذلك الوقت تحت قيادة عمر التلمسانى .. وما زالت علاقتهم بالسادات باعتباره من كبار الضباط الأحرار على ما هى من العداء التاريخى بين الفريقين ..
    وتدخل فى ذلك الوقت الاقتصادى المصري المعروف المهندس عثمان أحمد عثمان وسعى لوصل المقطوع بين الطرفين بما له من نفوذ ساحق فى الحياة السياسية المصرية وعلاقة جيدة بعمر التلمسانى ..
    وجلس المرشد العام على مائدة المفاوضات مع الرئيس السادات واتفق الطرفان على الآتى
    * عودة الاخوان للحياة السياسية بالشرعية الغائبة عنهم منذ الصدام الأخير بالاضافة الى فتح المجال على آخره أما التيارات الدينية فى الشارع والمؤسسات المصرية وبرعاية السلطة الرسمية على أعلى مستوياتها..
    * وبالمقابل يكون على الاخوان باعتبارها المسيطرة على التيار الدينى العمل بالجهد الكافى لانهاء سطوة التيارات المناوئة للسادات فى الحياة السياسية وعلى رأسهم التيارات الناصرية والشيوعية والتقدميين
    وعليه فنحن أمام اتفاق دنيوى تام .. لا أثر مطلقا فيه لنية دينية خالصة
    وانفتح القمقم على حد تعبير الكاتب السياسي العملاق محمد حسنين هيكل ..
    ولم يدرك أيا من الطرفين عواقب الأمر الا بعد فوات الأوان
    فلم يكن التيار الاخوانى زعيما على مختلف التيارات الدينية .. ولا كان صداع الناصريين والشيوعيين بالخطورة التى تصورها السادات .. خاصة مع انحسار الباب بشدة أما الناصرية والشيوعية وعدم نفاذهما بالقدر الكافى الى الشارع المصري وذلك لمخالفة مثل هذه الدعاوى للفطرة الشعبية المصرية الأكثر انفتاحا على الجانب الدينى بحكم متغيرات التاريخ والثقافة الحاكمة للشعب المصري

    والأكثر خطورة هو ظهور التنظيمات الخاصة بالجماعات الاسلامية من رحم الاخوان فى فترة المعتقلات وسعيها الكامل للاستقلال عن الاخوان وهو ما حدث بالفعل حتى هاجموا الاخوان أنفسهم واتهموهم بخيانة عهد بناء الدولة الاسلامية .. وعليه سعت الجماعات لأخذ المبادرة من يد الاخوان فى الشارع المصري ..
    كل هذا .. والاخوان والسلطة الرسمية فى حالة غياب كامل عما يحدث ..
    واستفادت الجماعات من الحرية والحماية الكاملة من الدولة فى اطار الصفقة المتبادلة وانطلقت تجمع الأتباع ضد النظام نفسه الذى كان سببا فى خروجها وانفتاحها
    وساعدها النظام بالغفلة فى بداية الأمر .. وبالممارسات الحمقاء بعد اكتشاف الأمر
    ومع أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات ظهرت الحمم .. واستعد البركان للانفجار .. وبلا رحمة ..

    ثانيا .. البركان ..
    ـــــــــــــــــــــــــ ـ


    سيطرت الجماعات ااسلامية على النقابات والجامعات وبدأت فى فرض سطوتها بالسلاح تحت رعاية الدولة .. وفيما بعد ومع تصاعد نبرة الانتقاد والهجوم الكاسح من الجماعات ضد النظام الحاكم وبعض الممارسات المستفزة والتى استغلتها الجماعات لاستقطاب الأنصار تحت دعاوى كفر النظام ..
    وبمزيج من ممارسات النظام وجهل الشباب بأصول الدين الصحيحة .. زادت شوكة الجماعات ..
    ويمكن القول أن الجماعات الاسلامية كانت لها تنظيمات ثلاث رئيسية

    الأول .." تنظيم الجهاد " والذى بدأ مع سالم الرحال الطالب الأردنى الجنسية بالجامعات المصرية .. وفيما بعد نشأ تنظيم الجهاد الثانى على يد محمد عبد السلام فرج مؤلف كتاب " الفريضة الغائبة " والذى يعد دستور التنظيم .. وهو أيضا أحد المتهمين الرئيسيين فى قضية اغتيال الرئيس السادات فى أكتوبر عام 1981

    الثانى .. " حزب التحرير الاسلامى " وهو التنظيم الذى أسسه الدكتور صالح سرية والذى قام بالعملية المعروفة باسم عملية الكلية الفنية العسكرية والتى هاجم فيها مع مجموعة من رفاقه مبنى الكلية الفنية العسكرية بالقاهرة .. وتم القاء القبض عليهم وحوكموا ونال بعضهم احكاما بالعدام ..


    الثالث .. " التكفير والهجرة " .. وهو التنظيم الذى أنشأه شكرى مصطفى واشتهر هذا التنظيم باختطافه الشيخ الذهبي وزير الأوقاف وقتها وهددوا باغتياله لو لم يتم اعلان وثيقتهم فى وسائل الاعلام والتى تحوى على اتهامات بتكفير النظام وخروجه عن جادة الشريعة .. ونفذوا تهديدهم بالفعل وقتلوا الامام الذهبي ..

    والملاحظة الهامة ..
    هى أن الأمن المصري كان غائبا تماما عن هذه التنظيمات ولم يعلم بوجودها حتى مع انكشاف عملياتهم .. ولم يتخيل رجال الأمن أن هذه العمليات خلفها تنظيمات ارهابية وليست مجرد عمليات فردية لشباب غاضب على سياسة الدولة
    ولم تنجلى الأمور الا بعد اغتيال الرئيس السادات رحمه الله على يد تنظيم الجهاد .. هنا بدأت أجهزة الأمن فى جمع المعلومات بعد خراب مالطة كما يقولون ..

    وكان من الواجب أن ينتبه النظام الى هؤلاء بعد اقدامهم على مهاجمة الاخوان واتهامهم بخيانة عهد الدولة الاسلامية .. مما حدا بعمر التلمسانى الى مهاجمة الجماعات فى عقر دارها بجامعة أسيوط فى صعيد مصر عبر ندوة عقدت هناك ..
    واذا كانت الجماعات قد هاجمت الاخوان أنفسهم فمعنى هذا أنهم خرجوا عن نطاق السيطرة وهو الاستنتاج الذى غاب عن رجال الأمن تماما
    وعندما اغتيل الرئيس السادات .. قبيل عيد الأضحى .. شرعت الجماعات وعلى رأسها تنظيم الجهاد تعد العدة للهجوم الكبير .. وفى أثناء صلاة عيد الأضحى .. تمت مهاجمة مقرات الشرطة جميعا فى مدينة أسيوط وعلى رأسها مبنى مديرية أمن أسيوط نفسها بل واحتلوا المبنى تحت قيادة ناجح عبد الله زعيم التنظيم فى أسيوط وقتلوا وجرحوا العشرات من الضباط والجنود والعامة ..
    وكانت المفاجأة الصاعقة لرجال الشرطة أن المهاجمين شبابا لم يتعدوا الثلاثين على الأكثر .. وبلغت براعتهم حدا رهيبا فى استخدام السلاح الآلى المتواجد معهم بكثرة على الرغم من غلو ثمنه بالمقارنة لما كان عليه حال هؤلاء الشباب
    وتم هذا أيضا فى غياب رجال الأمن الذين صعقتهم براعة المهاجمين الفائقة وحداثة أسلحتهم واصرارهم الفائق على الهجوم ..
    وأخذوا يتساءلون .. من أين أتى هذا الاصرار ؟!! ومن أين أتت العزيمة ؟!!
    وكانت الاجابة بسيطة رغم فداحة أثرها ..
    فقد تم التغرير بمعظمهم فى فكر فاسد بثه الى عقولهم الفارغة والمتعطشة للتدين عقول أكثر حنكة تعرف من أين تأتى بمداخل هؤلاء الشباب واستثارتهم بدعوى تكفير النظام اعتمادا على الممارسات الغريبة التى مارستها الدولة من الصلح مع اسرائيل دون افهام للعقول ومن الانحلال الخلقي والفساد الاقتصادى الذى انتشر بشدة عقب الانفتاح ..
    ولذلك لم يجد الشباب المغرر به اجابة منطقية وردا شافيا على من قالوا بوجوب محاربة النظام الكافر ..
    لم يجد الشباب من يرشدهم بالعلم الى الفارق الجوهرى بين الكفر والعصيان
    لم يجد الشباب من يفهمهم أن القتل وترويع الآمنين هو أبعد ما يكون عن صحيح الدين
    لم يجد الشباب من يعلمهم أن الاصلاح لا يكون بالسلاح بل بالمناجزة الفكرية والثورات البيضاء
    لم يجد الشباب من يذكرهم أن الفتنة أشد أثرا من الحاكم الظالم ..

    وهكذا تفجرت المواجهات على نطاق واسع بين رجال الأمن وبين المتطرفين على مدار الثمانينيات وبداية التسعينيات .. ولم يفرق النظام بين الاخوان وبين الجماعات .. فكان للاخوان حظهم من التنكيل والتحجيم حتى وقتنا هذا ..
    وبالمقابل لم يقدم الاخوان ما يطمئن النظام القائم الى نبل الهدف فى الاصلاح دون الغرض الدنيوى فى الحكم ..
    بالطبع لم يكن اضطهاد الاخوان بنفس الحدة التى كانت عليها الحرب المستعرة على الجماعات ..
    وهذا ما أسفر عن آلاف الضحايا خلال تلك الفترة

    هذه هى باختصار قصة البداية والمواجهة فى التجربة المصرية مع الجماعات الاسلامية
    وللحديث بقية عن نهاية القصة وما أسفرت عنه من نتائج مأساوية وصمت الاسلام بأبشع الاتهامات تحت آثار صراع السلطة وغياب الهدف المخلص فى الاصلاح

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    وما زلنا مع التجربة المصرية مع الجماعات المسلحة .. بعد أن تعرضنا لبداية المواجهات بين السلطة وهذه الجماعات ..
    وقد كان الصراع على أشده بين الطرفين على جميع المستويات منذ اغتيال الرئيس السادات عام 1981 أثناء العرض العسكرى فى أكتوبر من هذا العام على يد تنظيم الجهاد الثانى .. وحتى منتصف التسعينيات من القرن الماضى ..
    وخلال هذه الأعوام كان الصراع مريرا وداميا وأدى الى جراح ليس من السهل أبدا محو آثارها ..
    والغريب ..
    أن السلطة الرسمية التى كان لها كل الحق فى مواجهة محاولات هز الاستقرار .. تقاسمت مسؤلية هذه الآثار السلبية التى علقت بالاسلام على نحو ما سيأتى

    ثالثا ..النهاية
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

    لأن أجهزة الدولة الرسمية كانت فى حالة غياب كامل عن هذه التنظيمات ومدى قوتها .. وعلى رأس هذه الأجهزة .. أجهزة الأمن على اختلاف مستوايتها على النحو الذى أدى الى مفاجأة اغتيال رئيس الدولة فى مشهد غير مسبوق .. وبعده أحداث أسيوط الدامية ..
    أدى هذا بالطبع الى حالة من انعدام الوزن لدى السلطة الرسمية أعقبها حالة من الغليان والغضب والهيجان لدى أجهزة الأمن والتى استلمت ملف هذه الجماعات فى ظل تطبيق قانون الطوارئ ..
    وكان الدافع الى هذا القرار هو الخوف العارم وجهل مدى قوة الجماعات خاصة مع ظهور عملياتها التى زعزعت الأمن تماما .. لذا لم تجد السلطات بدا من التحرك السريع
    وبدأت الحرب الحقيقية بين الطرفين بعد ادراك الأمن هوية خصمه الحقيقية ..
    وتفجرت عشرات المواجهات المسلحة فى شتى ربوع مصر كان أفدحها فى محافظات الصعيد المصري ..
    وتكشفت أيضا عشرات التنظيمات المسلحة ولكل منها أمير وأعضاء وقوة مسلحة تسمى بالجناح العسكرى ..
    وعندما تزايدت حدة المواجهة .. خاصة مع تقديم الجناة الى المحاكمات العلنية فى القضايا ذات الأسماء الشهيرة مثل قضية تنظيم الجهاد وقضية العائدون من أفغانستان وغيرها ..
    ومع اهتمام الراى العام بما يحدث .. خاصة وان الضرر كان يقع عليه مباشرة من عمليات الارهاب
    لهذه الأسباب دعت الحاجة بالحاح الى وجوب حشد المواطنين اعلاميا واكتسابهم الى صف الدولة والسلطة الشرعية ..
    وانهالت المقالات والتحقيقات الصحفية والأعمال التليفزيونية والسينمائية والروايات التى تعالج التطرف
    كما تم فتح الباب على مصراعيه أمام العلمانيين الكبار لدحض مزاعم الارهاب .. وانهالت الكتابات العلمانية ضد دعوة الجماعات باقامة الدولة الاسلامية ومعظمها صدر عن وزارة اثقافة والأجهزة التابعة لها
    ولأن المقال لا يهتم بالتفاصيل الخاصة بالأعمال الارهابية بل يناقش دعوة الجماعات المسماة بالاسلامية وآثارها .. لذا فانا أركز على الآثار تاركا تفاصيل العمليات لعشرات المطبوعات التى عالجت هذه الجرائم ..
    وعندما انتهت المعركة الأساسية وتم تدمير المنظمات الرئيسية للجماعات وانهاء قبضتها واستتابة البقية الباقية منهم واخضاعهم للرقابة .. خرجت الدولة منتصرة ..
    لكن مع هذا الانتصار .. كان الثمن الفادح ..
    ولنتبين هذا .. تعالوا نتأمل الساحة بهدوء .. ونقرأما هى أخطاء الدعوة المسممة للجماعات وما هى أخطاء الدولة ..


    (1) أخطاء الجماعات وخطاياها
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ


    لسنا بحاجة الى التأمل الدقيق .. ليمكننا تفنيد هذه السموم الفكرية بسهولة للجماعات الارهابية ..
    فأصل دعوتهم التى استترت بنداء الدولة الاسلامية كان يشي بوضوح بفساد هذا الفكر القائم على تكفير المجتمع والسلطة واستباحة الدم والأموال سواء من المسلمين أو أهل الذمة الذين ضمن لهم الاسلام حقهم فى العيش الآمن
    ومنذ أن نشأت هذه الجماعات فى قلب السجون والمعتقلات كما سبق أن أوضحنا وهى تؤمن بفكرة التكفير .. وهى الفكرة التى فندها أكثر من مرة الامام حسن الهضيبي المرشد العام الثانى للاخوان عندما شعر بذيوع هذا الفكر بين شباب الاخوان المعتقلين الذين كونوا فيما بعد نواة الجماعات الارهابية .. وعلى الرغم من جهود الامام الهضيبي الا أن القدر سار سيرته وانشق هؤلاء وكان من أمرهم ما كان ..
    وغاب عن هؤلاء مغبة اتهامهم النظام والناس فيمن سواهم بالكفر
    كما غاب عنهم أقوال السلف الصالح
    " كل يؤخذ كلامه ويرد .. الا صاحب هذا القبر "
    " لا ينبغي أن يكفر مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن أو كان فى كفره خلاف "
    " اذا صدر كلام من قائل يحتمل الكفر على مائة وجه ويحتمل الايمان من وجه واحد .. يؤخذ كلامه على محمل الايمان "
    وكذلك قول الامام بن حصين الذى استغرب سرعة اصدار الأحكام فى عصره فقال " يؤتى الى أحد منهم مسألة .. فيقضي بها فى مجلسه ولو أن هذه المسألة عرضت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر "
    فما بالنا بحكم كحكم الكفر .. هل هان امره حتى يوزع يمينا وشمالا ..
    بالاضافة الى الأحاديث النبوية الشريفة التى قطعت بضمان حياة الأمان لأهل الذمة .. ويأتى هؤلاء الضالون فيوسعونهم قتلا ونهبا بدعوى الجهاد ..
    ولا ننسي تكفير النظام الحاكم .. والذي أصدرته الجماعات فى خفة عقل ليس لها مثيل ..
    فنحن ان اختلفنا مع نظام الحكم .. فهل نرميه بالكفر الذى يجيز الخروج وهو يستحق لفظ العصيان على أقصي تقدير .. وما أبعد الفارق بين الكافر والعاصي . ..
    وبفرض جدل .. أن النظام الحاكم أتى ما يستحق عليه اتهامهم بالخروج عن الملة والعياذ بالله .. فمن هو المنوط به تقرير هذا .. ومن من حقه استتابته .. هل هؤلاء الفئة الصغيرة سنا وعلما ؟!!!!
    ثم نأتى لكارثة انكار فضل العلم والتى اوردها محمد عبد السلام فرج فى كتابه " الفريضة الغائبة " والذى قرر فيه أن الجهاد لا يعدله شيئ فى الطاعات وينبغي على المسلمين ترك العلم والانشغال به والسعي للجهاد !!!!
    وهو قول منكر بلا شك .. فلو سلمنا بأن ما يدعو اليه هو الجهاد الحقيقي .. فكيف يمكن تصور انكاره لفضل العلم والحض عليه الثابت بالقرءان والسنة ثبوتا قاطعا ..
    منها كمثال بسيط " اطلبوا العلم ولو في الصين "
    " ما من أحد خرج فى طلب العلم الا وملك موكل به يبشره بالجنة "
    " يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة فلا يفضل أحدهما على الآخر "

    ولا ينسي ما ادعاه هؤلاء الجناة ..عبر أحد أهم تنظيماتهم .. الجهاد الاسلامى الذى برر داعيته عبد السلام فرج انتشار الاسلام قديما فى دعوته الى حد السيف .. وهو قول مجرم .. أيما اجرام ..
    فكيف يمكن وصف الدعوة المطهرة التى انتشرت بمبدأ " ادفع بالتى هى أحسن " ومبدأ " لا اكراه فى الدين " .. كيف يمكن وصفها بأنها انتشرت بحد السيف وهى المدافعة الأولى عن حرية الاعتقاد ؟!!

    هذه هى أفكارهم .. وكتاباتهم التى كان من أهوالها وأفعالها ما كان .. وكذلك أعطت الفرصة الذهبية لشتى الفرق الفكرية المغرضة لمهاجمة الاسلام ودعوته اعتمادا على هؤلاء المتحدثين باسمه
    فرأينا فرج فوده ومحمد خلف الله وغيرهم ..
    ليس هذا فقط .. بل بادروا باغتيالهم ليتحولوا الى شهداء للفكر والديمقراطية !!!
    فاغتالوا فرج فوده عام 1992 أمام منزله جزاء لما كتب .. وبالطبع صب هذا فى مصلحة العلمانية ودعاتها .. وذلك بدلا من مواجهته فكريا
    وزادت مصائب الجماعات الاسلامية فى مصر ..
    عندما شدوا الرحال الى أفغانستان أثناء معركتها مع الاتحاد السوفياتى هربا من قبضة الأمن القوية فى مصر ..
    وهناك بالخارج نشأت تنظيمات جديدة ضمت عدة جنسيات عربية واسلامية منها ما أنشئ أساسا بأموال ودعم غربي .. ثم رأيناهم ينقلبون كالعادة لمواجهة صانعيهم وتضرب أفعالهم فى شتى بقاع الأرض لتصبح الدعوة الاسلامية على أيديهم دعوة قتل وتخلف ..
    هؤلاء هم المتحدثون بالاسلام الذين شوهوا صورته بما لم ينتظره الغرب أو يتمناه فى أحلامه .. وسدوا الطريق أمام أية دعوة أصولية جادة بوصمها مسبقا بفساد المنهج والفكر ...
    حتى الجماعة الوحيدة التى بقيت كعنوان لدعوة الأصولية الحديثة وضمت بين أعضائها علماء أجلاء ومفكرين اسلاميين عمالقة ..
    وقعت هذه الجماعة .. جماعة الاخوان المسلمين بين شقي رحى ..
    بين أخطائها ودخولها الى لعبة السياسة طمعا فى الحكم ...
    وبين التشويه المسبق لكل ما هو اسلامى على يد من انشقوا عنهم من جماعات الارهاب

    أخطاء النظام المصري
    ـــــــــــــــــــــــــ ـ

    ارتكب النظام المصري جملة من الأخطاء الفادحة من بداية المواجهة بين الاخوان والثورة عام 1954
    كانت بدايتها بحملات القتل والتعذيب والتشريد للاخوان المسلمين على مدار سنوات طويلة مما له الأثر المباشر والسبب الأول خلف نشأة الجماعات من رحم الاخوان فى المعتقلات ..
    وكان ثاتى الأخطاء غياب الوعي السياسي عن الصفقة التى عقدت فى السبعينيات بين الاخوان والنظام المصري كما سبق أن أوضحنا
    وكان داعي الصفقة انهاء الوجود السياسي لبعض العناصر السياسية غير المرغوب فيها .. وتوهم النظام وهو يمنح الحرية والحماية للتيار الدينى ان الاخوان هم القوة المسيطرة على هذا التيار فكانت النتيجة الدامية وهى استفادة العناصر المتطرفة من الحماية المفروضة لها من النظام الحاكم
    وثالث الأخطاء .. الغياب الأمنى عن التنظيمات الارهابية وعن نشأتها وسبل تدعيمها المادى وقدراتها وبراعتها العسكرية الفائقة مما سمح للجماعات بالخروج وهى مكتملة النمو لتفاجئ النظام الأمنى بعمليات نالت من هيبة الدولة ..
    وعندما اكتشفت السلطة الرسمية هذه التنظيمات .. وسعت للحركة السريعة ارتكبت أفدح أخطائها على الاطلاق ..
    أولا خلطت الحابل بالنابل .. ووضعت الاخوان مع سلة الجماعات وتعاملت مع الفئتين على أنهم جبهة واحدة على الرغم من الاختلاف الصارخ بينهما
    وكان هذا الخطأ هو الخطأ الرابع والذى يتمثل فى احالة ملف الجماعات والاخوان الى الأمن .. والأمن منفردا ..!!!!
    بالرغم من أن الواجب هنا ونحن نواجه فكرا فى المقام الأول .. أن يتم الفصل بين ملف الاخوان ومعاملته على أنه ملف سياسي .. عن ملف الجماعات والذى كان من الواجب معاملته سياسيا وأمنيا
    فيتولى الأمن مواجهة العمليات الارهابية ...
    وتتولى المؤسسات الفقهية والثقافية تفنيد الدعاوى الفكرية الفاسدة لهذه الجماعات وذلك منعا لانضمام المزيد من الشباب الغائب عن الوعى الدينى الصحيح اليهم .. وهو ما لم يحدث وانضمت للجماعات أسرابا متتالية كان من الممكن تداركهم قبل السقوط ..
    اضافة للزمرة التى انضمت للجماعات وهى أساسا غير مقتنعة بأفكارهم نهائيا .. ولكن جاء انضمامهم وهم من شباب الصعيد من عائلات بعض عناصر الجماعات التى تم هتكها ومعاملتها بذنب أبنائها المخطئين مما دعا ببقية أفراد هذه العائلات الى الانضمام للجماعات سعيا للانتقام من أجهزة الأمن التى استباحت كرامتهم وليس ايمانا بفكر هذه الجماعات
    وعندما انتبه النظام متأخرا لهذا الجانب الغائب .. ارتكب خامس الأخطاء .. وتمت معاملة الأمر اعلاميا على نحو بالغ الاستفزاز ..
    فبخلاف فتح الباب أمام العلمانيين والسماح لهم بمهاجمة العقيدة الاسلامية ..
    تمت معاملة الأمر اعلاميا على أن الجماعات تحمل لواء الاسلام وبالتالى أصبحت الحرب تلقائيا وبدون قصد ضد الاسلام ..
    ولايضاح هذا .. أصبحت اللحية معالجة اعلاميا على أنها من علامات الارهاب .. وأصبحت الصلاة فى المساجد كذلك .. وأصبح العامة ينظرون الى كل متدين على أنه ارهابي وتمت معالجة بعض الثوابت الدينية الأصيلة على أنها من فكر الجماعات الفاسد ..وغير ذلك من الممارسات الخاطئة وغير المقصودة التى صبت فى جانب تلويث الاسلام بما ليس فيه .. وكل هذا نتيجة طبيعية جدا للجهل التام والمغرق بحقيقة الاسلام وعدم الاهتمام الكافى بمواجهة الجماعات فكرا بفكر وما كانوا ليصمدون ساعة من نهار أما منطق الاسلام الصحيح لو أتيح التركيز الاعلامى على شيوخ الاسلام للتفرقة بين ماهو ارهابي وما هو اسلامى

    هذه هى أخطاء الجانبين ..
    وما نعيشه الآن من آثار مدمرة أرهقت الاسلام ودعوته

    خاتمة الدراسة
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

    تم التعرض فيما سبق بقدر الامكان لقصة الخنجر المسموم بنصله ومقبضه
    من العلمانية والشيوعية ودعاتهما ..
    الى الجماعات الارهابية التى تحدثت باسم الاسلام .. والاسلام منها براء ...
    فأين الأمل وأين الحل ؟
    كيف السبيل الى النظام الاسلامى الصحيح ... ؟
    كيف السبيل الى الدعوة الأصولية كما كانت على فطرتها الأولى ؟
    الحل كما أراه .. وهو بسيط .. بسيط ...
    الحل مع العلم .. والدعوة الى الله بالصلاح لا بالسلاح ....
    هذه هى حقيقة الاسلام وجوهره الذى أرساه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأفذاذ..
    هذا هو الحل الذى تمنطق به أول سفراء الاسلام مصعب بن عمير
    عندما جلس رضى الله عنه الى زمرة من أهل المدينه المنورة قبل الهجرة يدعو الى الاسلام بالحسنى .. وفوجئ بأحد زعماء المدينة وقد أتى اليه متوشحا حربته موجها الى مصعب كلماته القاسية فى أمر مباشر بالكف عما يدعو اليه ..
    فماذا فعل مصعب ..؟
    هل واجهه بالسيف دفاعا عن دعوته ؟
    لا والله ..
    بل توجه اليه قائلا
    " ألا تجلس وتسمع .. فان راق لك ما تسمعه .. انضممت الينا .. وان كرهته .. كففنا عنك ما تكره "
    أرأيتم روعة المنطق الواثق الذى مكن مصعب من ابتلاع غضب الثائر بالعلم والاقناع .. وحكمه الى نفسه واقتناعه ثقة فى علمه ومنطقه
    هذا هو السبيل .. الدعوة فى غير فتنة .. ولا خروج على الحكام بما يفتح الباب أما حمامات دم تغرق البرئ قبل المسئ ..
    ان من حقي الاختلاف مع حكومتى ..
    من حقي الهتاف ضدها ومهاجمتها وتفنيد سياستها ان لم أقتنع بها عبر الطرق السلمية والشرعية ..
    لكن ليس من الاسلام والاصلاح فى شيئ حمل السلاح أو السعي للانقلاب على الشرعية القائمة
    وقد ذقنا الأمرين فى عهود سابقة من المعارضة بالسلاح والانقلابات على أنظمة الحكم .. فماذا كانت النتيجة ؟!!.. أتت الثورات بنظم حكم أشد ديكتاتورية من سابقتها ..
    لكن .. ومع تأمل التجربة البريطانية فى الثورة البيضاء ..
    نلاحظ الفارق .. فارق المواجهة بالفكر والدعوة الى الاصلاح فى غير طمع وغرض بالحكم ..
    أما أن أشهر السلاح .. فهذه هى الفتنة
    أو أشهر فكر الاصلاح وفى أعماقي غرض فى كرسي الحكم .. أى أنها ليست دعوة خالصة لوجه الله .. فهذه هى قولة الحق التى يراد بها الباطل ..
    أما ان أهتف بالاصلاح .. وقلبي قانع بالوصول اليه على يد والى الأمر هذا أو ذاك .. فهذا هو الجهاد الحقيقي ..
    وليس الأمر بالصعوبة التى يتصورها البعض ..
    لكن الصعوبة الحقيقية تكمن فى اخلاص النوايا .....

    تمت الدراسة بفضل الله وتوفيقه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    " ان أريد الا الاصلاح ما استطعت .. وما توفيقي الا بالله "
    صدق الله العظيم


    مصادر الدراسة ..
    (1) انحسار العلمانية فى جامعة القاهرة ــ للدكتور عبد الصبور شاهين
    (2) البداية والنهاية ـ للامام بن كثير
    (3) مصر بين الدولة الدينية والمدنية ـ نص مناظرة معرض الكتاب بالقاهرة عام 1992 بين الفقهاء وبين العلمانيين ..
    (4) خريف الغضب ـ للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل
    (5) التعصب والتسامح ـ الامام محمد الغزالى
    (6) قنابل ومصاحف " فصة تنظيم اجهاد " ــ لعادل حمودة
    (7) أسرار محاكمة قتلة السادات ـ للكاتب الصحفي حسنى أبو اليزيد
    (8) صحف ومجلات ومطبوعات متنوعة

المواضيع المتشابهه

  1. "قصة بسيطة جدا " قصة لفيصل الزوايدي
    بواسطة فيصل الزوايدي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 05-04-2017, 02:14 PM
  2. الجاسوس الروسي المسموم أسلم قبل موته
    بواسطة عطية العمري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-02-2008, 08:59 AM
  3. قصة أبكت الرسول صلى الله عليه وسلم ..قصة حقيقية‏
    بواسطة رنده يوسف في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-02-2008, 05:02 PM
  4. الخنجر
    بواسطة عمر علوي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-05-2007, 10:21 PM