الجزء الأول
ما أشد الحرب المسومة .. على الدين الاسلامى ..
ما أشدها تلك الأزمات التى واجهها فى مختلف العصور ..
منذ بداية الفتنة الكبري .. وحتى أزمات عالمنا المعاصر .. مرورا بالفرق الهدامة كالرافضة والشيعة وغيرها ..
ولولا أن الله تعالى أكبر من كيد المعتدين ..
لولا أنه سبحانه وتعالى متم نوره ولو كره الكافرون ..
ولولا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
ولولا بقية الخير .. وأنبياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. علماؤها الأجلاء
لولا هذا كله ..
ما صمدت وتصمد الدعوة الاسلامية فى مواجهة جند الباطل
وتحفل كتب التاريخ الاسلامى بقصص الفرق الهدامة التى اتخذت الدين الاسلامى هدفا لسمومها .. اما بجهل واما بغرض ..
ويطالعنا " الشهرستانى " المفكر الاسلامى الكبير بالعديد من هذه القصص فى كتابه الرائع " الملل والنحل " .. والتى تمثل مرجعا لشتى الملل والنحل الزائغة التى ضلت وأضلت ..
وبعصرنا الحالى ..
فى تارخنا المعاصر .. اتخذ جنود الباطل أسليبا جديدة .. وغرروا بالعديد من شباب الاسلام مستغلين جهلهم الفاضح بأمور وسماحة الدين الاسلامى .. لينضموا اليهم عن جهالة ويتحولوا الى الزيغ وهم لا يدرون ..
ولا يخفى الدور البارز للغرب فى تشجيع هذه الفرق .. أحفاد الروافض القدامى .. وللأسف كان من هؤلاء بعض أهل الفكر والأدب المسلمين الذين باعوا دينهم وخسروا دنياهم .. وساعدتهم مواهبهم على اسباغ الجدية على المذاهب الرخيصة التى يدعون اليها مستترة بثوب الاصلاح .. وصارت دعواتهم حق يراد به باطل ..
ونحن لا نلقى الاتهامات جزافا ,..
فمن تعليق كبار ساسة الغرب ومفكريهم نتبين النية المبيتة لضرب الاسلام فى أهله ..
وهى تعليقات صريحة وواضحة .. ولا تحتاج الى تخمين ..
ألم يقف الرئيس الأمريكى الأسبق " رونالد ريجان " بعد انهيار الكتلة الشرقية فى نهاية الثمانينيات معلقا على هذا الانهيار بأن الغرب أزاح كابوس الشيوعية .. ولم يبق لهم من عدو الا الاسلام
ألم يعلن الزعيم السوفيتى الأشهر " جوزيف فيسرافيتش " المعروف باسم ستالين منكرا الأديان وبخاصة الاسلام .. قائلا كلمته المشهورة " الدين أفيون الشعوب ..
ألم تتوالى المطالبات والضغوط الوقحة على البلاد العربية والاسلامية التى تفرد فى نظم تعليمها .. نظاما للتعليم الاسلامى الخالص .. وذلك حتى تلغى هذه الدول أنظمة التعليم الدينى وذلك بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى ..
وللأسف فقد استجابت بعض الأنظمة السياسية العربية لهذه الدعوات وألغت التعليم الدينى ..
ولولا تصدى السعودية ومصر لهذه الدعوة باعتبارهما أبرز الدول التى تفرز الفقهاء لكانت الكارثة حلت بكل الدول الاسلامية وتخلوا عن نظم التعليم الدينى ..
ألم يستغل الغرب كل حادثة .. وكل شاردة وواردة لالصاق تهمة الارهاب بالمسلمين .. حتى ولو كان الجناة غربيون ..
ولا ننسي حادث تفجير مبنى " أوكلاهوما " بالولايات المتحدة الأمريكية فى منتصف التسعينيات .. حيث سارع المسؤلون بالصاق التهمة جزافيا بالمسلمين .. ثم تمر السنوات .. وتبرز الحقيقة .. وتكشف التحقيقات أن الفاعل الآثم جندى أمريكى مارق .. تم اعدامه بالكرسي الكهربائي منذ أربعة أعوام
ألم يعانى المسلمون منذ أحداث الحادى عشر من سبتمر ..
باعتبارهم مرتكبوها ..
والله انى لأخشي أن يخرج الغرب بتحميل مسؤلية أعاصير " تسونامى " و "كاترينا" للمسلمين .. طالما أنها أصبحت دعوة مفتوحة للنيل من الاسلام ..,
بعد هذه المقدمة المريرة سأحاول التعريف بالفرق الجديدة .. النصل والمقبض .. اللذان اجتمعا على هدف واحد .. النيل من الاسلام ..
أما النصل ..
فهم دعاة الدنيا من العلمانيين ورجال الشيوعية التى انهارت وكان يظنها أصحابها أنها البديل الحقيقى للنظام الاسلامى
والمقبض ..
فهم دعاة الآخرة أومن يسمون أنفسهم بذلك زورا وبهتانا .. ويتحدثون باسم الدين وهم أبعد ما يكونون عن ادراك رسالته وفلسفته الربانية ..
هذا هو الخنجر الذى تلاقت أهداف صانعيه على ضرب الاسلام بكل قيمه الانسانية الربانية الفريدة
وهم على التفصيل الآتى
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
أولا ..
النصل " العلمانيون والشيوعيون "
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
العلمانية هى النظام الذى يعتمد على حصر الدين فى دور العبادة .. وانكار القدرة الالهية والعياذ بالله على تنظيم حياة البشر سياسيا واقتصاديا ..
باختصار .. يرون أن الدين يقتصر على العبادة وفقط دون التطبيق العملى على الحياة اليومية .. باعتبار أن الانسان بالعلم والقدرة أدرى بتنظيم شؤونه من خالقه !!!!!!!!
أو كما يقولون وينكرون أن الاسلام دين ودولة ..
واعتمدوا فى هذا على اغراء دعوتهم الفاسدة بالانحلال الكامل من الالتزام الدينى .. بالدعوة الى تحرير الشهوات .. ويسمونها " حضارة " !!!!!!!!!
وبدأت كارثة العلمانية فى الدول الاسلامية .. بالثورة التى قادها " مصطفى كمال أتاتورك " على أنقاض الدولة العثمانية فى اثر هزيمتها فى الحرب العالمية الثانية .. فهدم المساجد .. وأعلن تركيا كدولة علمانية صرفة ..
ثم تتابعت السنوات وخرج علينا أعوان ابليس الجدد .. مقدمين أنفسهم تحت راية الفكر .. فظهر فى مصر على سبيل المثال .. فرج فودة , محمد خلف الله , نصر حامد أبوزيد , سلمان رشدى وغيرهم ..
وتصدى لهم علماء الاسلام .. الامام محمد متولى الشعراوى , الامام محمد الغزالى , المستشار مأمون الهضيبى , المفكر الاسلامى الكتور محمد عمارة , المفكر الاسلامى خالد محمد خالد ..
وقامت هذه النخبة الطيبة بتمزيق ادعاءات هذه الفئة الضالة تمزيقا ..
وشرحوا لهم كيف أن الدين الاسلامى والقرءان الكريم ليس من صنع أفكار البشر حتى يموت بفعل الزمن .. وكيف أنه ليس من أفكار الرسول صلى الله عليه وسلم .. فما كان لينطق عن الهوى .. حتى يقارنوه بهذه السذاجة بمفكرى الغرب ..
شرحوا لهم كيف أن الاسلام دين ودولة وشرائعة متطورة بطبعتها .. ولم يقف الاسلام عند تنظيم ما استجد من حياة البشر .. لأن الرسول صلى الله وسلم بشرنا ببعث عالم على رأس كل مائة عام يجدد للأمة دينها الحنيف ..
وأحيل القراء الى المناظرة المنشورة والتى جرت وقائعها فى معرض الكتاب بالقاهرة فى يناير 1990
وقد تم نشرها بعد أن حضرها الآلاف وشهدوا اندحار دعاوي فرج فودة ومحمد خلف الله على يد الامام الغزالى والمستشار الهضيبى والدكتور محمد عمارة
أما الشيوعية .. فلا تختلف كثيرا فى فساد الرأى .. ان لم تزد .. اذ أن دستور الشيوعية الأكبر والذى أفرزه المفكران " كارل ماركس " و" أنجلز " فى بداية القرن الماضى يقرر " لا اله .. والحياة مادة " !!!
كارثة ورب الكعبة ..
كارثة أن يعصي الله فى أرضه بهذا الفجور ..
ومهدت أفكار ماركس وأنجلز الى قيام الثورة البيلشفية أثناء الحرب العالمية الأولى على يد " فلاديمير أوليانوف " الشهير باسم " لينين " ورفيقه " جوزيف فيسرافيتش " الشهير "بستالين" ..
وفشلت محاولات المخابرات الانجليزية فى منع الثورة .. ووصل الثوار الى رأس الحكم فى روسيا بمعاونة المخابرات الألمانية فى عملية عرفت باسم " عملية القطار الحديدى "..
وأسقط البلاشفة الحكومة وأعدموا القيصر وسائر أفراد أسرته مما استحقت معه هذه الثورة تسميتها باسم الثورة الحمراء ..
وبدأ الكابوس الشيوعى فى الظهور ..
ومنذ بدايته ..
اتخذ الاسلام عدوا له .. بأكثر من عداوته للرأسمالية غريمه التاريخى ..
وقامت دعوتهم الخيالية الفاسدة على فكرة ملكية الدولة لوسائل الانتاج .. وتحريم النشاط الاقتصادى الفردى .. الذى أقره الاسلام بضوابط جبارة تقتطع حق المجتمع فى فلسفة ربانية سليمة ..
وتسببت هذه الدعاوى فى قتل الطموح .. فالنظام الشيوعى يطالب أفراده بالحد الأقصي من الجهد .. فى نظير الحد الأدنى من الحقوق .. وهى الفلسفة المريضة التى لهث خلفها بعض المفكرين العرب فى خمسينيات القرن الماضى .. بعد أن استبدلو الحج للكعبة بالحج الى الكريملين ..
وسقطت الشيوعية سقوطا ذريعا بعد أن أهلكت كل من اعتنقها ..
فان لم تقتله جسدا .. قتلته فكرا وأعصابا ..
ويمكنكم مطالعة المزيد من تفنيد الدعاوى الشيوعية فى كتابات علماء الاسلام ومفكريه العباقرة الذين تصدوا لهم فأفحموهم ..
ومنهم الامام متولى الشعراوي الذى أبطل الدعوة الى الشيوعية والرأسمالية داعيا الى التأمل فى الفلسفة الاسلامية فى الاقتصاد السليم حتى أعتبره الشيوعيون أعدى أعدائهم .. وعده الرأسماليون بوقا لهزيمتهم المحققة حتى هتفوا " أسكتوا هذا الرجل " فى اعتراف صريح بعجزهم أمام منطقه السليم وشعبيته الخارقة فى الدول الاسلامية .. رحمه الله رحمة واسعة
وكذلك الدكتور مصطفى محمود .. والذى فند أفكار الشيوعية المريضة فى العديد من كتاباته ومنها " لماذا رفضت الماركسية " و " الماركسية والاسلام " و " سقوط اليسار " و غيرها
ولا ننسي المفكر الاسلامى العملاق " عباس محمود العقاد "
هذه العقلية الفريدة شكلا وموضوعا .. والذى ألف مراجعا تعد من نوابغ الفكر الاسلامى والعربي ومنها مؤلفه النادر " لا شيوعية ولا استعمار " وغيرها ..
خلاصة القول هنا ..
أن الغرب لا يعاب عليه حربه ضد الاسلام ..
فهذا حالهم دوما ..
لكن من يعاب عليهم حقا ..
هؤلاء المحسوبون علينا ..
من رجال الفكر العلمانى والماركسي الفاسد ..
ولو أنهم حقا كانوا صادقين مع أنفسهم .. لوجدت أنهم لا يؤمنون بما يدعوننا اليه ..
وهذا بيت القصيد ..
اذ أن هذا يعنى التبييت المسبق لسوء النية
وأخيرا وليس آخرا هذا يا أصدقائي هو الجزء الأول من موضوعنا معا ..
قصة النصل ..
وللحديث بقية .. وللفكر بقاء .. ان شاء الله ..
لنتعرف على الجانب الآخر من الخنجر .. المقبض ..
فان كان لى بقية عمر .. ان شاء الله .. سأواصله قريبا
_