أحبائي ..
اعذرونى بشدة .. على النقاش الذى أطرحه عليكم اليوم ..
وليس الهدف منه لا سمح الله تقويضا لجهد من جاهد ..
أو احباطا .. لرؤية من رأى ,,
فقط ..
هى بعض التأملات التى رأيت ان تشاركونى فيها ...
بداية الأزمة ,,
فى شهر سبتمبر الماضي .. خرجت علينا احدى الصحف الدانماركية .. وهى بالمناسبة واحدة من أكبر ثلاثة صحف على مستوى الدولة ..
خرجت علينا بملحق فى أحد أعدادها الصحفية .. يحتوى على مسابقة أو تصويت لرؤية فنية من رسامى الكاريكاتير للتعبير عن الاسلام فى صورة نبيه عليه الصلاة والسلام ..
وبدأت الحملة الوقحة بأحد أشهر رسامى الكاريكاتير بتصوير الرسول عليه الصلاة والسلام برسومات بالغة الوقاحة .. وان كانت تدل حقا على مدى الصورة المتدنية التى خرجت لنا نحن المسلمون فى الغرب .,
والصورة التى ينظرها الغرب الى المسلمين والاسلام ليست بجديدة .. لا سيما عقب تفجر أحداث الحادى عشر من سبتمبر والتى آذنت ببدء حملات التشويه ووصولها الى مداها الاقصي ..
وزاد الأمر تدنيا مع اهمالنا البالغ فى الذود عن الاسلام وصورته فى وسائل الدعاية العالمية خاصة فى الاتجاه الفكرى المحض الذى يوضح الصورة الحقيقية للاسلام ..
لم يحمل عبء الدفاع بقدر المستطاع الا مسلمى المهجر الذين حاولوا بقدر الامكان نشر الفكر الصحيح المعبر عن الاسلام ..
وعلى الرغم من ان الأزمة تفجرت فى سبتمبر ولاقت رد فعل من الشعب الاسلامى والعربي .. الا أنه لم يكن بمثل هذه الثورات البركانية التى حدثت فى الأيام القليلة الماضية ..
وعلى نحو فجائي ..
وبعد ثلاثة أشهر من الرسوم .. بلغت الغضبة والمظاهرات والثورة على الدانمارك .. لم تبلغها ثورة مماثلة ..
وهنا ..
لابد لنا من وقفة ,,
وقفه .. تتيح لنا التأمل قليلا فى الحشد الشعبي والرسمى والاعلامى ضد الدانمارك ومنتجاتها واعلامها وسفاراتها ردا على الجريمة التى ارتكبتها .. وهى جريمة حقيقية بكل المعانى ...
لكن بالخضوع للنظرية النسبية أى وضع الحدث مع الأحداث المماثلة ومحاولة المقارنة والدراسة ..
كالتالى ,,
لماذا مع الدانمارك تحديدا ؟!!
كل ما أرجوه منكم هو الصبر قليلا ..
والتأمل فى ماضي الحوادث المماثلة والمقارنة بين ردود أفعال كل منهما .. لا سيما ردود الفعل الرسمية ..
فمنذ حوالى عقد أو أكثر .. فى نهاية الثمانينيات تقريبا .. وقف رونالد ريجان الرئيس الأمريكى الأسبق
معلقا على انهيار الاتحاد السوفيتى .. وقال فى نهاية تعليقه ..
" فرغنا من الشيوعية .. ولم يبق أمامنا الا الاسلام "
ترى ..
ماذا كان رد الفعل الرسمى أو حتى الشعبي على هذا التصريح الذى يمثل اعلانا رسميا للحرب على الاسلام ..
هذه واحدة ..
وعقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر .. وقف الرئيس الأمريكى الحالى جورج بوش وأيده رئيس الوزراء الايطالى سيلفيو بيرلسكونى .. قائلا
" لابد لنا من حملة صليبية جديدة ضد الاسلام "
وخرجت ردود أفعال .. ولكن هل كانت تساوى معشار الحادث مع الدانمارك الآن ..
ولم تبرد بعد حادثة تدنيس المصحف الشريف فى معتقل جوانتاناموا .. والذى كانت ردة الفعل الغربية نفسها عليه فى الصحف أشد تأثيرا من ردة الفعل الاسلامي ..
ولا ننسي ما حدث فى حادث مطابق لحادثة الدانمارك ..
الصحفية الاسرائيلية ناتالى .. التى نشرت رسومات تسيئ بها الى الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر مما تسيئ اليه رسوم الدانمارك بألف مرة .. ولست أريد أن أتذكر تفاصيل تلك الرسومات الحقيرة ..
فماذا كان رد الفعل الاسلامى يا ترى ..
وهل كانت يساوى معشار ما عليه ردة فعل المسلمين الآن ,,
وهل نسينا جوزيف ليبرمان السيناتور الأمريكى اليهودى الذى وقف ينادى بضرب الكعبة المشرفة بالقنابل .. !!
ترى هل وجد من يرد عليه .. أو على دولته ..
ولو تركنا الأقوال والرسومات .. وذكرنا الأفعال فسنحتاج الى مجلدات ..
من زعزعة أساسات المسجد الأقصي .. الى القتل والتشريد للمسلمين فى العراق وقبلها فى فلسطين .. وكذلك من قلبهما جزر المسلمين فى أشرس حرب عرقية ضدهم فى الصرب والبلقان ..
وغير هذا كثير ..
وأنتم أدرى به ..
دعوة للتأمل ..
أثرت فى النقاط السالفة بعض الافعال المماثلة .. وها نحن بصدد جريمة الدانمارك ..
وما علينا الآن الا تدارس ردة الفعل الاسلامى الحادثة الآن .. وفيما مضي
ردة الفعل الشعبية
ردة الفعل الشعبية الساحقة تمثلت فى دعاوى للمقاطعة ضربت رحاها فى شتى البلاد وفى توقيت بعد الجريمة بنحو ثلاثة أشهر .. ولسبب غير معروف ازدادت المظاهرات ودعوات المقاطعة الرهيبة والمثيرة للجدل حول الهدف الحقيقي من خلفها
كل هذا التركيز على الدانمارك .. بالرغم من اعادة نشر الرسوم مرات ومرات فى صحف أوربية اخرى
فى النرويج وفرنسا والمانيا .. خرجت لمؤازرة الدانمارك فى قضية حرية التعبير ..
كل هذا ..
فى الوقت الذى صدر فيه اعتذار من الصحيفة وتبرير كامل للأحداث على صفحات الجريدة نفسها وموقعها على شبكة النت وباللغة العربية بالرغم من محاولة تشويه الاعتذار .. وأيضا لسبب غير معروف ..
وبالاضافة الى الاعتذار الرسمى .. من الصحيفة ..
وقف رئيس الوزراء الدانماركى " راسموسن " يعلن اعتذاره رسميا باسم حكومته وشعبه على الحادث غير المقصود والذى جاء نتيجة لعدم تقدير الصحيفة أن الدين الاسلامى يختلف فى تقديرا النقد وحرية التعبير
ولنا هنا أن نسأل ..
ارتكبت الصحيفة جريمة .. واعتذرت عنها علانية .. فما الهدف وراء استمرار الضغط .. وما الذى نهدف منه من الهجوم اذا !! وهل المطلوب ما هو أكثر .. وما هو المطلوب بالضبط ؟!!
ليس هذا من قبيل الدفاع عن الدانمارك ..
لكنه سؤال فى مجاله بالفعل .. أمر حدث وأخذنا الاعتتذار .. فما الذى تبقي اذا .. ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه وهو أول من كان يقيل العثره ويقبل العذر
وهل ننسي المروى عنه صلى الله عليه وسلم من سؤاله عن اليهودى الذى كان يؤذيه وذلك عندما غاب عنه .. وهو ما كان سببا فى اسلامه