أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 24

الموضوع: سأضحك ملء الحزن //روايتي الجديدة

  1. #11
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    7

    )
    و كأن الثلج لم يقنع يحيى بأن الخروج للنادي مستحيل هذا العصر ,
    ولا حتى حذاءه البالي أقنعه وهو يضرب دنياه بسخرية من كل مانع يمنع تواجده في نادي الأدباء.
    هروب من كل شيء ليرمي نفسه في المكتبة ويغرق رأسه في الأجنحة المتكسرة وحلم خريف وسقوط عرش الكلام .
    ومرة هي الأيام يا شعر القوافي
    وحلوة هي العبارات يا خدر الجمل القمرية المشبعة أدباً المحلقة بعيداً عن تساكب مطر وتناحبه خارجا .
    ستغفين يا نفس مع أحلامك قليلا ولا تستيقظي واقرأي سطر الحبور في لوعة عناق لما وراء الواقع .
    وأمسك يحيى بقلمه ليبدأ في تحليق يكتب قصة بيع
    بيع ماذا ؟ ماذا يريدون أن أبيع ؟
    هز قلمه غاضباً ورمى به بعيداً ليعود بين يدي رجا :-
    - ها هو ضحية سخطك رأيته فخشيت أن يرفع عليك قضية وأنت لا تملك في جيبك أجرة المحامي .
    - ولا أملك أيضا ثمن الحلوى لريما ولا الثوب الذي تحلم به ولا جذوة نار لمدفأة ولا حياة ليوم لا مع القلم ولا بدونه .
    - بل مع القلم تجد .
    - كيف يا صاحبي الضفدع ؟
    سأطلق النقيق عليك ولن يكون بلا فائدة , بع قصصك يا رجل .
    - لمن ؟ دور النشر ترفض نشرها .
    - صاحب تلك الدار أديباً كبيراً قرأها
    قال لي :
    - ويحك يحيى ما هذا الفكر الرائع
    ويحك يحيى قرأت وقرأت حد الرواء أدباً من قلمك
    ويحك يحيى لم لا تكتب دائماً فأنت محلق في سماءات الأدب
    ولما طلبت منه نشرإنتاجي
    قام ومشى وقعد ثم أدبر ثم أسفر ثم قام ثم قعد ثم قال وقد اختلطت دماء الحماسة ببرودة كلماته فأطفأت نبرته حتى لخلته قادماً من يوم لم يكن تاريخاً بل لعنة على كل قلم حملته
    - ماذا قال ؟
    وضحك يحيى
    ضحك وضحك وقال لرجا :
    - أرأيت ؟ أنا لم أبتسم بل ضحكت يا صديقي المشاغب ضحكت وسأقوم للرقص أيضاً .
    - كفاك يحيى وقل ماذا قال لك ؟
    - قال :
    إسمع أيها الأديب العبقري , أدبك لا سوق له .






    (8)
    وعند مدفأة النادي المشتعلة وألسنة النار تحاول أن تلتهم برودة الحزن القابعة في قلبي الصديقين قال يحيى :
    - أرأيت يا صديقي أدبي لا سوق له ؟
    - ألم تناقش نفسك العلية لم ؟
    ونظر يحيى لرجا لائماً :
    - هل أنا المسؤول عن هبوط الأذواق يا أخي؟؟
    هل أنا المسؤول عن تردي الأوضاع وضيق الأحوال الاقتصادية فمن سيقرأ أدباً وبطنه خاو.
    - من يحادثه الأدب , من يقول له الأدب أنا معك , من يعرض له الأدب مرآة تعكس سفن خلاص في بحر واقع لا سحابات خيال .
    - من أراد أن يحادثه الأدب فقد استطاع أن يشتري الكتاب .
    ومن استطاع أن يشتري يذهب لخليفة بقروشه الضعيفة يكتب
    في أكياس ورقية قصة جوع طفلة أو شحوب أم .
    - كم تختزل الدنيا بهذا يا صديقي أو بدار نشر واحدة ؟ تحرك يا رجل .
    - يا رجا تحركت .. ولكنهم يريدون كتباً وفكراً مثل الرقص في النوادي الرخيصة أتعلم قبل أيام قال لي أحد الناشرين , نكرة في عالم النشر ولا أدري من أين انبثق ؟
    - ماذا قال ؟
    - قال لي : يا أديب يحيى علمت انك أديب تكتب حكايات , تخيل هذا ؟؟ حكايات !! فقلت له نعم وابتسمت
    - آه ابتسامتك الشهيرة
    - كان يحتاجها
    - أكمل
    - قال لي سآخذ بعض حكاياتك أنشرها ولكن قبل ذلك سأعطيها لمنتج سينمائي .
    - ماذا ؟ جيد هكذا تنتشر أكثر..
    - ولكن ...
    - ماذا ؟؟
    - أريدك أن تضع بعض المشاهد العاطفية وقليلاً من القبلات وقليلاً من المشاهد في الملاهي الليلية وسنحضر أفضل راقصة على وجه الأرض وسترى يا يحيى ستصبح من ذوي الثروات ..ما رأيك لقد وافقت يا رجا !
    - سأخنقك لو فعلت .
    - وقال لي : خفف يحيى من نبرتك العالية , خفف من هذه الألفاظ التي لا يفهمها إلا أنت , خفف من نقدك اللاذع لأحوال الناس وال.........
    خفف يحيى ..خفف تثقل جيوبك
    هذا هو البيع الذي عرض علي فلم لا أبيع ؟!!
    - لم لا تبيع فعلا يا يحيى؟ بع وكن من أصحاب الثروة واشتر لابنتك الحلوى والثوب ولكن تذكر أنها نقود مرة أو ..
    - قذرة أليس هذا هو البيع الذي تريدون أن ألجأ له؟
    - من أوحى لك يحيى بهذا أو كل الناس على شاكلة هذا الرجل ؟ إسمع لقد أتيتك اليوم ومعي مفتاح ذهبي .
    - نعم كجدائل ريما حلوة المذاق ..
    - نعم كجدائلها ..فاستمع لي يا صديقي الحالم الساخر .





    (9)
    وماذا سيسمع يحيى ..؟
    كل ما كان يهمه أن يرى أدبه ينتشر , لقد تعرض كثيراً لنقد النقاد بسبب غموض بعض عباراته وعن إيغاله حينا بالرمزية وحتى أن بعضاً قد اتهمه بأنه يعيش في برج عاجي .
    وتعدى نقدهم إلى تجريحه بأن اتهموا أدبه بترف خيال , وترف قلم فالفائدة المرجوة منه قطع الوقت ولإثراء اللغة بزخم الصور والتشابيه .
    لم يكن نقداً منصفا في كل إنتاجه . لربما الآن نعم ولكن سابقا كان يحمل هماً دفيناً يسقيه من
    حاضر مؤلم يتخبط فيه الكل , فانعكس أدبه إلى تصوير مر للواقع المتردي من فقر وانحلال واغتصاب للحقوق وضياع الهوية بأسلوبه غير المباشر و أحياناً بقلمه الساخر الذي أزعج الكثير.
    و لم يعرف يحيى فك طلاسم النفوذ والنفاذ إلى معقل ليس بقدرته التنازل عند أبوابه .
    فجنحوا إلى رفض كل ما يكتب حتى لا يصطدموا مع من يعطي رخصة العيش ..
    فأسكن فكره غياهب أدراجه حتى لا يحرم حلوة المذاق أبسط أنواع العيش الذي يؤمنه لها هي وأخوتها وقبع يحلم .
    ليس بقدرة يحيى أن يعطي فكراً متزناً يصور حالة مشوهة دون أن يضع مبضعه الجراحي من لفظ ساخر أو يحمل مرآة تكشف سوءات المتنفذين وأصحاب الجيوب المنتفخة على حساب الحملان .
    وليس بمقدوره اختزال هم صنعه تمزق وتفرق واستعباد واستعمار وضغط يثقل على صدر الخلائق ويكتفي هو بإشارات مبهمة ونفاق خرفان لذئاب متسلطة , تلك الذئاب التي يرى مبسمها يقطر دماً من أخ له أو ابن عم أو جار بعد أو قرب .
    ليس بمقدوره لا هذا ولا ذاك .
    فلما رأى أن خبزه احترق وأقصي حرفه قصداً ودون قصد ,وحمل أوزار القوم وقلمت أجنحته الهائجة , قرر اللجوء للحلم .
    ماأجمل الخدر
    لا يطعمه
    لا يسقيه
    ولكنه أيضا لا يقتله ويقتل أطفاله .
    هو هناك في زاوية بعيدة يقول لقلمه تعال فقد تصالح يحيى مع نفسه وعقد معها هدنة
    ألا مساس..
    لن تمس مناطق حمرية قانية
    لن ترسف في قيودهم فحريتك لا تزعجهم .
    فدغدغ رغائبه وتوقه للكتابة
    بلا مساس ...
    وكلما هبت رياح الحزن تحمل لواقح أمراض يعجز عن أن يئدها فيلجأ إلى مراعاة ضميره بقصص ومقالات في غرفة عمليات خاصة جداً ثم إنعاش ثم يقتل ظهورها ويخفيها في أدراجه .
    لتبقى
    بلا مساس ..


    يتبع
    أخيتي : من تريد حفظ كتاب الله فسأعينك فقط راسليني على الخاص

  2. #12
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي


    (10 )

    بلا مساس
    وأيقظته يد رجا الصارخة
    - كفاك شروداً وكن معي دقيقة
    واعتدل في جلسته ليسمع ولكن رواد النادي من أدباء متمردين على سطوة الثلج يقتحمون المكان بضحك يلهب الجو فيشعله دفئا ً .
    -آه أديبنا الكبير يحيى العمر هنا .. يا لحظنا هيا اقرأ علينا شيئا يدفء أرواحنا فقد استهلكنا من البرد فما عاد لدينا طاقة هيا يا رجل لا تتدلل علينا .
    وابتسم يحيى وفتح ملفه الأخضر ليتلو(( وثيقة اعتداء))
    -ماذا ؟
    -وثيقة اعتداء , قال يحيى هذا عنوان مقالتي الجديدة .
    -عم هذه الوثيقة ؟ عن زوجتك ؟
    -لا إنها عن صحن الفول
    وساد جو من الارتياح ومن ثم الضحك فانبرى أحدهم قائلاً :
    -أخفتنا يا أديب ظننا أنه قد ساءت أخلاقك فصرت تتحدث في السياسة .
    -السياسة ؟ ومنذ متى أتعاطاها ؟
    -ألا ترى الحالة حولك ...قام أحدهم غاضبا ً : ألا ترى التردي السياسي والإقتصادي والوطني والحياة بأكملها . ألا ترى جرذاناً يعيثون في سفننا فيقرضون الخشب فيغرق شبابنا في الضلال ؟ ألا ترى اعتداءات الكل علينا فصرنا فاقدي الحس والدهشة كل ما نفعله ... إما أن نصيح داخلنا أو نحلم بسيف بتار لا وجود له .؟
    ألا ترى ذلك حتى تتكلم فقط عن صحن الفول ؟
    ألا تكون مرة ليبرالياً أو حتى ..
    وقاطعه أحدهم قائلا ً :
    -وما نفع الكلام صديقي العزيز؟ وكيف سيصل ؟ أم تريد فقط أن تعكر فنجان صديقنا الأديب بلا فائدة؟
    -بل فنجانه فارغ يا صديقي كما فناجينكم كلكم . أنتم ثلة من متشدقي ثقافة لا تتقنون إلا إضاعة الوقت وحتى اجتماعكم هروباً من حال سيء إلى قعر فناجينكم الفارغة .
    -وأنت قال رجا ساخراً:
    -ماذا تفعل هنا ؟ أرنا بئرك المليء يا صاحبي واستوعب سفح جهلنا بقمة رأيك الثائر .. هيا اعرض لنا خطوات نبتعد عن التشدق ونملأ دلاءنا .. هيا .
    -يبدو أنكم لن تفهموني كان الأجدر أن أقبع في بيتي أتدفأ بدلاً من برودة جوكم كم تمنيت أن تفهموني ..
    -بل فهمناك يا صاحبي قال يحيى وقام يحيط كتفيه بذراعيه ويقوده أمام الجميع
    -فهمنا أنك تريدنا أن نتكلم عن شيء هام غير صحن الفول .
    والتفت الرجل متفائلاًً : نعم نعم
    -حقا ياصاح يجب أن نهتم وكثيراً بما قلت . ألا ترون يا إخوان ؟؟ ألا ترون إنه يحتج على وثيقة الاعتداء أنها عن صحن الفول , لن أغضبه سأغيرها إلى وثيقة اعتداء على ...على .....صحن الحمص .
    وانفجر الجميع من الضحك .. وهجم الرجل على يحيى ليضربه لينقذ ويلقى على أول مقعد في سيارة الأجرة ...



    (11)
    - هكذا أنت يا يحيى .. هكذا أنت ساخر بكل من يهاجمك
    -أكنت تريدني أن أصمت وهو يصمنا جميعا بالتفاهة ؟
    - لا.. ولكن الرجل قال رأيه حتى ولو كان فظاً .
    - ماذا تعني ..؟؟ أأتركه يصفنا جميعاً بأنا متشدقي ثقافة ؟
    - لا بل اكتب عنه وثيقة اعتداء بدلاً من صحن الحمص
    ونظرا إلى بعضهما وانفجرا ضاحكين
    -إيه يا صديقي قال رجا : إنه لم يبتعد عن الحقيقة .
    -نعم ولكن الحقيقة يمكن أن تقال بأسلوب أكثر حضارية وليس بالضرورة التهجم . ألا يكفي أنا مطحونون من كل من بيده سوط ويفوقنا طولاً؟ ألا يكفي هذا ؟ ونقوم نحن بعض أيدي بعض وتكسير أقلام بعض .
    -يفوقنا طولاً؟؟؟؟
    -تعبير فقط ..
    -آه هم يفوقونا طولاً بأسواطهم ونحن نفوقهم طولاً بألسنتنا .
    -لا يا صديقي , هم يفوقونا طولاً بأسواطهم ونحن نتفوق عليهم بطول ألسنتنا المبتلعة في جوفنا فهذه منة وكرم منهم حتى لا نجوع يا صديقي حتى لا نجوع ...
    -حقاً .. حقاً لو أن قلمك الساخر هذا يوظف جيداً ..
    -ماذا سيحدث أسيأتي بالحكمة الضالة ؟؟ أم .. أم .. أم
    إنتظر قد يأتي بترياقٍ كلامي يشربه عقول بعض أصحاب دور النشر فيتهافتون على نشر قصصي .
    -لا فائدة ترجى منك دوما أخرج من المناقشة خاسراً لأنك تبدأها ساخراً وتنهيها ...
    -أنهيها بمر المحاولة للنسيان يا صديقي
    بضحك مخنوق في قلب الحروف الحزينة .
    ويضع رجا يده على كتف صديقه قائلاً :
    -لا أحب التباكي وقد قلت لك قبل أن تحدث تلك العاصفة أني قد أتيتك بمفتاح ذهبي
    -حقا لأي قصر ؟
    -بالله لا تبدأ سخرية وإلا تركتك .
    -آسف يا صديقي فأنا يجب أن أذهب لبيت أبي علي
    -من هذا؟؟ أزميلنا في الأرشيف ؟
    وشرح له يحيى بمرار القصة
    _ إسمع صديقي الأديب
    أخذت موعداً بعد المغرب رأساً مع رجل مهم سيقوم بعمل مسابقة في القصة وقد حدثته عنك ورحب كثيراً فلا تضيع الفرصة عليك إنها فرصة كبيرة لنشر فكرك أليس ذاك ما تبغي ؟
    نظر يحيى نظرة عميقة لصديقه وقال له:
    - وأبو علي
    - هيا يا رجل سينتظر أبو علي وابنته فقد تكون هذه فاتحة لا تحتاج لها لأبي علي وقروشه الضعيفة .
    وفي الطريق إلى بيت الرجل تبسم يحيى ومال على أذن صاحبه قائلاً
    -أتعلم ؟ لو أني أخبر زوجتي بإضاعة قروش أبي علي ماذا سيحدث لي ؟
    -ماذا ؟؟


    (12)
    وصمت يحيى متفكراً بمكر ..تفطن له رجا وعلم أنه سيميته حتى يقول
    -تكلم يا شرير ماذا ؟؟
    وضحك يحيى قائلاً :
    -أبداً سأنام في قن دجاج أم خليل .
    وضحكا فقال له رجا :
    -أما زالت أم خليل تربي الدجاج على سطح المنزل ؟
    -نعم يا صاحبي ونحن نشتم رائحة البيض المقلي دوماً من غرفة سامي وشوقي وطلعت المجاورة للقن .
    -جيد فقد وجدت أم خليل سوقاً للبيض إذاً .
    -نعم نعم هم يأخذون البيض رأساً من القن .
    -مسكينة تعتاش من وراء ذلك .
    -وهم يتغذون من وراء ذلك , وابتسم بمكر .
    -ماوراء ابتسامتك ؟ ماذا ؟ ألا يدفعون لها المسكينة ؟
    -بل يأخذونها بثمن مدفوع , جديد بالعملة اسمه التهديد .
    -كيف ؟
    -لو أنها تجرأت أن تحاسبهم فسيحرموا من البيض وتحرم هي من الدجاج ..
    بشكوى بسيطة للبلدية . فوجدت أم خليل الذكية أن الحل الوحيد أن تبقي على السماح بأن تشتم رائحة البيض العزيز من دجاجها المتناثر وتعتمد أسلوب المناورة .
    -كيف ؟
    -تستيقظ من أوج نومها فهي تعرف متى تضع الدجاجة بيضها وتغزو على قنها في ليل بهيم وتختطف البيض قبل أن يستيقظوا...
    وضحك رجا هازاً رأسه
    -صراع من أجل البقاء .
    -لا يا صديقي بل صراع من أجل البيض .
    ووضع يحيى رأسه على نافذة السيارة الباردة وقال لرجا
    -أرأيت يا رجا الموازين المختلة ؟
    اعتدل رجا مهتماً فهو يعلم أن صاحبه ما أن يتألم حتى يبدع تحليلاً
    -ما بها الموازين ؟
    -تلك المسكينة من أجل أن تحصل على حقها تضطر للتحايل لأن القوة مع الشر المتمثل في اللصوص الثلاثة .
    -لو أن من حقها إنشاء القن لما لجأت للتحايل .
    -بل هو من حقها .
    -كيف يا صاحبي ؟ كيف ؟ إنه مكرهة بين السكان وليس مكانه وهذا ليس حضارياً ؟
    -أضحكتني .. وكأن كلمة الحضارة تقف عند أبواب وتغلق دونها أبواب . ألم أقل لك أن الموازين مختلة ؟ فلو كانت مؤمنة اجتماعيا ً , لو كان هناك من يطعمها , من يعتني بها أتراها تلجأ للدجاج ليطعمها ؟
    إنها يا صاحبي في ميزان بكفة واحدة والكفة الأخرى .... غيبت حتى لا يرى زيف البشرية وظلمها وقصورها .
    وتوقفت السيارة أمام باب ضخم ذهبي بحجم عمارة يحيى ..لتنهي الحديث عن أم خليل ودجاجها .



  3. #13
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أختي الرائعة صباح:


    أقف مندهشة لروعة ما أقرأ ....كلمات طرزت من حروف الجمال

    سلم قلمك أيتها الرائعة

    بإنتظار البقية بشوق

    لك خلالص حبي وودي مع باقة ياسمين

  4. #14
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي







    يتبع

  5. #15
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحية مكتوبة بالطلّ والمحبة

    الغالية صباح،

    "وليت أني خلف السطور أختبئ حتى لا يراني حزني المسفوك على طرقات أيامي .
    وليت وليت ..
    أني أولد ألف مرة قبل أن أرى بكائي ضحكاً وضحكي بكاء ."

    إن أَهرقت المقدمة التي كتبتِها ماءَ الشؤون، وزلزلتْ أجفانَ روحي، فكيفَ بالقادم بصفحات روايتك؟؟؟
    أتابع وسأتابع ماينهملُ زلالاً من قلمك، ولي عودة بإذن اللـه لمشاطرتك مساحاتِ بوحك، فهل تأذنين لي؟؟..

    تقبلي كل الحب والاعتزاز نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقة من الورد والمطر

  6. #16
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي



    (16)
    تمنى يحيى الان منقذه رجا , وضع طبقه على طاولة صغيرة أمامه ولم يتذوق منه شيئا ولو كان يملك ثمن الركوبة لبيته لغادر وسريعا .
    نظر من النافذة ورأى أن الجو صحواً وأخذت نفسه تراوده أن يخرج ويعود مشياً على الأقدام غير منتظر لمقدم صديقه وهم فعلاً بالتنفيذ لولا خجله من رجا الذي اصطحبه هنا من أجله , فجلس متقوقعا على مقعده ككومة مهملة لا تدري متى تعطى صك انطلاق ونشور.
    وسمع صوت صديقه مجلجلاً يضحك مع إحدى النساء فقد كانت ضحكاتها القصيرة ترن في أذنه واستدار ليراهما واقفين غير بعيد منه وأشار له رجا بالتقدم
    - أعرفك إنها الأستاذة خولة علم الدين , أستاذة النحو في جامعة أبو الوفا الأهلية , ماجستير في الأدب وتحضر الدكتوراة تقول لي إن رسالتها سر ولن تبوح به فسيكون صرخة في عالم الأدب.
    - أهلا بك قال يحيى بلطف متناه فقد كانت أمنيته إكمال دراسته ولكن لولا المنحة لما أكمل الجامعة الحكومية .
    - هذا يا سيدتي أديبنا يحيى العمر لا شك أنك قرأت له .
    ابتسم يحيى قائلاً
    - قبل الاستعمار .
    - كيف أجابت الأستاذة خولة ؟
    - أي قبل أن يستعمر قلمي ويرسف في أغلال اللاءات كلها .
    - أنا أعرف من اللااءات ثلاثا ً فهل هي ذاتها ؟
    - لا يا أستاذتنا لاءات يحيى تختلف
    - وهل لي أن أعرف ؟نظرت خولة دون تحفظ لوجه يحيى المبتسم فلمحت موجة من السخرية تعم شطآنه ستمتد وتمتد حتى تشبع فيه كل المرار فتتركه بنوع من الارتياح وكأنه انتقم من شيء دفين في نفسه لا يستطيع الإفصاح عنه .
    - بالطبع تحمس يحيى
    لا تكتب الا ما نريده
    لا تكتب منطلقاً بل وأنت تلبس أسورة باهظة الثمن اسمها قيد
    لا تكتب عن فلان وفلان
    لا تكتب ما يغذي فالبطون ممتلئة
    لا ترفض بيعا لقلمك فأنت جائع
    لا تجادل .. لاتنتقد ...لا تنبه .... إلا بطريقتنا لا .........
    ولم يكمل فقد أكمل عنه رجل آخر كان يسمع فقال:
    - لا تكمل فما تقوله ليس صحيحا بالكلية فأنت تسخط على كل شيء والحرية طير يرفرف على الجميع .
    نظر الجميع إليه ودارت بينهم نظرات ممزوجة بسحابات تحمل مطرا ثقيلاً انسكب في قلوبهم فكلام الرجل ينبيء بخطر داهم وقد تتحول الجلسة إلى ......
    وأنقذ الموقف من زياد ساحباً الرجل من ذراعه حيث الثلاثة قائلاً
    - أعرفكم : السيد المنتصر علي
    واقترب يحيى منه قليلاً ووضع رجا يده على قلبه فهذا يعني حرب كلامية من شفاه ساخرة
    لا تعرف الصمت بل ضاجة بمرار الدنيا وستسقط مخلفة ضحايا أولهم .يحيى فقد يكون هذا الرجل من سيعيد يحيى لسابق حرب كان قد كسر سيوفها . وقد ينزعج المضيف منه فيلغي عرضه الماسي .
    وما أن اقترب يحيى منه حتى أدهش الجميع بقوله
    - ألم تعرفني يا منتصر أنظر جيدا ً...


    (17)
    ولوى المنتصر شفتيه
    - من ؟ يحيى العمر ؟؟ لا اصدق
    - كيف أنت يا صديقي ؟
    وضحك المنتصرقائلاً بنبرة فيها الكثير :
    - كم هي صغيرة دنيانا أوبعد هذه السنين نلتقي ؟
    - حقا ........... أنادم أنت يا منتصر ؟
    - ولم أندم ؟؟ فرصة أن أراك ...
    وقاطعه يحيى ساخراً
    - لا أعتقد انك متشوق لي ولأخباري , يا منتصر ومد الألف في يا ورفع صوته ساخراً
    آه يا قلبي بدأنا قال رجا في نفسه وتدخل بينهما :
    يبدو أننا أما ........واحتار فالجو المخيم لا ينم عن وفاق فاستدرك قائلاً يبدو أننا أمام معارف
    - أحسنت يا رجا فالمنتصر يعرفني منذ كنا في القرية نلعب في الطين ووراء حمار أبي عطية , كان المنتصر يبيع لنا الترمس الذي تصنعه .........وقاطعه زياد قائلاً :
    - هيا يا جماعة تعالوا لنسمع قليلاً من أدب يحيى وفطن يحيى لكلمتي ((أدب يحيى)) وكأنه تنبيه أن تنبه يا أديب واحفظ لسانك
    - هيا يا يحيى اقرأ لنا آخر ما كتبتْ
    هيا وجره من أمام الملتهب المنتصر الذي أحس الجميع ببداية انهزام لأوداجه فانخفضت وانسحب وكرشه المليء يجلس بعيداً معلناً هدنة قسرية مقموعة من صاحب القصر المشيد .
    حان موعد صلاة العشاء يا سيد زياد فسأصلي أولاً
    ونظر حوله ودله زياد على مكان الصلاة ليختفي يحيى فينتهزها المنتصر فرصة ويقول :
    - هل أصبح يحيى أديبا ؟؟ وضحك ماداً ذراعيه علامة الاستنكار .
    - لا لم يصبح يا سيد منتصر فهو منذ ولد أديباً أجابه رجا ببرود.
    - ما الأمر يبدو أننا سنشهد حرباً كلامية والأمسية الأدبية ستتحول لتصفية حسابات تدخلت خولة هامسة لرجا .
    - هكذا يحيى ما أن يحل بمكان حتى يشعله نارا .
    - وقد يكون نوراً أجابته خولة ونظرت إلى البعيد حيث ذهب يحيى يصلي مع بعض الحضور .
    أعجبها التزامه في الصلاة وما أن أطل عليها حتى راودها شعور عجيب تجاهه فأسرت لرجا طلباً بأن تحصل على مؤلفاته كلها المعلن عنها والمخفي ..
    - أما المخفي فلا أدري ..
    وقدم يحيى بهدوء وسكينة جلس على مقعد بجوار رجا ووضع يده في جيبه وكأنه يسترجع نفساً كانت ورجعها مؤلم , فما نفع المهاترة مع أمثال المنتصر فالرجع أنين لا يرف بأنداء ولا يورف بظلال بل ينجب عقم حالة .
    اما المنتصر فسينتصر لنفسه فقد تعمد يحيى إبراز ماضيه الفقير لتكون له اليد العليا ولكنه كجمل حمل هم صحراء بشوكها في جوفه فقرر الصبر والضربة حين تكون الفرصة متاحة .
    ونظراته ليحيى كانت مفهومة للأخير فكره نفسه , لم يجرها إلى مثل هذا المنزلق الأسن ؟
    أحس ببرودة في قدميه تسري لترتفع وتعلن موته في لحظات الغير وضجيجهم .
    فحلق بعيدا منقذاً نفسه من كره لحظة لعشق تهارب .






    (18)
    ودارت القهوة .. وبخارها المحبب ليحيى كأنها من زمن حب قديم يوم كانت أمه رحمها الله تحمصها بيديها وتطحنها فيشتم يحيى رائحتها الزكية من أول القرية .
    كم كانت جميلة تلك الأيام يا أمي كم كانت جميلة ... بسيطة حقا ولكنها جميلة
    تلك الزهور البسيطة التي كانت ترتص في علب من صفيح صدأت بفعل المطر هي أجمل من هذه الحديقة المترامية الأطراف فذاك العشق الملتهب في قلم يحيى الآن يستيقظ ليصرخ في فؤاده .
    أواه يا مهجة العمر كم أتوق لدفء ووارف ظلك ... أتراني أمي كبرت على حضن ؟؟ أتراك أخطأت يا حبيبة القلب لما بعت دكان أبي لأتعلم في المدينة . يا ليتك لم تفعلي .........يا ليتني بقيت عاملاً فيها عوضا أن ألتحف الآن ببرد عوزي ومرأى من كان يبيعني الترمس وهو يحمل مفتاح سيارته بميدالية ذهبية
    يبدو أمي أن الترمس قد أنجب له ثروة قالها يحيى بمرارة ساخرة
    أتعتقدين ذلك ؟؟ هاهو الآن ينظر لي قائلاً :
    - أنا فوقك وفوق كل فوق تحصلت عليه يا يحيى العمر .أنا فوقك فلم ينفعك تفوقك
    - تعالي أمي وانظري للجميع وافرحي لابنك فهو الأفضل بينهم
    حذاء بال وجيوب خاوية وبطون أولاده تصفر قحلاً وزوجته المعطاءة حباً كقذائف في حرب لم تنته هي نفسه الجدباء الآن .
    هاهو ابنك أماه تعالي فانظري فكر عال وحذاء بال ,
    معادلة صعبة يا أمي لا يمكن أن تحليها الآن فقد بعنا الدكان وما كان قد كان
    وأنا أكتب وثيقة اعتداء
    وغداً سأكتب لحظة حرية .....غدا ً عندما أكون عندك أمي ......آه لم تركت ابنك المتفوق عقلا بجيب خاو لم ؟؟؟
    وماذا بعد قال زياد ألن تسمعنا قليلاً من أدبك
    ابتسم يحيى له وأومأ حاملاً ملفه الأخضر وقرر أن يقرأ (( وثيقة اعتداء ))
    وتلا العنوان فقاطعه المنتصر قائلاً :
    - يبدو أنك لم تترك ميولك العدوانية يا أستاذ يحيى .
    - ابتسم يحيى قائلاً : لا يا صديقي فأجمل لحظات عمري لما أمسك بسيفي القلمي وأعبئه مداد فكري القاتل وأصوبه في قلب فوضى محدثة وأسافر معه في جولة إلى حيث عفن أسطوري عشش في النفوس فأفرش ورقي هناك أبيضاً مزروعاً ........... وتوقف قليلاً ثم أردف مبتسماً .......مزروعا ً ترمساً .
    تبادل الجميع الابتسام فالكل فهم أن المقصود هو المنتصر فالجميع يعرف ماضيه وكيف فجأة من بيع الترمس أصبح مليونيراً وكل ما عرفوه ......أنه يغيب بالأيام خلف الحدود ليعود ولا يدرون أية تجارة يتعاطى فمنهم من اتهمه بالتهريب ومنهم بالمخدرات ومنهم ومنهم..ويعلم الجميع أنه غير نظيف أبداً .
    وانتفض المنتصر حانقاً وقال
    - ابق مع سيفك وورقك وتخدر معهما فأنا لا أتعاطى حلم المتخاذلين . وانصرف غاضباً .

  7. #17
    الصورة الرمزية محمد الدسوقي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    الدولة : doha
    المشاركات : 1,420
    المواضيع : 83
    الردود : 1420
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي


    "" صباح الضامن ""

    دعاني قلمكِ لبعض المشاهدة ، فوجدتني أفترش سجادة الوقت لأقضي كل ليلي مع تلك القصة من أول حروفها إلي أخر نقطة ببوحها ، تصاحبني فيها الوجودية ويأخيني عزفك على أوتار العوز ...

    حلقتُ كثيرا بين أفنانك ، فشجاني بوح بنانكِ ، فتيقنت أنكِ على عرش الكلمة تجلسين ، ومن مواجع الحياة تنحتين ، يبلغ بكِ الفكر أحكام الصناعة ، وقصور المهارة في التحكم في كل خيوط البؤس .....

    بجانب كل ما يبهر من لغويات ،وتركيبات الكلمة ....

    بل تتحكمين في مدية الواقع ومغزاه ، وما ينزف من تحايل على جبال ثلجك ..

    ففي قصتك مزية الأدب الرفيع ، والجمال الصادق البسيط

    عشت مع قصك بأندماج وكأنني وسط شخوصك ، وهذه قمة الأبداع

    تحياتي لمداد يقرع السمو

    كوني بخير

  8. #18
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي



    (19)
    وبنظرة عاتبة مبتسمة هز زياد أبو الوفا رأسه وحرك اصبعه في وجه يحيى مراراً ثم انفجر ضاحكاً وضحك الجميع , ضحكوا متوافقين مع ضحكة السيد وفي داخل الداخل وبإيماءت من بعضهم ووشوشات جانبية كان هناك حنق على يحيى المتعالي لفظا ً وسخرية . وكأنهم يظنون ثورته اتهاماً لأقلامهم المخدرة .
    وانبرى الدكتور رياض المسعدي طبيب متأدب يسأل يحيى :
    - يا أديب يحيى هل كتاباتك دوماً فيها نبرة السخرية كما وجدناك قبل قليل مع صاحبك ؟
    - وهل كنت أكتب مع صاحبي قبل قليل ؟ إنما كان جواباً على سؤاله .
    وبامتعاض واضح قال له الدكتور رياض :
    - وكأني شعرت أنك كنت تكتب وصمت محدقاً بيحيى الذي ضجت نفسه فلم يجابه بهذا الأسلوب في التعامل وما شأن هذا الرياض بأسلوبه الساخر مع صديقه أو بكتاباته إلام يرمي ؟ كم هو مؤلم أن تشعر بأنفاس قطبية لا تعرف سبباً لتجمدها !!
    ومن بعيد قالت الأستاذة خولة عبارة هزت كيان الموجودين
    - إن الأديب يحيى أستاذ في فن صعب لا يتقنه الكثير فإن كان يسخر في كتاباته فإنه يهز جغرافيا فكرنا وحدودها لنستفيق فما عاد لنا إلا أن نضحك على خيبتنا .
    - لا أوافقك الرأي يا أستاذة خولة قال الدكتور رياض فالسخرية أحياناً تبدي كاتبها أنه مستعلٍ على من حوله وكأنه من يفهم وحوله في سبات شتوي.
    - هذا إن كان يسخر في غير وجه حق ولكن قلمه لا يسخر من شخوص بل من أوضاع متردية صنعها شخوص يجب أن تنصب لهم مشانق لما يجترحوا من حق الناس .
    - الفن الساخر يا إخوان هو فن راق إن وظف توظيفاً جيداً يحمل فيه القلم هم الكل ويبسطه بأسلوب محبب ..فما عاد لنا حيلة غير السخرية مما نحن فيه قليل منه يشفي الصدور المتأججة .
    ونظر يحيى للأستاذة خولة وهي تدافع عن الفن الساخر ورأى حماسها في الدفاع عن..... وتوقف عن الأسلوب الساخر وليس عنه بالتأكيد .
    والتفتت له خولة قائلة :
    - قل لنا يا أديب يحيى ماذا تشعر وأنت ترسم بقلمك هذا الفن ؟
    - أحس وأنا أكتب أن مراراً كبيراً في مدادي من الأوضاع التي تحيط بنا لا تسعفه التوليفات العادية للجمل ولا أحب الإيغال في عرض التوصيف له بالشكل المألوف فلا ترياق لمراري غير السخرية منه فهو أقوى مني ولا أستطيع التغلب عليه فإن أنا أسرته في حيز سخريتي فكأني أريح ضميري بأني أعزل لا أملك التغيير . أو كأني أسجل عليه انتصاراً أو كأني أسعد من حولي بأن يمدوا ألسنتهم له فذاك من حروف العجز ولا نتقن غيره ..........
    - رائع يا أستاذنا
    توصيف رائع .............. انبرت خولة معجبة







    (20)
    فلنسمع إذا لفارس القلم الساخر مقالته
    قال زياد مبتسما ًوأشار ليحيى أن يبدأ فقرأ يحيى بأسلوبه المميز في الإلقاء الآسر لكل لحظة تحاول أن تقصي اهتمام المستمعين :
    وقرأ..
    (( وثيقة اعتداء))
    تحلق الجميع حوله كان لا بد من دراسة لوضعه الحالي كل ما يمكن أن يفعل بحقه يجب أن يستحضروه وتمنوا فعلاً في تلك الحالة أن يكونوا عشاق كلمة حتى يستطيعوا وصفه بكل الصفات الغزلية الأثيرة ولكنه كان ينظر إليهم وقد فغر فاهه لا يلقي بالاً لمصير قد يصيبه من إقبالهم عليه .
    كان المسكين محط أنظار هذه المجموعة التي تظاهرت حوله ترفعه تارة وتحيط تواجده تارة باخضرار جميل ذو رائحة نفاذة وهو لا يستطيع حراكاً كل ما كان من الممكن فعله أن يقلب جنبيه فيخرج ما في جوفه نتيجة الهجوم المستمر عليه . ولكنه عزيز محبوب وكل ما يخرج منه تتلقفه الأيدي بحب وتودعها قلبها سائلة المولى أن يديم تواجده وأثره الفاعل .
    وصاح أحدهم يا ألله لقد نسينا !
    وتنبه الجميع ماذا يا قاصف ؟؟
    نسينا أن نحفه بالإيقاع فلا يحلو تواجده إلا مع إيقاع الكؤوس الحمراء الخفيفة الحلوة نضرب باليمين فيه وبالشمال نرفع أيدينا بأكواب الشاي كم هو تناغم واقعي جميل .
    وضحكوا لما سمعوه فقد ابتدأ القصف المحلي بالأرغفة الملتهبة والحشائش الخضراء من جرجير وبصل أخضر واستمر طبق الفول المحترم يختنق تارة من يد المتسابقين لغزوه فلا رقيب على جرمهم فالكل مشترك للنيل من هذا المسكين .
    وهو صامت لا يتكلم وماذا سيقول ؟ ينتظر قولته في نهاية المعركة .
    فالهجوم عليه بعد أن يستهلك كالهجوم على قلعة خارت قواها .
    وانتهوا حيث ابتدأ هو ..
    - لعنة الله عليك يا فول نأكلك وتؤلم بطوننا
    - آه أصبحنا لا نفقه شيئا أوه أتمنى النوم ...!!
    - إنه يطبق علينا كسمكة قرش يمتص نشاطنا . وصحن الفول الفارغ ينظر بشماتة الضعيف , مقتول وشامت .
    ولن ينتقم صحن الفول لنفسه قولاً فالفعل من شيم المتفولين نوماً وعسر هضم وضيق في التنفس ورائحة تذب عن المكاتب اعتداء المراجعين فالكل من الرائحة يقول
    اللهم سلم .........اللهم سلم .
    وتكتب كل يوم في بطون المعتدين وثيقة اعتداء على صحن الفول يؤكل ويلعن .
    يتسابقون إليه ويضربونه باليمين والشمال ولما ينتهون منه وقد أخمد أنفاسهم بثقله يذمونه .
    فكم من صحن فول رمي بالبطون قسراً وضرب بلا رحمة وأقصي بلا رحمة وتدافعت الحروف حطيئياتٍ عراضاً في حقه .........
    وهو المنتصر رغم الاعتداء .
    انتهت
    ---------
    وصمت الجميع عند الانتهاء
    لم يستطع احد التعليق كانت مفاجأة فرغم أن بعضاً من الحاضرين والحاضرات كانوا من كادحي الوطن المتفولين إلا أن مخملية الأجواء فرضت الصمت , إلا الأستاذة خولة التي لم تتوقف عن الضحك ورجا المبتسم وزياد المندهش والكل معجب ولكن الإفصاح كان موؤوداً ......


    (21)
    وابتدأ الحاضرون يتبارون بإشعال الأمسية بالشعر والنقاشات حتى حمي الوطيس ونجحت الأمسية في إذكاء الحماس عند شباب الأدباء واستعراض الكبار ولكن يحيى كان في غير هذا الوارد .
    رغم حبه للمناقشات والشعر وطرح الأدب إلا أن نفسه الآن مقسمة إلى قسمين:
    فهو يكره أن تنشد الأشعار والنفوس تتناوش للظهور.
    يكره الاجتماعات لاستعراض العضلات اللفظية وكان يتمنى أن تكون النقاشات هادفة لا لرفع الذائقة الأدبية فحسب بل لوضع حلول لإشكاليات كثيرة يعاني منها الأديب
    وتمنى أن يكون قادرا ً على رفع صوته ليخبرهم بما في نفسه .
    وقسم يؤنب نفسه وما أتى به هنا .
    فكيف ينادي بكل هذا وقد أتى لمصلحة ؟.. لا ينكر أنه أتى لمصلحة .
    أحس يحيى بالاختناق فإن شوك الرغبة في حل مشكلاته تدمي جموحه وتحشره في خانة قصية في نفسه أن يبقى النقي الذي لا يتنازل أبداً عن كرامته وعزة نفسه .
    وأخذ يدغدغ ضميره بأنه لم يطلب من زياد شيئاً هو من عرض عليه وأخفى وجهه بين كفيه وكأنه لا يريد لدواخله أن ترى ملامحه . فكلما تذكر عرض زياد أحس بالاضطراب لا يدري كيف يحل لغز هذا الكرم الحاتمي غير المتوقع وشيئ ما يقلقه فليس الأمر مفتاحاً ذهبياً لغرفة العرش الأدبي إنه أخطر من ذلك وهو يحس به
    يحس بخطر مقبل فنظرات زياد لا تريحه ....أبداً .
    وهل لنا بسؤال للأديب اقتربت خولة تسائله بابتسامة :
    - تفضلي وشعور بالارتياح لتواجدها أضفى على روحه قليلا ً من السكينة .
    - هل تكتب دوما بهذا الأسلوب أم لديك أنواع أخرى ؟
    - لا أدري لم ينادوني بهذا فأنا قليل ما أكتب ساخراً ربما أكتب بمرارة عن واقعنا أما السخرية فهي ليست السمة الغالبة إنها آلية ألجأ لها لما أريد أن أشعر بالانتصار فقط .
    - وليس لتوقظ غيرك بأسلوب تهكمي !
    - قد يأتي ذلك نتيجة أما الهدف فكثيراً ما يكون لي شخصياً .
    - هذا صدق فغيرك قد يستعرض قلمه هنا ويقول من أجل الهدف العام .
    - لو كان هذا خلقي لما وجدتني بهذا الحالة
    - حقاً ..
    - لك زاوية في الجريدة المحلية أعتقد ؟
    - نعم وهي رومانسيات
    وابتسم بسخرية
    - جميلة فأنا أقرؤها دوماً كيف تكون حالتك ساعة كتابتها ؟
    - إني أضع فيها من روحانيات قلبي وأذكيها بتوهج من مدادي فتأتي حالمة بعيدة في شفقية الأعمار لا علاقة لها بطين البلاد.
    - نحتاج أحيانا لمثل هذا تحليق .
    - بل نحتاج لتحليق يعيدنا أرضاً لا يبعدنا إلى ألف سنة ضوئية .
    - فلم تكتبها إذا ؟
    - لأني ........أبتسم بعدها فذاك قلما يحث لي
    - مع أني أراك كثير الابتسام
    - أريد أن أبتسم لي وليس علي ........





    يتبع

  9. #19
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 115
    المواضيع : 15
    الردود : 115
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    هذه هي الأديبة صبـــاح الضامن كما عرفتها
    غابة كثيفة من الأسرار ، والمفاجآت الجميلة
    كلما توغّلت أكثر
    كلما سمحت لنفسك بالانبهار أكثر
    جمال قلمها متفرّد
    ذلك لأنه لا يشبه إلا قلم صباح الضامن

    رائعتكِ أمتعتني
    دام مدادكِ بهذا الزخم من الروعة !

    ابنتـــــــكِ ..

  10. #20
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي



    (20)
    فلنسمع إذا لفارس القلم الساخر مقالته
    قال زياد مبتسما ًوأشار ليحيى أن يبدأ فقرأ يحيى بأسلوبه المميز في الإلقاء الآسر لكل لحظة تحاول أن تقصي اهتمام المستمعين :
    وقرأ..
    (( وثيقة اعتداء))
    تحلق الجميع حوله كان لا بد من دراسة لوضعه الحالي كل ما يمكن أن يفعل بحقه يجب أن يستحضروه وتمنوا فعلاً في تلك الحالة أن يكونوا عشاق كلمة حتى يستطيعوا وصفه بكل الصفات الغزلية الأثيرة ولكنه كان ينظر إليهم وقد فغر فاهه لا يلقي بالاً لمصير قد يصيبه من إقبالهم عليه .
    كان المسكين محط أنظار هذه المجموعة التي تظاهرت حوله ترفعه تارة وتحيط تواجده تارة باخضرار جميل ذو رائحة نفاذة وهو لا يستطيع حراكاً كل ما كان من الممكن فعله أن يقلب جنبيه فيخرج ما في جوفه نتيجة الهجوم المستمر عليه . ولكنه عزيز محبوب وكل ما يخرج منه تتلقفه الأيدي بحب وتودعها قلبها سائلة المولى أن يديم تواجده وأثره الفاعل .
    وصاح أحدهم يا ألله لقد نسينا !
    وتنبه الجميع ماذا يا قاصف ؟؟
    نسينا أن نحفه بالإيقاع فلا يحلو تواجده إلا مع إيقاع الكؤوس الحمراء الخفيفة الحلوة نضرب باليمين فيه وبالشمال نرفع أيدينا بأكواب الشاي كم هو تناغم واقعي جميل .
    وضحكوا لما سمعوه فقد ابتدأ القصف المحلي بالأرغفة الملتهبة والحشائش الخضراء من جرجير وبصل أخضر واستمر طبق الفول المحترم يختنق تارة من يد المتسابقين لغزوه فلا رقيب على جرمهم فالكل مشترك للنيل من هذا المسكين .
    وهو صامت لا يتكلم وماذا سيقول ؟ ينتظر قولته في نهاية المعركة .
    فالهجوم عليه بعد أن يستهلك كالهجوم على قلعة خارت قواها .
    وانتهوا حيث ابتدأ هو ..
    - لعنة الله عليك يا فول نأكلك وتؤلم بطوننا
    - آه أصبحنا لا نفقه شيئا أوه أتمنى النوم ...!!
    - إنه يطبق علينا كسمكة قرش يمتص نشاطنا . وصحن الفول الفارغ ينظر بشماتة الضعيف , مقتول وشامت .
    ولن ينتقم صحن الفول لنفسه قولاً فالفعل من شيم المتفولين نوماً وعسر هضم وضيق في التنفس ورائحة تذب عن المكاتب اعتداء المراجعين فالكل من الرائحة يقول
    اللهم سلم .........اللهم سلم .
    وتكتب كل يوم في بطون المعتدين وثيقة اعتداء على صحن الفول يؤكل ويلعن .
    يتسابقون إليه ويضربونه باليمين والشمال ولما ينتهون منه وقد أخمد أنفاسهم بثقله يذمونه .
    فكم من صحن فول رمي بالبطون قسراً وضرب بلا رحمة وأقصي بلا رحمة وتدافعت الحروف حطيئياتٍ عراضاً في حقه .........
    وهو المنتصر رغم الاعتداء .
    انتهت
    ---------
    وصمت الجميع عند الانتهاء
    لم يستطع احد التعليق كانت مفاجأة فرغم أن بعضاً من الحاضرين والحاضرات كانوا من كادحي الوطن المتفولين إلا أن مخملية الأجواء فرضت الصمت , إلا الأستاذة خولة التي لم تتوقف عن الضحك ورجا المبتسم وزياد المندهش والكل معجب ولكن الإفصاح كان موؤوداً ......


    (21)
    وابتدأ الحاضرون يتبارون بإشعال الأمسية بالشعر والنقاشات حتى حمي الوطيس ونجحت الأمسية في إذكاء الحماس عند شباب الأدباء واستعراض الكبار ولكن يحيى كان في غير هذا الوارد .
    رغم حبه للمناقشات والشعر وطرح الأدب إلا أن نفسه الآن مقسمة إلى قسمين:
    فهو يكره أن تنشد الأشعار والنفوس تتناوش للظهور.
    يكره الاجتماعات لاستعراض العضلات اللفظية وكان يتمنى أن تكون النقاشات هادفة لا لرفع الذائقة الأدبية فحسب بل لوضع حلول لإشكاليات كثيرة يعاني منها الأديب
    وتمنى أن يكون قادرا ً على رفع صوته ليخبرهم بما في نفسه .
    وقسم يؤنب نفسه وما أتى به هنا .
    فكيف ينادي بكل هذا وقد أتى لمصلحة ؟.. لا ينكر أنه أتى لمصلحة .
    أحس يحيى بالاختناق فإن شوك الرغبة في حل مشكلاته تدمي جموحه وتحشره في خانة قصية في نفسه أن يبقى النقي الذي لا يتنازل أبداً عن كرامته وعزة نفسه .
    وأخذ يدغدغ ضميره بأنه لم يطلب من زياد شيئاً هو من عرض عليه وأخفى وجهه بين كفيه وكأنه لا يريد لدواخله أن ترى ملامحه . فكلما تذكر عرض زياد أحس بالاضطراب لا يدري كيف يحل لغز هذا الكرم الحاتمي غير المتوقع وشيئ ما يقلقه فليس الأمر مفتاحاً ذهبياً لغرفة العرش الأدبي إنه أخطر من ذلك وهو يحس به
    يحس بخطر مقبل فنظرات زياد لا تريحه ....أبداً .
    وهل لنا بسؤال للأديب اقتربت خولة تسائله بابتسامة :
    - تفضلي وشعور بالارتياح لتواجدها أضفى على روحه قليلا ً من السكينة .
    - هل تكتب دوما بهذا الأسلوب أم لديك أنواع أخرى ؟
    - لا أدري لم ينادوني بهذا فأنا قليل ما أكتب ساخراً ربما أكتب بمرارة عن واقعنا أما السخرية فهي ليست السمة الغالبة إنها آلية ألجأ لها لما أريد أن أشعر بالانتصار فقط .
    - وليس لتوقظ غيرك بأسلوب تهكمي !
    - قد يأتي ذلك نتيجة أما الهدف فكثيراً ما يكون لي شخصياً .
    - هذا صدق فغيرك قد يستعرض قلمه هنا ويقول من أجل الهدف العام .
    - لو كان هذا خلقي لما وجدتني بهذا الحالة
    - حقاً ..
    - لك زاوية في الجريدة المحلية أعتقد ؟
    - نعم وهي رومانسيات
    وابتسم بسخرية
    - جميلة فأنا أقرؤها دوماً كيف تكون حالتك ساعة كتابتها ؟
    - إني أضع فيها من روحانيات قلبي وأذكيها بتوهج من مدادي فتأتي حالمة بعيدة في شفقية الأعمار لا علاقة لها بطين البلاد.
    - نحتاج أحيانا لمثل هذا تحليق .
    - بل نحتاج لتحليق يعيدنا أرضاً لا يبعدنا إلى ألف سنة ضوئية .
    - فلم تكتبها إذا ؟
    - لأني ........أبتسم بعدها فذاك قلما يحث لي
    - مع أني أراك كثير الابتسام
    - أريد أن أبتسم لي وليس علي ........


    (22)
    واستأذن الصديقان
    - ممتعة تلك الجلسة أليس كذلك يا صديقي لولا تدخل المنتصر فيها .
    - بل مقلقة .
    علم رجا بأنه سيواجه بشخصية يحيى المترددة المتشككة بالنوايا فانبرى يقنعه كيف أنها فرصة العمر فلا يضيعها وماذا سيخسر؟ لا شيء بل بالعكس سينتشر على يد المتنفذ صاحب العلاقات التي ستفتح له أبواب النجاح والشهرة والمال .
    وصمت يحيى , كان صمته مقلقاً لرجا رغم أنه أيضاً يحس بالغرابة فقد كان مقدمهم ليشتركوا بمسابقة القصة ولم يكونوا يحلمون بهذا الفتح الكبير ودفعة واحدة .
    - إيه يا صديقي لربما تكون على حق ولكنا لسنا في ترف الإشراق فلا بذخ من هذه الناحية علينا فقد عشنا طوال العمر نقبع غرباً لما تشرق الشمس , وكان تجوالنا في عمرنا محض قهر أن نسلك طرقاً محفورة محفوفة بالحرمان فكيف تريد منا أن نصدق فجأة أن المارد قد أتى يحمل بيده كنوز سليمان.
    إن رائحة الصبر المزروع في ثنايا أيدينا المشققة هو رائحة الطين هيا اشتمه يا رجا
    أترى لما يأتينا الصحو متلفعاً بغلالة من حلم أترانا نصحو؟ أتظن أن ما حدث صحواً ؟ أم لا زلنا نوقظ حنيناً يداعب النفس أن صدقي يا نفس ويحك ألا يحق لك حتى الحلم كذباً والصدق خديعة .
    صدقي ولا تضعي فرحك في شقوق الاحتمالات فقد غزاك الخوف كجيوش لجند صغيرة من هوام لا ترينها تأكل ترقبك للفرحة تأكل حتى رفضك للتصديق .
    - بل عليك أن تحلم وتصدق الحلم فما سمعته من الرجل لم يكن إلا استعداداً....
    - وقاطعه يحيى
    أخشى أخي أن أحلم وأصدم
    - ولم ؟
    - لأني ببساطة لست من صائدي الفرص , فالفرصة فريسة أخشى أن يعلق بأظفاري شيء من دمها ولا يكون نظيفاً فلا أستطيع منه خلاصاً .
    - لا تستبق الحدث فتقع في فوضى القرار.
    - بل قل لا تحلم فتصدم وتوقع الأسوأ فترتاح
    - ماذا يخيفك ؟
    - هناك أخي في زاوية بعيدة من نفسي أحس بشيء مقلق ليس أني لم أعتد الفرح لا لا يا صديقي إن الفرحة تحاول أن تسكت الخوف عندي , ولكنه لا زال يلح علي كناقوس منتظم الطرقات طق طق طق كلما حاول الفرح أن يظهر أسمع الطرق ...طق طق طق
    - ببساطة هو عدم تصديق بوجود شخص مثل زياد أبو الوفا , وصدقني يا أخي إنه تاجر ويعرف كيف يتحرك.
    - آه نعم صدقت تاجر وهذا ما يخيفني .
    - لالا تخف فأنت صاحب القرار وإن لم يعجبك عرضه لا تقبل يا أخي ما بالك تضخم الأمور ؟.
    - هي ضخمة يا عزيزي فلا تظن أنها ليست كذلك
    - ولفهما ظلام الصمت في طريق العودة لمنازلهما .......... في آخر الليل .


    يتبـــــع


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مِلْءُ عينيكِ
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 19-09-2018, 05:47 PM
  2. روايتي الجديدة (كيف تصنع يدا)
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 30-06-2014, 01:15 AM
  3. ملء الدم
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 30-03-2010, 02:01 AM
  4. صدور روايتي الجديدة : الطريق إلى روما
    بواسطة شريفة السيد في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 26-06-2009, 10:33 AM
  5. ملء الدم _منقحة
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 06-03-2006, 08:09 AM