مُبهم الشعورِ أنتَ
تركبُ عجلتكَ
تديرُ المحركَ
دون أنْ تلتفتَ خلفك
فتفتحُ لك كلّ الأزقة أبوابها
تمرّ عبرها
تعانقُ أضواؤك شوارعها
وتنسى ناحيةً وحيدة
لا تسعفكَ ذاكرتكَ الملبّدة بالنسيانِ
أنْ تعرجَ عليها
كانتْ في يومٍ
ساحلَ حبّك
وشاطئ لوعتكَ
وطنكَ واغترابك
بردكَ ومدفأتك
نسيتَ كمْ بحبّ
عانقتَ أطيافها
بدمعة غسلتَ جبينها
وبقبلة أطفأتَ أحزانها
لا زالتْ هناكَ بقعةٌ
من ضوئكَ
تلمعُ على حافةِ جفنٍ
ما فارقَ السهدُ أطرافهُ
حتى ترقرق الدمعُ منهُ
فبكتْ عصافيرُ الهوى
وهي تنقرُ على
نافذة الذكرياتِ
لا أطالبك بالعودةِ
لكن بربكَ
أعدْ إليّ تلك الحواس
التي سرقتها مني
حين غفوة..!!
*
*
ميم