هو عنوان الفيلم الذي أنتجته السعودية بواسطة مساعدات غربية و عربية مؤيدة للغرب..
كيف الحال؟ يأخذ من ساحة الإشهار قدرا كبيرا لم يتسن لأي فيلم أن يحظى به، وإن كان حائزا على الأوسكار.
لماذا هذا الاهتمام بهذا الفيلم؟ هل لإنه أول فيلم تنتجه السعودية؟ ام أنه أول فيلم يستجيب لمطالب وإرادة الغرب في جعل العالم الإسلامي تابعا لقيمها، وتقاليدها؟
إن الفيلم يبرز الشاب التلميذ المكون في مؤسسة صناعة الفنانين "ستار أكاديمي" بلبنان، أحد العناصر الفاعلة في هذا الحدث..فهو يتقن فن الغناء بجلبابه السعودي، ثم أنه في صورة اخرى يبرز مرتديا لباسه الأوروبي، ويتحرك بشكل لبق ولطيف ويبدو متمكنا مما تعلمه في "ستار أكاديمي"،
فهذه المؤسسة أدركت كيف تقوم بدورها الطلائعي في تغيير وجه العروبة، وتمكين تلاميذها من الانفتاح على فرنسا/وعلى أمريكا/ بل حتى على اسكتلندا/
نعم لن نكون مجحفين لجهد الأساتذة الأفاضل في تكوين الطلاب العرب في مجال، المسرح، والرقص، وفن التواصل..فهذه الفنون ظلت متأخرة لدينا لسنين طويلة..وقد اندهشنا مما توصل إليه الغرب في مجال تقنيات تلقين الفنون والآداب والأخلاق العصرية..
إن اندهاشنا لم يصل بعد إلى مستوى اندهاش الفيلسوف العربي الكندي، إذ بمجرد ما تمكنت قوى بني أمية من التوسع والغزو وبناء الدولة الإسلامية الواسعة حتى كانت المعارف والعلوم والآداب تعطى لها تلك القيمة التي جعلت قلم "الكندي" يعمل في الترجمة وفي تصحيح وتنقيح ما تم إنتاجه قبل ظهور الامبراطورية الإسلامية..وهكذا وبفضله وبفضل الكثيرين امثاله، تمكن المسلمون من التعرف على منطق أرسطو وعلى العلوم والمعارف اليونانية..
لم تكن السينما متوفرة لدى اليونان، ولكن المسرح كان يقوم مقام السينما..
وكانت "سوق عكاظ " معرضا للفنانين العرب يتبارزون فيه كما كان رعاة البقر يتبارزون بمظاهر القوة الجسدية أمام المتفرجين من محبي فن سرعة الرماية بالبنادق والمسدسات..
لكن بين المسرح وبين سوق عكاظ وبين فن الرماية مسافات تاريخية..
تقاس بمدى تحرر عقل الإنسان والمستوى الفكري الراقي الذي يصل إليه..
لم يصل العرب بعد إلى ما وصل إليه تاريخهم من بوادر أصيلة تنسب إليه ولا ترتبط بتقليد أو تبعية..
فإذا كان التقليد والتبعية ضرورة، فهل تقليد الفيلم "كيف الحال؟ للغرب في طرق إنتاجه السينمائي، سيؤدي إلى ولادة سينما غايتها، تطوير الإنسان المسلم، أم أن هذا التقليد غايته، التغلغل في بيت السيد السعودي وسحب قواه السحرية المؤثرة في العالم الإسلامي؟